السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

لوحة الأسبوع: رائحة المرأة هذا السحر الغامض... وأين المشكلة "إذا كان منخارها كبير"؟

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
لوحة للفنانة بولا شاهين مستوحاة من رقصة التانغو الشهيرة في فيلم Scent Of A Woman.
لوحة للفنانة بولا شاهين مستوحاة من رقصة التانغو الشهيرة في فيلم Scent Of A Woman.
A+ A-
رائحة امرأة. والأكريليك ينساب على القماش، بما يُشبه انخطاف اللقاء الأول. والفنانة بولا شاهين تُدمن الأفلام وتستمدّ منها قوّتها. والأبطال ينتقلون على القماش. ورائحة الجسد تُحدّد مسار العلاقة. وبطل الفيلم الأسطوري Scent Of A Woman، فرانك سلايد، يُحوّل الرائحة صلة الوصل الوحيدة بينه وبين ما تبقّى من عالم خارجي لم يعد يُريد أيّ شي منه. عالم خارجي، لا يرى أي شيء من جنونه. يذكره جيداً. ولكنه لا يراه. والفنانة بولا شاهين تُدمن الأفلام، وتتربّص خلف السيناريو لتستمد منه قوّتها... وقوتها الفنّي.
 
سطران غرزا أصابع جنونهما في مُخيّلة الفنانة. سطران يتبختر من خلالهما البطل الضرير الذي يُجسّده ذاك الرائع المجنون، آل باتشينو، من جهّة في رواق رقصة التانغو الحارّة، ورائحة المرأة. ومن جهّة أخرى، يصرخ من خلالهما عن انغماسه الكلّي في الظلام. والانتحار يبدو في تلك اللحظة أجمل قصيدة رأتها عينه النائمة. واللوحة التي انبثقت من السطرين، تستريح على لوني الرمادي والأبيض. والأكريليك ينساب كرقصة التانغو في حنايا القماش. والبطل فرانك سلايد يُريد أن ينتحر لأنّ الظلام أرهقه إلى حدّ الإدمان.
 
وتبقى رائحة المرأة صلة الوصل الوحيدة بينه وبين عالم لم يعد يرى تضاريس جنونه. ويأتي اللون الأحمر في مكان ما في اللوحة ليُجسّد شغف هذا الرائع الذي يرقص التانغو على إيقاع رائحة المرأة التي يصله عطرها بما تبقّى من عالم لم يعد يُريد منه أيّ شيء. ومع ذلك، لا ينتحر، تعلّقاً منه بنغمات الحُب الذي يأتي دائماً من دون سابق إنذار. ونغمات الحُب الأولى نادراً ما تُعلن حضورها الساحق والمُدوّي. وفرانك سلايد المُتطلّب والـ"مِتعب" حتى الشغف، يُسامح المرأة كل شيء إذا ما انساب العطر الملائم على جسدها بما يُشبه انخطاف اللقاء الأول.
 
و"يا خيّي"، أين المشكلة عندئذٍ، "إذا كان منخارا كبير"؟
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم