الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"سوق الطيب"... نسيم البدايات (صور)

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
"شعور حلو. الحياة أقوى من كل المآسي" (تصوير مارك فياض)
"شعور حلو. الحياة أقوى من كل المآسي" (تصوير مارك فياض)
A+ A-
يا أهلاً وسهلاً بنسمة الصيف الهاربة في "عز" حكاية الخريف. و"مناقيش ع الصاج" وليموناضة بترونيّة. "كبّة قراص متل وجّك يا قمّورة"، و"رمّانة بتخلطيها مع السلطة". أحاديث جانبيّة تأتي على شكل، "دخيلك تعبنا، بدنا نتنفّس. كتر خيرو كمال عمل هالهمّة". همهمات مُختلطة، واحتفال حقيقي بالحياة. و"هالصبايا عم تنغل نغل"، والشباب يلبون الطلبات و"صابون بزيت الزيتون عمول معروف". كمال مزوق يضحك من قلبه. يستقبل "الرايح والجايي". وكم هم كُثر هذا المساء. يقول لـ"النهار" بين "أهلا وسهلا" وأخرى، "أحلى يوم بحياتي. صرلي كل النهار عم ببكي".
 
 
سوق الطيب عادت إلى الحياة بعدما دمّر زلزال 4 آب مقرّها الرئيسي. عادت بحلّة جديدة وطموحة، واستقرّت في شارع أرمينيا في قلب مار مخايل. "على بعد كم خطوة من الانفجار"، كما يؤكد مزوق وهو يضحك ويبكي في الوقت عينه. شريكته، كريستين قدسي تقول مبتسمة: "شعور حلو. الحياة أقوى من كل المآسي. الأمل جعل كل هذا الذي تشاهدينه أمامك ممكناً.
 
 
أنهم الناس الذين حوّلوا الحلم حقيقة. الحيوية جميلة. شعور حلو". ومزوق يرسل قبلات في الهواء للعشرات الذين لبّوا الدعوة وحضروا قبل 3 ساعات من الموعد المحدد للاحتفال ليؤكدوا بأنّ الحياة بالفعل أقوى من أي زلزال. نوال حريس تعرض منتجاتها في السوق منذ العام 2005، "ياريت في منّو لكمال 2 أو 3. ما في حدن متلو عندو هالجرأة". مونة وحلويات طبيعيّة من المتن الأعلى، "فوق حد حمّانا". صابون بلدي يصنعها خضر سرحان بيده، و"شمّي هالريحة يالّلي بتفتح القلب". هذه الصغيرة تلتهم منقوشة الكشك وتحتسي الليموناضة وكأن الحياة قدمت لها كل ما تحتاج إليه. نسيم بو منصور يعرض المنتجات الطبيعية في السوق منذ 16 عاماً، "يعني نحن من المؤسسين. تفضلي فواكه مجففة. وتين بلا سكر". يضحك قائلاً: "نحن من راشيا الوادي. كمال؟ ما في منّو". نسمة الصيف الهاربة في عز دفتر الخريف. هذه الشابة تطلب منا تذوّق الزيت الزيتون الممزوج بالحبق، والمصنوع في جزين، ويحمل اسم Olea. موريس حبيب يصنع العسل على أنواعه. يشارك في السوق منذ أكثر 10 سنوات، "كتير مبسوطين. كأنو رجعت الدني انفتحت". مزوق "معجوق"، ينتقل من مكان إلى آخر. هذا الشاب يهتف، "حياتنا صارت سوق الطيب. مين قال راح نرجع بعد يالّلي صار؟". خادم رعية مار ميخائيل النهر، الأب إيلي مونس سعيد بهذه الحركة "يالّلي فيها بركة". كمال والأصدقاء، "لفتوا النظر عليهم وقت بلّشوا يظبطوا.
 
 
ما قاموا به أضاف الحركة والرجاء إلى المنطقة. عودتهم كانت الإشارة الأولى بأن الحياة الطبيعية عادت. مرحلة صعبة في انتظارنا بطبيعة الحال. ومع ذلك سنبني ونجعل الأماكن أكثر جمالاً مما كانت عليه". نسيم البدايات. وهذا التعلّق المؤثر بالجذور. في هذه الفسحة الأقرب إلى منزل يحمي كل العائلات من الضباب في الخارج، نصنع الطعام لا الحرب، كل يوم... كل يوم... كل يوم... وهذه الصغيرة المعجوقة بمنقوشة الكشك والليموناضة البترونيّة تبقى الصورة الأجمل والأكثر رقة... و"كم حبّة رمان مع السلطة بيبيّضولك وجّك مع الضيوف".
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم