العيّوقة القاسية – الحلقة العاشرة: عيد الحُب بجادة شجرة الكرز!

(مع الزربة في المنزل، نزور رواية ماري بوبينز التاريخيّة من وجهة نظر سجينة وباء لحقته قنبلة نوويّة).
 
الله وكيلكن، كل النهار، ساعة ورا ساعة، ودقيقة تلحق دقيقة، كان المستر بانكس يشتغل. ما يقبّ راسو إلا إذا فاجأتو شي فكرة شكّت بالغلط براسو هيّي وطايرة بين هالروس، يعني من راس لراس كل النهار، وحبّت تاخد غطّة بدماغو الفاضي لهالجاموس الجنتلمان. الموسيو، صاحب الكرش الكبير والمدندل متل قسمات وجّو المدوّر كبطيخة حمراء بعد ظهر صيفيّ حار، ما كان يحبّذ التفكير كتير لأنو يعتبرو إضاعة للوقت. كان شغفو وهوايتو المفضلة يقعد يقسّم القروش، قرش ورا قرش، ويرجع ياخدن معو على البيت، البيت يالّلي بجادة شجرة الكرز ويالّلي رقمو 17. ويكون حاططن بشنطة إيدو السودا المفلّعة والمرقّعة بأنامل المسز بانكس يالّلي بعدا ما شفيت من الصداع يالّلي إنتابها وقت قررت ذات يوم تخلّت فيه عن مبادئها، إنها تفكر!
 
وبهاللحظة بالذات، في أحد شوارع الدكوانة المكتظة، بتدق المسمّة المدعوّة ماري بوبينز، وتحمل لقب العيّوقة القاسية، بقوّة على باب منزل الكازانوفا السكران باستمرار، شادي، وقبل ما يفتحلها جغل الحيّ هوّي وعم بيلولح ويتخانق بنفس الوقت مع طائر الببغاء، بيكو، يالّلي أنقذو من فم قطة متوحشة، بتفلت شعراتها يالّلي كانت رابطتن بقسوة بتليق بوجّا المسم. وبتظبّط تنورتا البليسيه، وبتهمس لنفسا: "تصوّر بحبّك، ولا كنت حاسّة. وكنت لمّا أقابلك، بقابلك وبنسى! غريبة ليالي الحنين".
 
وبمنزل الكاتب الكبير سمران الكوراني المهرهر بالأشرفيّة، بتقرّر هناء، الصحافية الفاشلة بجريدة النهار، إنّها تبلّش تغني بركة بتغيّر السفينة إتجاهها، وبتهرب من سمران والدها وفرفورة والدتها وفريز كلبتها....وبتصير مشهورة. ولتضمن أنّو في عندها خطّة تانية إذا فشلت الأولى متل كل شي معها بالحياة، بتضل عم بتركّ ع سائق الشاحنة، تيوفيل، يالّلي عايش بكاليفورنيا منذ أكثر من 40 عاماً، وبعد ما ظبط معو ولا مشروع حاول يعملو مذذاك. بس قبل ما تهرب وتظبط معا هالخطة الجهنميّة، بتتأمل بفكرة سوداويّة بتلاحقها: إبادة سمران وفرفورة وفريز بواسطة دوا الصراصير.
 
 
وبهاللحظة بالذات، بيهتف الكاتب الكبير سمران الكوراني: "دخلك يا مرا، بعتقد إنّك عم بتردّي لإمك المارونيّة! كان لازم فكّر مرتين قبل ما فوت على عكر الموارنة!". وبكل هدوء، هيّي عم تاكل تالت سندويش شاورما دجاج مع توم زيادة، بتجاوبو فرفورة:"روح شالله تكون أدّ ربع إمي المارونيّة". وهناء، هيّي وعم بتزلوع حبوب الأعصاب، بتبعت رسالة قصيرة لتيوفيل بلا ما تفكّر:"شو رأيك توفي، إبعتلك صورتي بالمايوه بعيد الحب؟".
 
وبيفتح الكازانوفا، شادي الباب هوّي وما قاشع شي إدّامو، وعم بيحاول يسكّت الطائر، بيكو، وبيشوف مرا مهسترة شعراتا سود فلتانين ع حلّ شعرن، ونظرتا جهنميّة، وإبتسامتا مسمّة. بيخاف لوهلة، وبيهتف:"عذرايل، جيت تاخدني هلّق، بعيد الحب؟".
 
والمسز بانكس، بتتنهّد الصعداء وقت بيترك المستر بانكس، المنزل الزوجي غير السعيد، وبتقرّر تطبخ ملوخيّة بعيد الحب. هيدي الطبخة بتذكّرها ببيرت، حبّها الأول، الملقّب، بربوتي، أو بربورة، أو بارابيرو. بتتنهّد مرّة تانية وبتهمس لنفسا:"تعالى، بقلّك. تعالى سهرت الليالي!".
 
ومن مكان ما من كوابيس هناء المُتكرّرة، بتنطّ الجليلة شارلوت، وبتهجم ع سمران الكوراني هيّي وعم تمسح الكونتور البني يالّلي راسما فيه شفافها:"يا عيني، مين مفكّر حالك؟ نحن أول ناس لبسنا مايوه بشكا! روح شالله تصير أد ربع عيلتنا المارونيّة!".
 
وبتعدل هناء عن فكرة إرسال صورتها بالمايوه، وبتقرر تبعتلو موّال لتيوفيل على عيد الحب بركة بينجذب لصوتها العذب، وبيعرض عليها الزواج، وبتروح على كاليفورنيا تصير زوجة سائق شاحنة مرموق!
 
Hanadi.dairi@annahar.com.lb