السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

حين قرّر جاك شيراك التخلّي عن عشيقته من أجل زوجته برناديت

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
شيراك وزوجته برناديت.
شيراك وزوجته برناديت.
A+ A-
لا ينسى الفرنسيون المشاعر الجياشة، التي جمعت جاك شيراك وجاكلين شابر يدون، الصحافية من جريدة لوفيغارو، وهي التقته حين كان شيراك رئيساً لمجلس الوزراء في عهد الرئيس الأسبق فاليري جيسكار ديستان.

شعرت زوجته برناديت بحضور جاكلين تلك الشابة الرشيقة، ما دفعها الى فرض نظام غذائي سليم خلال المأدبة التقليدية، وفق الصحافة الفرنسية.

قبل عرض تفاصيل حياة جاكلين، لا بدّ من الإشارة الى أنّ قصّة الحبّ الكبير بين الثنائي جاك وجاكلين استمرت 4 أعوام لتنتهي عكس توقعات الناس، أي بألم ودموع ترقرقت من عيني جاكلين عندما قرّر جاك وضع حد لهذه العلاقة ليحافظ على زواجه من برناديت ومنعاً لأي إرباك يمنع أيّ فرصة لوصوله الى منصب رفيع في الدولة.

الصحافة
قبل عرض تفاصيل حياتها اليوم، نعود الى كانون الثاني 1975، ولاسيّما في عصر الصحافة السياسية الذهبية حين تم تكليف جاكلين شابر يدون، الصحافية في جريدة "لو فيغارو"، 34 عاماً، لمتابعة نشاطات جاك شيراك وايضاح الصورة لرئيس الوزراء الشاب خلال ولاية الرئيس الأسبق فاليري جيسكار ديستان.

ذكر جاك توبون الذي كانت تجمعه صداقة مع شيراك "أنّها المرأة التي صنعت سحرًا".
وصفتها إحدى موظفات القصر عند تخلّي شيراك عنها قائلة: "هي امرأة في الواقع بسيطة للغاية، بكل ما للمصطلح النبيل من معنى، وهذا ما كان يرضي رئيس الوزراء في حينها."

أكّدت أنّها "من أصول متواضعة ومن بيئة شيوعية، ما يؤكد ذوقه في النساء".
من جهتها، اكتشفت جاكلين خلال لقاءاتهما المتكرّرة أن وراء هذا الرجل الطموح التكنوقراط ذوقاً رفيعاً في اختيار الناس.

وبسرعة كبيرة، تحوّلت رغبته في رؤيتها مرة أخرى إلى هوس. يريدها إلى جانبه في الأماكن العامة والخاصة، مبرراً أن الأمر كان مختلفًا معها، كما ذكر في كتابهما "جاك وجاكلين" المعد من الصحافيين لوريلين دوبون وبولين دي سان ريمي.

بالنسبة لها، كانت مقتنعة أنّه ترك كل شيء تقريبًا؛ وهذا ما كان له تداعيات في لحظة محورية على حياته السياسية.

يتناول الكتاب الشقة، التي تمّ تجهيزها لهما في شارع مارينيان الكائن في باريس.
  

 
في نهاية عام 1975 قام ، وفقًا للمؤلفين، بتنظيم رحلة صحافية إلى جزر الهند الغربية لقضاء عيد الميلاد في حضورها، ما أزعج الصحافيين الموجودين على الفور من خلال فرض تدابير خاصة جدّاً واكبت تنقّلات رئيس الحكومة.

يواجه الثنائي واقعاً مريراً برز من خلال غياب أي تفهم لهذه القصة من محيط شيراك، الذي تمسك بزواجه مع برناديت، رغم وعد أطلقه بـ"شرعنة" العلاقة في القريب العاجل.

كيف تصرّفت برناديت شيراك؟ كشف الكتاب المذكور أنّها شكّلت جبهة مشتركة مع Marie-France Garaud لإبعاد العشيقة، مع شرط أساسي ألا تلجأ الى طلب الطلاق لأنّها تتوق الى تبوّؤ زوجها منصباً مرموقاً في الدولة.
 
 
في صيف العام 1976، تكتشف جاكلين شابيريدون أن الشقة، التي كانت تلتقيه فيها باتت شاغرة مع وجود كتاب يبلغها فيه أنّ العلاقة انتهت ووصلت الى حائط مسدود.

المقرّبون
اعتبر البعض أن هذا القرار هو جزء من الضغوطات، التي فرضها بعض المقربين منه، فيما يقدم المؤلفان فرضية أخرى تعتمد على ما نقله بعض الشهود أن شيراك، الذي كان يستعد لإطلاق التجمع من أجل الجمهورية، كان بحاجة إلى تحرير قلبه ويديه لأن طموحه تجاوز من كانوا من حوله.

هل كان من الضروري، بعد أعوام عدّة، إعادة هذا الحبّ إلى دائرة الضوء؟ "في الحقيقة، يرد بولين، و دو سان ريمي أنّها قصة سياسية أردنا أيضًا من خلالها إلقاء ضوء آخر على هذه الحقبة السياسية والإعلامية من خلال التركيز على مرحلة صغيرة في القصة الكبيرة".

ماذا جرى لجاكلين شابيريدون؟ واصلت عملها في حين كان قلبها موالياً لليسار. حاولت أن تصوّت له رغم أنها كانت تشعر بصعوبة ذلك في الانتخابات الرئاسية 2002.

مستقبل الصحافية
 
 ماذا حلّ بالصحافية بعد انفصالها عن رجلها جاك شيراك؟ بعد الانفصال، توارت جاكلين عن الأنظار لتبدأ حياة جديدة انغمست من خلالها في حياتها ليتم تعيينها رئيسة للقسم السياسي في إذاعة مونت كارلو وصولاً الى رئاسة تحرير الإذاعة المذكورة.

في ثمانينات القرن الماضي، أنهت مسيرتها المهنية كصحافية لتتمايز في القطاع المصرفي الى أن نالت وسام جوقة الشرف في العام 2009 مع أهمية أنها تمكنت من الاستقرار من خلال زواجها الثاني في العام 1996 من طبيب الأعصاب أوليفيه ليون كاين.
Twitter: @rosettefadel
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم