الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هوليوود العتيقة: جايمس ستيوارت زير النساء الصامت

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
جايمس ستيوارت زير النساء الصامت.
جايمس ستيوارت زير النساء الصامت.
A+ A-
عرفه الأصدقاء باسم جيمي الصامت الذي انساب سحره يميناً وشمالاً في هوليوود، موقعاً نجمات هوليوود في حبه، رافضاً الزواج والارتباط. جيمي الطيّب حتى السذاجة، واللئيم حتى الازدراء خلال ساعات الغضب العابرة. وهذه اللامبالاة الجميلة بضوضاء مدينة الأوهام. وهذا البحث الدائم عن حُبّ يدوم، ويأخذه بضع خطوات أقرب إلى الخالق الذي كرّس له حياته. جيمي الذي قدّم جائزة الأوسكار الوحيدة التي فاز بها عن "فيلادلفيا ستوري" إلى والده الذي لم يعرف قيمتها، فإذا به يعرضها في واجهة محله الصغير في ولاية بنسيلفانيا طوال 25 عاماً. جيمي الذي لطالما اضطلع بأدوار الشخصيات العاقلة ذات المعايير الأخلاقية القوية.
 
 
أكثر من 80 فيلماً وشهادة في الهندسة المعماريّة من جامعة برينستون العريقة، ومُشاركة بارزة في الحرب العالميّة الثانية، وعشرات الميداليّات بفعل البطولة التي أظهرها كطيّار في الجيش الأميركي، حوّل الجوّ خلال 4 سنوات مسرحه الجوّال... وبقي الممثل الأسطوري جايمس ستيوارت، أحد أبرز أركان هوليوود في القرن الـ20، هادئ الطباع، لا يستسيغ الكلام، يكظم أحاسيسه، ويعشق النساء ويخونهن جميعاً... إلى أن إلتقى بغلوريا هايتريك في العام 1949، وتزوجها وبقي وفياً لحبها حتى اليوم الأخير في حياته.
 
"Mr.Smith Goes To Washington"، "Vertigo"، "Harvey"، "Rear Window"، "It’s A Wonderful Life"، "The Shop Around The Corner"، وعشرات وعشرات الأفلام التي تمكّن من خلالها جيمي من أن يجعل الطيبة والنزاهة والأخلاق العالية من السمات التي يُمكن أن تصنع نجوماً وأن تكون حديث الساعة في كل ساعة. ومع ذلك، كانت حياته الشخصيّة مليئة بالمغامرات العاطفية المُضطربة، وعُرف عنه عشقه لنجمات هوليوود من دون أن يأخذ في الاعتبار مشاعرهن. وقيل إنّه طلب من مارلين دييتريتش الأسطوريّة ببرودة مطلقة أن تجهض عندما أخبرته بأنها حامل منه، وهجرها بهدوء لئيم. وقيل إنّ حبه الحقيقي قبل زوجته غلوريا، كان للممثلة مارغريت سوليفان التي رفضته وفضّلت مدير أعماله عليه. ولكنها وقفت إلى جانبه بشراسة في كلّ أوقاته العصيبة وأسعفته في حياته المهنيّة عشرات المرات، عندما فقدت شركات الإنتاج الكبيرة إيمانها به. لا سيما إثر عودته من الحرب العالميّة الثانية التي حطّمته وجعلته يبدو أكبر سناً، وجعلته سجين الكوابيس والنوبات العصبيّة لسنوات طويلة.
 
 
جيمي اليافع عشق الطيران، وانغلق على ذاته، وغالباً ما كان يعيش أحلام اليقظة التي أنقذته من الواقع. عزف على آلة الأكورديون، وفي الجامعة التقى بالممثل الأسطوري هنري فوندا الذي بقي مقرباً منه حتى اليوم الأخير من حياة فوندا. يُذكر أنّ جيمي، قال بهدوء عندما علم بوفاة صديق عمره: "لقد خسرت لتوّي أعز صديق في حياتي".
 
رفض التحدّث عما جرى معه خلال الحرب العالميّة الثانية. وأقام علاقة عاطفية استمرت سنوات مع الأسطورة أوليفيا دي هافيلاند التي هجرته ذات يوم بقسوة عندما فهمت أنه لن يتزوجها لتمسّكه بالاستقلال.
 
 
في العام 1985، فاز بجائزة أوسكار تقديريّة عن مجمل أعماله، فإذا بالصالة تقف تصفيقاً لأكثر من 10 دقائق بلا توقّف. تأثر جيمي كثيراً وقال ببساطة، "ظننت أنكم نسيتموني".
 
عندما فقد كلبه الوفي، "بو"، بكى لفترة طويلة وكتب له قصيدة في كتاب القصائد الذي نشره في سنواته الأخيرة.
 
أما عندما توفيت زوجته غلوريا في العام 1994، يقال إنّ قلبه تحطّم إلى أن أخذه الموت هو أيضاً بعد 3 سنوات.
 
وهو على فراش الموت، قال بفرح هادئ يجاور السكون: "بعد لحظات سأكون إلى جانب غلوريا".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم