العيّوقة القاسية: هابي بيرسداي لصانع الرؤساء!

 
(مع الزربة في المنزل، نزور رواية ماري بوبينز التاريخيّة من وجهة نظر سجينة وباء لحقته قنبلة نوويّة).
 
وفوق، بغرفة الحضانة، كانت جاين ومايكل عم بيراقبوا حركة الطيور المهاجرة على الدانمارك هرباً من سعر صرف الدولار المتأجّج متل أعصابا للمسز بانكس بشواربا المهيوبة. ومن خلال الشبّاك يالّلي بيشرُف على حقل الزيتون يالّلي ورتو من الكاتب الكبير سمران الكوراني ، بيهوّوا لـ"بيتر بان" المعجوق عم بيلمّ الزيتون مع الفلاحة المتمدنة ليال يالّلي عم تحاضر بميازاتا ومواهبا كـ"إمرأة لكل – المونيسبات" (أي المناسبات في اللهجة الكورانيّة).
 
وبلحظة انخطاف عابرة، بيهتف "بيتر بان" لجاين ومايكل: "ما تكبروا يا ولاد، مش بس لأنّو التقدّم بالعمر فخّ. بس لما تصيروا متل ليال: إمراة كل المونيسبات"!
 
 
وببيت الكاتب الكبير سمران الكوراني، بتتصل الصحافيّة الفاشلة بجريدة "النهار"، هناء، ببنت اختا، المُبدعة بصنع الحلويات، لالا، وبتوصّيها على "غاتو" بمناسبة عيد ميلاد والدها يالّلي عم يرقص مع الخرف بخُطى ثابتة. "لايكي لالا، حياتي. عملي معروف، بتكتبيلي على الجاتو الجملة التالية: هابي بيرسداي لصانع الرؤساء... ما تشارعيني. هيك كتبيا. متل ما عم قلّك. بيرسداي بالسين فيا بؤس أكتر بيليق بصانع البؤساء... قصدي الرؤساء".
 
وفجأة، بتطير الجليلة شارلوت من منزلها بساسين وبتحضر من شباك غرفة الجلوس بمنزل سمران الكوراني المهرهر، وبتهجم على الكاتب الكبير يالّلي عم بيخبّر هناء للمرة المليون بعد الألف عن علاقتو الوطيدة بريمون إده وبالرئيس بشارة الخوري، وبتقلّلو بوحشيّة فيها الكثير من الأنوثة الضايعة بين كونتور الشفاف البنّي ونظرة عينيا المأجرمة:"ليك يا عيني، سميرة توفيق بعد ما ماتت! بعدا عايشة وفكرت بآخرتا مش متلك صرفت مصريّاتا على البهورة والتزنطر".
وأول ما تلمحا إختا فرفورة للجليلة شارلوت، بتحط صحن الكنافة بقطر "أكسترا" ع جنب، وبتقلها بنعومة هيّي وعم بتلعوس وتحكي بنفس الوقت:"هاتيلك شي 150 ليرة كشارلوت تجيب الصحن اليومي من عند – أفران فيروز- والله ما عم دوق الأكل".
 
 
وهنّي وجاين ومايكل عم يتسايروا مع "بيتر بان" من بعيد لبعيد، بتغط من السما، مرا طويلة، رفيعة، مسمّة، حاملة مظلّة زهريّة مزوزقة. بتوقف للحظات إدّام باب منزل آل بانكس بجادة شجرة الكرز. بتصفن. بتبتسم إبتسامة صفراويّة، مسمّة. بتظبّط تنورتا "البليسيه". وبتطلّع بنظرة جانبيّة صوب "بيتر بان" والفلاحة المتمدنة ليال، وبتهمس:"حبيبتي، يا إمرأة لكل المونيسبات....إيش نوطرك أيش".
 
وبلحظة دراماتيكيّة بتسير نحو المنزل يالّلي راح تغيرلو حياتو.
وبتدق ع الباب بمظلّتا الزهريّة، المزوزقة.
وبتزم شفافا.
وبتنطر شي موتور من هالموتورين بالبيت، يفتحلها.
(يتبع).
 
Hanadi.dairi@annahar.com.lb