الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هوليوود العتيقة: آرول فلين الشيطان المُتخفّي بشخصيّة الأزعر الساحر!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
الممثل الهوليوودي الراحل آرول فلين.
الممثل الهوليوودي الراحل آرول فلين.
A+ A-
في ذروة شهرته، اشترى عقاراً ضخماً، وقام ببناء مزرعة باسم مولهولاند. واستضاف فيها حفلات صاخبة "زخرفها" بجميع أنواع "الفجور". و"زرع" جدران المزرعة "الرهيبة"، بالثقوب الصغيرة ومرايا ذات اتّجاهين ليتجسّس على الزوّار. أراد أن يعرف كل شاردة وواردة كانت تدور في الغُرف والحمامات. كان يُعرف بالمقالب المُرعبة التي كان يُخيف بها الزملاء في هوليوود. وإدمانه عل الكحول والأفيون، هو الذي من المُفترض أن يكون "جنتلمان عصره".
 
 
هو الشيطان المُتخفي بشخصيّة "الأزعر" الساحر الذي تفنّن في إغواء النساء والرجال على حدّ سواء. هو الذي تفاخر ذات يوم، بأنه أمضى 12 ألف ليلة، أو ربما 14 ألف ليلة وهو يُمارس الجنس. أحد عمالقة مدينة الأوهام، هوليوود، الممثل الإنكليزي ستيوارت غرانجر قال عنه ذات يوم: "آرول فلين هو في الواقع التجسيد الحقيقي للشيطان السادي. ولكنه كان يقوم بكل شيء بسحرٍ رقيق أجبرنا جميعاً على غضّ النظر عن تصرفاته الراعبة". أمّا صديقه الحميم النجم الراحل ديفيد نيفين، فبرّر الجنون الذي عاشه بطل "روبن هود"، وأكّد للصحافة أنّ آرول فلين ضحية والدته التي أساءت مُعاملته مذ كان في الخامسة من عمره.
 
اعتاد آرول أن يرى الرجال "رايحين – جايين" إلى المنزل، من دون أن تهتمّ والدته النرجسيّة بزوجها أو بابنها الصغير. وصحيح أنّ آرول حاول ذات يوم أن يتحرّش بصديق عمره ديفيد، ما كان السبب المحوري لانتهاء الصداقة، بيد أنّ نيفين لم يحقد على "الشيطان" المُتخفي بزيّ الجنتلمان الأزعر لأنه كان يعرف أنّ آرول في الواقع أشبه بالطفل الجريح الذي خاف الموت لدرجة أنه تعلّق بملذات الحياة المُدمّرة.
 
 
كلماته الأخيرة كانت: "لقد استمتعت كثيراً بحياتي. استمتعتُ بكلّ لحظة فيها". فاسق، شرير، ووسيم "ليوم الوسامة"، ولد آرول فلين في جزيرة تاسمانيا في العام 1909، ويُقال أن حاجته المُلحّة للإغواء ظهرت باكراً، وأنه طُرد من مدرسته لأنه كان يغوي إحدى عاملات التنظيف في غرفة سريّة. وصحيح أنه عرف النجوميّة باكراً، وقام ببطولة "مغامرة روبين هود" وهو في الـ28 من عمره، بيد أنه عشق الحياة وملذاتها أكثر من هوليوود. أراد أن يختبر أروقتها ودهاليسها، فإذا به يبدأ رحلته مع الكحول، لينتقل بعدها إلى مادة الأفيون التي كان من المفترض أن تكون مجرّد تجربة. فإذا بها تقوده إلى الجحيم وترافقه حتى آخر يوم من حياته، عام 1959.
 
 
ففي الرابع عشر من تشرين الأول من تلك السنة، كان آرول فلين يحاول بيع يخته لأحد الأصدقاء في كندا، بعدما أوصلته عاداته السيئة إلى الإفلاس، عندما أصيب بذبحة قلبيّة قضت عليه وهو في الخمسين من عمره. وعندما شرّحت جثته، أقرّ الأطباء بأنّ جسده كان أكبر بـ20 سنة من عمره الحقيقي ساعة الوفاة.
 
 
آرول فلين لم يعرف الملل أو الفراغ يوماً. وكان يميل في سنواته الأخيرة إلى اليافعات. ووصلت به النزوات إلى حدّ إغواء شابة في الـ15 من عمرها، تزوجها "كم سنة"، لينتقل بعدها إلى غيرها وكأنّ "شيئاً لم يكن". الأصدقاء كانوا يُردّدون أنّ آرول عشق الحياة إلى حدّ مُقلق وأراد أن يعرف كل أسرارها وأن يختبر كل نزواتها. ولكن مادة الأفيون سارعت في تدهور صحته.
 
لكنّ إدمانه الكحول والمخدرات لم يمنع النساء من عشقه إلى حدّ الهوس. حتى أنّ الخالدة بيتي ديفيس عشقته حتى الكراهية. وكانت لا تفوّت فرصة لتهينه أمام الزملاء. وكانت تسخر من نجوميته. أما هو فكان يعزو غضبها منه إلى حبّ كبير أرادت أن تخفيه. حُب غير مُتبادل. وهو كان ينتقل من امرأة إلى أخرى ومن رجل إلى آخر. ولم يعشق سوى الكحول. وكان يحقن البرتقال بالفودكا ليتمكّن من تلبية حاجاته خلال تصوير الأفلام من دون أن ينتبه أحد.
 
كان يُردّد باستمرار:"لا يهمّني ما يُقال عني في الصحف. ولكنني أضحك بفرح عندما أعرف ما يُقال عني همساً!".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم