السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الإعلامية السعودية هالة الناصر... تسقط المظلومية عن المرأة بوصولها إلى مناصب وتمكينها بيدها

المصدر: النهار
فرح نصور
الإعلامية السعودية هالة الناصر
الإعلامية السعودية هالة الناصر
A+ A-
فعلاً تسقط صفة المظلومية عن المرأة بمجرّد وصولها إلى مناصب رفيعة، وهي في جزء كبير، السبب في وصولها وتمكينها من عدمه. هذه كلمات ملهِمتنا في هذا المقال. هي كاتبة وشخصية إعلامية بارزة في المملكة العربية السعودية، وعُرفت كأول امرأة سعودية تتولى منصب رئيس تحرير لصحيفة في المملكة، منذ 28 عاماً. تم تكريمها من قِبل جامعة "كامبردج" كواحدة من أكثر الشخصيات الإعلامية تأثيراً في العالم العربي. وكونها رائدة في مجال الصحافة النسائية السعودية، أصدرت عام 2006 كتاباً مطبوعاً يؤرّخ لحقبة مهمة من تاريخ الإعلام السعودي، بعنوان "شهرزاد في الصحافة السعودية"، وقد أثار جدلاً لكونه يرصد تاريخ الصحافة النسائية السعودية وما واجهها من صعوبات. 
 
الإعلامية والكاتبة السعودية، هالة الناصر، في حديث مع "النهار" بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. 
 
في بادئ الحديث، وفيما سألنا الناصر عن استقلالية المرأة العربية في مجتمعتنا العربية، حبّذت عدم استخدام كلمة "الاستقلالية" عند الحديث عن حقوق المرأة، وحتى عند الحديث عن حقوق الرجل، فهذا الخطاب هو الذي تسبّب في زيادة المسافة بين حقوق كل منهما، حتى بدا وكأنّ تحقيق حقوق المرأة ضد تحقيق حقوق الرجل أو العكس، "فالمرأة التي تشعر بالمسؤولية تجاه مجتمعها وأمّتها، لا تتحدّث عن استقلالية بل عن مشاركة وتحقيق علاقة تكاملية مبنية على الأخلاق الدينية والإنسانية، إذ ليس هناك عدل مخصَّص للرجل وعدل مخصص للمرأة، والمرأة العربية بخير وينتظرها خير أكثر عندما تنظر لنفسها كفرد في مجتمع وتذهب إلى تطوير نفسها وأدواتها  لكتابة اسمها في تاريخ أمّتها". 
 
وتسلّط الناصر الضوء على أمر هام جداً، إذ تشدّد على حقيقة أنّ "المرأة المسلمة لا تجد في تعاليم الدين التي تخصّ علاقتها بالرجل تقييداً لها، لأنّها تنتصر لإيمانها بهذا الدين العظيم". لكن السؤال الأهمّ وفقها:"لماذا نتحدّث عن التمكين وكأنّه في يد الرجل، بينما تمكين المرأة في يدها، وفي قدرتها على الوصول لأهدافها؟". هناك نساء عربيات وصلن لأعلى المناصب لأنّهن لم ينتظرن من أحد أن يمكّنهن من أحلامهن. 
 
وعن سبل الوصول إلى تمكين المرأة، برأي الناصر أنّ "الزمن هو الكفيل بأن تجد المرأة مكانها في كل مجتمعات الدنيا، لأنّه لا نمو حقيقياص لأي مجتمع يُضعِف دور المرأة كشريكة في البناء". وإقصاء المرأة عن المشاركة  يترك فراغاً يجعل مخرجات المجتمع ليست بالقوة التي تتمتّع بها المجتمعات التي تتعامل مع المرأة كشريك حقيقي. بالتالي، سبل الوصول ستحقّقها النجاحات التراكمية للمرأة نفسها، و"أفضل حل لأي مشكلة، هو التعامل معها على أنّها ليست مشكلة". 
 
 
أكبر صعوبات تواجهها المرأة هي من المرأة نفسها
 
وفيما نجد كلاماً كثيراً حول التحديات التي تواجهها المرأة من جراء القيود الإجتماعية والتفكير الذكوري والأفكار السائدة في المجتمعات التقليدية، حيال إثبات نفسها وقدراتها، قد يبدو جواب الناصر مفاجِئاً بعض الشيء: "فمن خلال خبرتي الانسانية والمهنية التي تجاوزت ربع قرن، أجد أنّ أكبر صعوبات تواجهها المرأة هي من المرأة نفسها، وفي الغالب، المرأة العربية لا تجد في امرأة أخرى ما يستحقّ دعمها وتمكينها، فالمرأة العربية تثق بقدرات الرجل أكثر من المرأة، وعندما نتجاوز هذا العائق، سنجد باقي الصعوبات الأخرى أسهل بكثير" . 
 
لكن هل تفوق التحديات هذه فرص المرأة في النجاح؟ بنظر الناصر، "ليس هناك تحديات تفوق فرص النجاح، إذ علينا أن نتصالح فكرياً مع أنفسنا كنساء تجاه ما نشعر به من مظلومية، ففي أي مجتمع عربي وصلت فيه نساء لمنصب، يسقط خطاب المظلومية ووهم التحديات التي تواجه المرأة كونها امرأة من قبل الرجل، فنحن مَن صنع هذا الوهم ومنحه أكبر من حجمه حتى تحوّل إلى عائق". وبما أنّها كانت أوّل امرأة تتولّى منصب رئاسة تحرير في الممللكة العربية السعودية، تعطي الناصر مثلاً عن سقوط خطاب المظلومية في دولنا، بنفسها، "وصلت لمنصب رئيس تحرير ولم أجد هذه التحديات والعوائق لأنّني لم أتقوقع في كهف المظلومية ولم أجد، لا أنا ولا زميلاتي أو صديقاتي في مهن ومناصب أخرى، أي عائق من أي رجل، وهذه شهادة للتاريخ". 
 
 
 
كلام الناصر لا ينفي أنّنا لا نزال في مجتمعات تستغرب العمل غير التقليدي للمرأة، أو المهن غير المعتادة لها، أو حتى تولّيها مناصب لطالما احتكرها أو طغى عليها الذكور. في هذا الإطار، كيف يمكن كسر الصورة النمطية تجاه هذه الوظائف؟ تجيب الناصر أنّ في سوق العمل، وفي جميع دول العالم، وجدت المرأة نفسها منساقة نحو أعمال السكرتارية والأعمال المكتبية الأخرى، ولم يقتحم الميدان منهنّ سوى قلة، ما صنع صورة ذهنية عالمية مفادها أنّ المرأة غير قادرة على القيام ببعض المهن، و"هذا غير صحيح، فالنساء قادرات على النجاح بأي مهنة، ومع الوقت ستتلاشى هذه الصورة النمطية عن طريق المرأة نفسها، من خلال انخراطها في جميع المهن بأعداد كبيرة". 
 
للإعلام في هذه المسيرة دور كبير. وبرأي الناصر "للإعلام أهمية قصوى في نقل الصورة، لكنّه لن يستطيع تغييرها بصورة مغايرة مهما فعل، هذا غير أنّ الإعلام نفسه كُسرت صورته النمطية من قبل الإعلام الجديد، فهذا الإعلام ساهم بشكل كبير في تغيير الكثير من الصور النمطية ومن ضمنها إبراز دور المرأة في جميع المهن". 
 
 
وعن حجم تمثيل المرأة في الحياة المهنية والسياسية في المملكة العربية السعودية، ترى الناصر أن "السعودية تعيش ولله الحمد نهضة حضارية في كل المجالات، كما أنّ المرأة السعودية وجدت دعماً حقيقياً غير مسبوق من قِبل قيادتنا الرشيدة حفظها الله، وهذا ما ساهم في نجاحها في جميع المهن والمناصب، سواء في الداخل أو الخارج" . 
 
وفي رسالة إلى المرأة العربية في يومها العالمي، تقول الناصر:" أهنّئ جميع نساء دول العالم في يومهن العالمي والمرأة العربية بشكل خاص، رسالتي لهنّ أن يخرجن من وهم الشعور بالظلم، ويعتمدن بعد الله على أنفسهن في تحقيق أحلامهن بالعمل الجاد والمثابرة" .
 
 
إقرأ أيضاً: المرأة تستطيع
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم