اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يوميّات حالمة: ابتسامة صغيرة والجلي المُتراكم
25-10-2020 | 12:13
المصدر: "النهار"
يجب أن أجد طريقة لأهرب من هنا. هل من المُمكن أن تُساعدني لأصل إلى خشبة مسرح نيويورك وأتعرّى من كل الذي حصل معي في الطريق؟ لا أستطيع أن أقدّم لك أي شيء في المُقابل. كما ترى، "حالتي حالة". ومنذ أيار المُنصرم والحياة "نازلة فيّي" ضرب وقصاص. "وحياة يالّلي بتحبّن، ما بعرف ليش، بس نازلة فيّي ضرب عن بو جنب، والجلي متراكم"، ولا بد لي من أن أتعرّى من كل الذي حصل معي في الطريق وأرقص بانخطاف لا يُشبه تسريحة شعري الفاحشة بقبحها. وقطرات العرق تتغندر على جسدي العاري بشهيّة تخلّصني من السجن الذي أعيش فيه وقد زيّنت وجهي الأربعيني (مع كم دفشة) ابتسامة صغيرة تخفي قصصي الصاخبة التي أصارع من خلال طيفها، ادّعاء جارتي نيفين التي تتعالى على بساطتي الظاهريّة في التعامل مع الحياة... وتستقبلني عندما نلتقي في الحي بضحكة مغرورة مُرفقة بـ"كيفك حبيبتي؟".
وأنا أريد أن أشدّها بشعرها وأصرخ في وجهها المُتغطرس، "بعد ناقص تطبشيلي ع كتفي حبيبتي"- مع التشديد على كلمة حبيبتي لأهدّدها. يجب أن أهدّدها قبل أن أتعرّى من كل الذي حصل معي في الطريق وأرقص على خشبة مسرح نيويورك. و"هالجلي متراكم"، وامرأة عمّي جانيت ترمقني بنظرات ساخرة، حاقدة، ولا تفوّت فرصة "لتُلتطشني" بأنني فشلت بالحياة، لأنني لم أتزوج، "ما في حدن استحلاكي يا معترة؟ روحي لاقيلك شي حدن يضهّرك ع شي مطعم. الكلب بيشبه صاحبو وكلبتك لا بتهش ولا بتنش". وأنا أريد أن أضع يدي على عُقدها وحقدها، وأشدّ على "خوانيقها" قائلة، "لو تعرفين وجهي الآخر يا تانت. لو تعرفين قدرتي على تحويل الرجل آلة صغيرة أعزف عليها نزواتي". ولكنني أكتفي بالابتسامة الصغيرة. أضطلع بدور الغبية وفي داخلي، أحوّل عُقدها رداء أضيفه إلى خيالي الجامح. أرتديه وأرقص على صدى قطرات العَرق التي تزحف على جسدي الأربعيني (مع كَم دفشة)، وأتعلّق بها لأهرب من هنا.
و"هالجلي متراكم"، وامرأة أخي القبيحة تدير وجهها عنّي عندما نلتقي لأنها "بعيدن عنّك" صارت مديرة، و"مستواها صار – أجلّك- أعلى قدراً من البسطاء حولها". وأنا "أزلوع" حبوب الأعصاب لأتحلّى بالقوّة لأنهي الجلي المُتراكم قبل أن أتعرّى من الذي حصل معي وأمارس نزواتي الشهيّة على خشبة مسرح نيويورك. ألا يمكن أن تساعدني بطريقة ما؟ "يا خيّي، ع القليلة لاقيلي حدن يخلّصلي هالجليات".
