100 دمية لمئةِ طفلة... يولاند لبكي وذلك الوجع بعد الانفجار: "من حطّم ألعابي؟"

ترايسي دعيج
 
"يا عالم أرضي محروقة... أرضي حرية مسروقة... أرضي زغيرة... متلي زغيرة ردولا السلام... وأعطونا الطفولة". بهذه الكلمات حملت الطفلة ريمي بندلي عام 1984 رسالةً إلى الكبار، وقفت في القصر الجمهوري وغنّت ببراءة. هذه الصرخة التي أطلقتها آنذاك هي صرخة أطفال اليوم، بعد انفجار 4 آب. أين الطفولة والبراءة بعد الآن؟
 
انقلبت المقاييس وتغيّرت خريطة الواقع. قررت الفنانة والرسامة يولاند لبكي تطريز 100 دمية لمئة طفلة عاشت تداعيات الانفجار وتأذّت منه. وأشارت في حديثها لـ"النهار" إلى أنّه "اذا الله ساعدني بدي أعمل مية دمية قبل عيد الميلاد". هكذا تكون قد عايدت هذه الفتيات على طريقتها الخاصة. 
 
حرصت لبكي على أن تكون كل دميّة باسم كل فتاة أصيبت جرّاء الانفجار. وتتابع: "وهكذا بدأت، أصبحنا بالـ 80 وأحتاج بعد إلى شهر تقريباً للوصول إلى العدد 100 وتوزيع الألعاب. وبالتنسيق مع جمعية أشرفية 2020، ستوزّع الدمى على الفتيات". 
 
 
تسرد الفنانة قصّةً بحزنٍ متذكّرةً الأحداث الأليمة، فتقول: "ذات يومٍ خلال الحرب اللبنانية، بدأ القصف واختبأنا في الملجأ طوال الليل. وفي اليوم التالي، استيقظنا وذهبنا إلى المنزل بهدف تفقّد الأضرار. كان ابني البالغ 3 سنوات يمسك بيدي، فرأى جميع ألعابه مبعثرة ومرميّة على الأرض مع الحجار والدمار". وتضيف: "لن أنسى في حياتي من سألني ذاك اليوم: (من حطّم ألعابي؟)".
 
كان وضع المنزل مريباً، ولم يكترث هذا الطفل إلا لألعابه، لم يبكِ حتى. 
 
واليوم يطرح ألوف من الأطفال هذا السؤال نفسه. وانطلاقاً من ذلك، قرّرت يولاند أن تقوم بما تعرف من حياكة، رسم وتلوين، للتخفف ولو بقليلٍ على هؤلاء الأطفال وتعوّض حتى لو بشكل بسيط جزءاً من الخسارة المفجعة. 
 
من حطّم ألعاب الأطفال؟ ومن قتل أحلامهم وطموحاتهم؟ من شرّد مئات الألوف؟ من شوّه الألوف؟ لا يزال الجواب غير واضح، ولكن هل سنتوصّل ذات يومٍ إلى الحقيقة؟