النهار

النهار

قصة نجاح للتصميم اللبناني… تجربة تحوّلت علامة تجارية تجوب العالم
فرح نصور
فرح نصور
المصدر: "النهار"
قصة نجاح للتصميم اللبناني… تجربة تحوّلت علامة تجارية تجوب العالم
فؤاد النقاش.
A+   A-
من تجربة عابرة، إلى واحدة من العلامات التجارية الأكثر جذباً على مستوى المنطقة. كيف لا، ويقف لبنانيان خلف تصميم حقائب وجدت مكانها في عالم الموضة المشبع بالأذواق والعلامات التجارية.
 
كان فؤاد النقّاش مصمماً داخلياً. تشارك مع حسن مال، الذي كان يعمل كمهندس معماري، لإطلاق علامتهما التجارية الخاصة بحقائب اليد في خضم الأزمة الاقتصادية في لبنان في العام 2021، ووفق فؤاد: "لقد بنيناها من الصفر". تحمّلنا مخاطرة كبيرة وأطلقنا أعمالنا في واحد من أسوأ الأوقات التي شهدها لبنان على الإطلاق، لكن اتّبعنا شجاعتنا، ونحن فخورون بأنّنا بدأنا من المنزل وتوسّعنا".
 
ويروي فؤاد أنه وحسن، فيما كانا يكملان دراسة إدارة العلامات التجارية الفاخرة، خلال انتشار كورونا، كانا يجلسان على الشرفة عندما أحضرا بعض الأوراق واللوازم الفنية، و"أنشأنا نموذجاً أولياً لمنتجنا الحالي الأكثر مبيعاً لدينا. وعندما قمنا بتصميم تلك الحقيبة، لاقت إعجاباً كبيراً من قِبل المقربين إلينا". في اليوم التالي مباشرة سجّل فؤاد وحسن شركتهما، وتركا بعدها وظيفتيهما وصبّا جهدهما على علامة نمت بشكل سريع منذ ذلك الحين.
 
حسن مال
 
لم يكن انتقال فؤاد من التصميم الداخلي إلى تصميم الحقائب أمراً بالمصادفة، "فأنا شغوف بالموضة منذ وقت بعيد". وكان انتقالي من مسار عملي الأساسي أمراً مكتوباً لي. وجاء في الوقت المقرر، وأنا تلقّفت الفرصة على الفور وسعيت لتحقيق شغفي". ويلفت إلى أنّ انطلاقة العلامة حملت التجارب والأخطاء، و"بطبيعة الحال مررنا بمطبات لكنّنا تعلّمنا منها".
 
يعشق فؤاد كل ما هو إبداعي. ولا يزال يحب مجال التصميم الداخلي وهو ليس بعيداً عن الموضة. لكن دائماً كان يحدّد ذوق الزبون ورؤيته وطلبه من حرية إبداعه. ففي التصميم الداخلي، يكون رأي الزبون والمصمِّم معاً، لكن ذوق الزبون أولاً. بينما في عالم الموضة، "أطلقت العنان لإبداعي وبتّ أصمّم الحقائب برؤيتي الخاصة، والناس يعجبون بهذه الحقائب بناء على رؤيتي".
 
 
ويشرح فؤاد أن حقائب Foux تتميّز بأنّها مخصصة للجنسين، وتتمتّع بميزة المنتَج الـ vegan، ومصمَّمة بنمط الفخامة والموضة الصارخة لكن البسيطة في الوقت نفسه "ونفتخر لكون حقائبنا نباتية، مستدامة، صديقة للبيئة، وتراعي أخلاقيات التصنيع، لنردّ الجميل للكوكب".
 
وعلى الرغم من الصعاب والتحديات، أطلق فؤاد ستة تصميمات أنيقة للحقائب خلال عام واحد، من حقائب اليد إلى حقائب الكتف والأكسسوارات. وتأتي كلّها بألوان نابضة بالحياة ولافتة.
 
ولهذه السمات لاقت حقائب فؤاد وحسن رواجاً كبيراً بين المؤثرات ومدونات الموضة والوجوه المعروفة. وكانت رؤية الشريكين منذ البداية أن تُصنع حقائبهما في لبنان، على أن تخرج إلى العالم. وفعلاً، ساعدتهما التكنولوجيا في الانتشار والوصول إلى الولايات المتحدة الأميركية ونيجيريا وبعض الدول الخليجية. 
 
 
وما يميّز حقائب فؤاد عن سواها في عالم الموضة، هو "أنا، إذ لا أحد هو أنا ولا أحد يفكر مثلي". فهو يستلهم من الفنانين والمصممين والمغنين، لكن "فكري وذوقي هما أمران خاصان بي ولدي لمستي الخاصة التي لا تشبه أحداً في العالم، كما غيري من المصممين الذين كلّ لديهم لمستهم الخاصة التي لا تشبه أحداً في العالم، وما يجعل العلامة التجارية على ما هي عليه اليوم، هو القائمون عليها".
 
ودخل الثنائي عالم المعارض لكي يبرزا منتجاتهما أكثر في كلّ من هذه الأسواق، ويسمحان للناس بأن يتفاعلوا بشكل مباشر مع الحقائب، وعرضا حقائبهما في المملكة العربية السعودية ودبي وقطر والكويت والقاهرة وباريس ونيجيريا، ولبنان طبعاً.
 
 
ويأتي اسم العلامة من المصطلح الفرنسي "foux"، أي "مجنون"، وهو اسم يتناسب مع ظروف إطلاق العلامة التجارية والذوق والإبداع الذي لا يخلو من بعض الجنون الجميل. وكانت النتيجة، كما يقول المصممون، أفضل بكثير ممّا كان متوقعاً، لا سيما في لبنان، "لكن إحساسي لم يخيّب أملي بأن العلامة ستنجح ولم أشك بنفسي، ويؤكد فؤاد أنه رغم أنّ كل شيء حدث بسرعة كبيرة، لم نكن نعتقد أبداً أن سنة واحدة يمكن أن تغير حياتنا إلى الأبد، وكان الأمر ملهماً جداً بالنسبة إلينا ودفعنا إلى الاستمرار". 
 
وعن الإبداع اللبناني وقدراته، يؤكد فؤاد أنّ "الاغتراب أظهر لي فعلاً ما مدى قدرة اللبناني على الإبداع في مجالات مختلفة، فنحن شعب مثابر، ويعرف ما يريد. ورغم كل ما حصل لنا في لبنان، بذل اللبنانيون كل ما في وسعهم لدعمنا ودعم أعمالنا، ولا يمكننا أن نكون أكثر امتناناً".
 
الكلمات الدالة