الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

العيّوقة القاسية – الحلقة 15: "أنجيلينا جولي لبنان" والتانت "طاريز"

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
"أنجيلينا جولي لبنان" والتانت "طاريز".
"أنجيلينا جولي لبنان" والتانت "طاريز".
A+ A-
..."وهروس لبنة متوّمة يا مطانيوس...هرسها هَرس...مين لو مع لحيتك؟"، كانت المسز بانكس عم تهمس هالهلوسات لتخفّف عن قلبها الصدمة يالّلي خلّفتها كلمات الآنسة ماري بوبينز – ميموشكا- العيّوقة القاسية يالّلي غطّت بجادة شجرة الكرز مع شمسيّتها، وما عاد في إبن مرا واقف ع إجريه: "قلتيلي تانت؟ تانت طاريز، بالطه؟"، سألتها لميموشكا هيّي ومفنجرة عينيا.

وفجأة بتوصل طيّارتها لمايا، يالّلي مفكرة حالها آنجيلينا جولي لبنان، من نيويورك، على مطار بيروت، و"بتترجّل" من على متن الطائرة، مرا طويلة، ضعيفة، ملامح الشراسة طاغية على وجّها، وبتصرخ بالأعالي:
 

"لبنان الحبيب. لقد أتيتُ لأخلّصكَ من مآسيك! أنا مايا سوف أنقذك من المحنة التاريخيّة يالّلي عم بتعيشها! وصلتُ يا بلدي الحبيب. وراح دافع عن ترابك. وصلتُ مباشرة من نيويورك لأتبنى كل القضايا الإنسانيّة وضلّ عم نوح متل البومة على صفحتي على فايسبوك لأثبتلك إني بحبك، يا وطني بحبك!".

وعلى الوصلة بتستقبلها الفلاحة المُتمدنة، ليال، هيّي وماسكة طنجرة فوارغ وصحن شيش برك، وبتقلّلها وقد زيّنت وجهها "المُلبّد بالبوتوكس"، ابتسامة حكيمة وعارفة: "بصفتي إمرأة لكل المناسبات، بحب إعزمك على منزلي بالكورة حيث بستقبل عولم (على الطريقة الشماليّة).

وبمنزل الكاتب الكبير سمران الكوراني المهرهر بالأشرفية، بتكون مرتو، فرفورة، عم بتمزمز حبّة "فالاكس" المُهدئة للأعصاب، وعم بتراقب زوجها المركّز على الحلقة المئة بعد الألف من المسلسل التركي "حرارة الدب"، وعم تشمت فيه وتقول لبنتا هناء، الصحافيّة الفاشلة بجريدة النهار: "ما تنتقم من عدوّك. الدهر بينتقملك".
 

وهون بتطل الجليلة شارلوت من شباك المطبخ، وبتهفت بلهفة:"يا حبيبتي هناء! خبّرتك وقت كنت معزومة عند مستشار نائب رئيس (باف- بوف) لإبادة (كل صرصور قبل المرور)، وإجى شب طول هالباب وركع ع إجريّي وقلّلي:"إنت ستنا، هون؟ إنت فضلك علينا كلنا ما بينتسى! وقعدت حدي خطيبتو وصارت تبكي. وأنا قلّلن: إستغفر الله يا ولاد. أنا عملت واجباتي!".

وبتنتبه هون هناء إنو زوجها للجليلة شارلوت، يوسف، قاعد حد سمران الكوراني وعم بيقلّلو هوّي والكاتب مش منتبهلو وعم يتفرّج على "حرارة الدب" بتطوراتو المشوّقة:
"باردون شوي، تركني إحكي".

ومايا بتحضر فجأة على منزل الكاتب الكبير سمران الكوراني وبتقلّلها لهناء:
 
"أنا نيويورك عينا عليّي. إذا بدّك تكتبي بالموقع يالّلي صرلي شي 10 سنين عم بشتغل عليه، وبعد ما أطلقتو، بدك تعملي مقابلات مع ناس Of A Certain Caliber. أنا ما بنزلّك شو ما كان، Sorry".
 
وبتمغّط بالكلام هيّي وعم تحكي بالإنجليزي" هيك يعني: Sawry.
 

وبجادة شجرة الكرز جاين ومايكل بيوقف قلبن من الخوف وقت بيشوفوا الآنسة ماري بوبينز عم بتطير من غرفة لغرفة وتستكشف المكان وتزمّ شفافا وتظبّط تنورتها البليسيه بحركة منكوتة.
 
وفجأة بتطلّع بالمسز بانكس وبتقلّلها:"أوكاي، طاريز. بقبل الوظيفة. راح ضلّ عندكن تتغيّر الرياح وراح فرجيكن نجوم الضهر".

وهون، بتسترد طاريز – قصدنا المسز بانكس ثقتها بنفسها، وبتهمس:"آه! والله؟ قبلتي الوظيفة حبيبتي؟".
 

وسمران الكوراني ببلّش يبكي وقت بينتبه إنو يوسف قاعد حدو عم يحكي مع أعداء زوجتو الجليلة شارلوت غير المنظورين، من أكتر من ساعتين.
وبيقلّلها لهناء:"صار لازم الواحد يفكر بالإنتحار!".

وهون بتتنفس الصحافية الفاشلة بجريدة النهار، هناء الصعداء، وبتصرخ هيّي ومقتبسة لهجة أنجيلينا جولي لبنان، مايا، الأميركيّة، المُمغطة: "wokayyyy dahdyyyy"، وأنا بساعدك تلاقي أكتر من طريقة تتنتحر!".

وبشقتو يالّلي مصادرها بالدكوانة، بيقرر الكازانوفا شادي إنو ينتف ريش الببغاء يالّلي عايش معو، بيكو، ويخلطن مع التنبك هوي وعم بيحضر نرجيلتو. وبيرجع بيقرر إنو حليب البودرة بينفع أكتر من الريش المنتوف.

وعلى طريق المطار، منشوف مايا والفلاحة المتمدنة ليال، ماسكين يافطات مكتوب عليها:
 
"أنا مايا، بتبنى مأساة حياللا كائن بلبنان وباخد على عاتقي إبكي عليه على صفحتي الخاصة على فايسبوك".

وليال بتحمل يافطة مكتوب عليا:"أنا ليال بعزمو على بيتي بالكورة حيث أنا بستقبل عولم!".
 
وبمشهد خاطف لا علاقة له بهذه القصة السرياليّة، منشوف الكاتب الكبير سمران الكوراني عم بيغني:"جيب المجوز، يا عبود. ورقّص إم عيون السود".

ودغري بيقاطعو يوسف، زوج الجليلة شارلوت، وبيقلّلو:"

باردون شوي، خلّيني كفي حديثي"!

(يتبع)

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم