الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"صلب كالصخرة ومن دونه لا نكسب"... كيف يمكن أن يؤثر مايك بنس في نتائج الانتخابات؟

المصدر: "أ ف ب"
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس (أ ف ب).
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس (أ ف ب).
A+ A-
خلف الرئيس دونالد ترامب، يقف نائبه مايك بنس، الهادىء والمحافظ للغاية، والمسيحي الورع الذي قد يتمكن من إقناع الناخبين المتديّنين، القاعدة الناخبة التي يُعتبر تصويتها حاسماً للفوز بولاية ثانية، في انتخابات الثلثاء.

بابتسامته الخجولة وشعره الابيض المصفف على الدوام، يبدو أسلوب مايك بنس (61 عاماً) على تناقض تام مع شخصية دونالد ترامب المثيرة للجدل منذ أربع سنوات.

وحين يهاجم ترامب بانتظام خصومه أو وسائل الإعلام الكبرى، يحافظ بنس على هدوئه. وبينما يؤكّد الرئيس المطلّق مرتين أنه مؤمن لكنه لا يذهب إلى الكنيسة كثيراً، لا يتوقف مايك بنس عن تأكيد تديّنه، ومعروف عنه أنه يرفض البقاء وحيداً في غرفة مع امرأة ليست زوجته كارين.
 
ويترك مايك بنس بكل طيبة خاطر الأضواء للرئيس، ويعمل في الظل مع الكونغرس والمسؤولين الجمهوريين، أو يقوم بمهمات ديبلوماسية حساسة.
 
عيّنه دونالد ترامب على رأس خلية الأزمة التي تولت إدارة أزمة انتشار فيروس كورونا في آذار، وكانت تصريحاته في هذا الشأن مدروسة على الدوام، بعيداً عن الاستفزازات أو التقديرات أو المعلومات غير الدقيقة التي يطلقها الرئيس. كل ذلك، مع الحرص على ألّا يكون أبداً في تناقض مع ترامب. في هذا الإطار، يُشيد أنصار ترامب بولائه، فيما ينّدد منتقدوه ما يعتبرونه تملقاً أتاح له البقاء في منصبه.
 
في مواجهة منافسته كامالا هاريس خلال المناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس، كان منضبطاً في إجاباته، لكن، بالنسبة لأدائه، تبقى عالقة في الأذهان الذبابة التي حطّت على شعره الأبيض لمدة دقيقتين.
 
بنس محامٍ عمل سابقاً مقدم برامج إذاعية. وهو يعرف جيداً كواليس واشنطن ويحظى بتقدير من الجمهوريين بعدما كان عضوا في مجلس النواب من 2001 حتى 2013 والمسؤول الثالث في الحزب من 2009 إلى 2011.

لم يكن بنس وترامب قريبين بشكل خاص في البداية قبل أن يختاره ليشغل منصب نائب الرئيس في 2016. وقد سرت شائعات بأن الرئيس فكّر في تغيير بنس هذا العام لإعطاء دفعة لحملته. لكن ترامب استفاد من علاقاته الوثيقة بالناخبين المسيحيين البيض، وهم عادة متقدمون في السن، ولعبوا دوراً رئيسياً في فوزه قبل أربع سنوات.
 
 
"الأساس"
"إنه صلب كالصخرة. لقد كان نائب رئيس رائعاً"، هكذا وصفه دونالد ترامب في آب الماضي. وأضاف أنه "يحظى باحترام جميع المجموعات الدينية، سواء الإنجيليين أو غيرهم".
 
وبنس، الحاكم السابق لولاية انديانا، الذي نشط جداً في الحملة الانتخابية وخصوصاً في ولاية الوسط الغربي للولايات المتحدة، يصف نفسه بأنه مسيحي، محافظ، وجمهوري، وبهذا الترتيب".
 
وحين كان حاكماً لولاية إنديانا، برز كمدافع عن القيم العائلية التقليدية ومناهض للاجهاض وزواج المثليين. وأعلن أخيراً رفضه استضافة لاجئين سوريين في ولايته.
 
 وقد وقّع بنس بصفته حاكم ولاية قوانين تجعل الاجهاض أكثر صعوبة في إنديانا. وتعرض لانتقاد شديد لدفاعه في 2015 عن قانون حول "الحرية الدينية" اعتبره معارضوه وسيلة تمييز ضد المثليين.
 
لكن مواقف بنس صبّت في مصلحة ترامب في صفوف المحافظين التقليديين، وخصوصاً الانجيليين، بعدما أبدوا فيه تردداً كبيراً حيال شخصية رجل الاعمال.
 
كذلك، اضطلع بنس بدور في انتصارات دونالد ترامب في ولايات الحزام الصناعي الممتد في شمال شرق الولايات المتحدة، وهي منطقة شهدت تراجعاً اقتصادياً، ومن أبرز ولاياتها إنديانا وأوهايو المجاورة. وشكل ذلك عاملاً حاسماً لفوزه في السباق الرئاسي.
 
في العام 2017، أكّد المستشار الرئاسي السابق ستيف بانون على دوره الحاسم في الانتخابات. وقال لمجلة "نيويوركر" إن "ترامب حصل على أصوات القوميين الشعبويين، لكن بنس هو الأساس"، مؤكداً أنه "من دون بنس لا نكسب". والحصول على دعم هذه القاعدة المتدينة قد يكون هذه المرة أيضاً حاسماً بالنسبة للفوز بولاية ثانية.
 
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد بيو أن أميركياً من أصل أربعة هو إنجيلي، وهو الشق الأبرز في البروتستانتية الأميركية، ويتقدم على الكاثوليك والبروتستنات التقليديين.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم