الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بعد رحيل الأميركيين وانتهاء الحرب في أفغانستان... "طالبان" تحتفل بانتصارها

المصدر: "أ ف ب"
حركة "طالبان" في أفغانستان (أ ف ب).
حركة "طالبان" في أفغانستان (أ ف ب).
A+ A-
احتفل مقاتلو "طالبان" بانتصارهم في أفغانستان بعد رحيل آخر الجنود الأميركيين ليلاً ما ينهي حرباً مدمّرة استمرت عشرين عاماً ويفتح فصلاً جديداً في البلاد.
 
أطلقت زخات من الرصاص في الهواء احتفالاً في كابول بعد الإعلان عن الانسحاب النهائي للجيش الأميركي الذي اعتبرته الحركة "نجاحاً تاريخياً" بعد استعادتها السلطة في 15 آب.
 
دخل الأميركيون إلى أفغانستان عام 2001 على رأس تحالف دولي لطرد حركة "طالبان" من السلطة بسبب رفضها تسليم زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن بعد اعتداءات 11 أيلول في الولايات المتحدة.
 
وصرّح المتحدّث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد للصحافيين بعد ساعات من دخول الحركة المطار، قائلاً: "نهنئ أفغانستان، إنّه نصر لنا جميعاً".
 
وأضاف: "الهزيمة الأميركية درس كبير لغزاة آخرين ولأجيالنا في المستقبل، إنّه أيضاً درس للعالم"، مشيراً إلى أنّ "هذا يوم تاريخي، إنّها لحظة تاريخية ونحن فخورون بها".
 
علت صيحات الفرح أيضاً في قندهار بجنوب البلاد، في قلب معقل اتنية الباشتون التي يتحدّر منها عدد كبير من عناصر "طالبان". ونزل أنصار الإسلاميين إلى شوارع ثاني مدن أفغانستان ليلاً على متن شاحنات صغيرة أو دراجات نارية.
 
وردّد رجال مسلحون يرتدون اللباس التقليدي الأفغاني "لقد هزمنا القوى العظمى، أفغانستان هي مقبرة القوى العظمى".
 
بعد أسبوعين من عمليات الإجلاء التي اتسمّت بالفوضى، أقلعت آخر طائرة نقل عسكرية من طراز "سي-17" من مطار كابول أمس، كما أعلن الجنرال الأميركي كينيث ماكنزي رئيس مركز القيادة التي تشمل أفغانستان.
 
انتهى الانسحاب العسكري الأميركي بالتالي قبل 24 ساعة من الموعد الذي حدّده الرئيس الأميركي جو بايدن الذي سيتحدّث اليوم إلى الأميركيين الذين يتساءل عدد كبير منهم حول جدوى عقدين من الالتزام في أفغانستان.
 
هدف القضاء على أسامة بن لادن تحقّق في 2 أيار 2011 حين قتلته القوات الخاصة الأميركية في باكستان. لكن الولايات المتحدة بقيت في أفغانستان لا سيّما لتدريب الجيش الأفغاني الذي انهار في نهاية المطاف أمام "طالبان".
 
برّر بايدن مرات عدّة الانسحاب برفضه إطالة أمد أطول حرب خاضتها أميركا.
 
إجلاء 123 ألف شخص 
خسرت الولايات المتحدة نحو 2500 جندي ودفعت 2313 مليار دولار على مدى عشرين عاماً بحسب دراسة أجرتها جامعة براون. وهي خرجت من أفغانستان وقد تضرّرت صورتها بسبب عجزها عن توقع الانتصار السريع لـ"طالبان" وإدارتها لعمليات الإجلاء.
 
منذ 14 آب وعلى مدى 18 يوماً، قامت طائرات الولايات المتحدة وحلفائها بإجلاء أكثر من 123 ألف مدني عبر جسر جوّي من مطار حميد كرزاي الدولي في كابول بحسب البنتاغون.
 
فقد أرغمت عودة الإسلاميين إلى السّلطة الغربيين على إجلاء رعاياهم لكن أيضاً الأفغان الخائفين من أعمال انتقامية بسبب عملهم مع القوات الأجنبية.
 
هذه العمليات بلبلها في 26 آب اعتداء انتحاري أوقع أكثر من مئة قتيل بينهم 13 جندياً أميركياً. وتبنّى الهجوم تنظيم "الدولة الإسلامية"- ولاية خراسان الذي ما زال يشكّل تهديداً للمستقبل.
 
في تكرار للانتقادات التي وجّهت إليهم على مدى 20 عاماً، غادر الأميركيون وسط انباء عن هفوة محتملة أخيرة الأحد مع سقوط صاروخ على سيارة في كابول كانت تقل عشرة أفراد من نفس العائلة بينهم أطفال بحسب أقاربهم الذين تحدّثوا لوكالة "فرانس برس". وقال الجيش الأميركي إنّه "يحقّق في الأمر".
 
أقرّ البنتاغون بأنّه "لم يتمكّن من إخراج العدد الذي كان يرغب به من الأشخاص من أفغانستان". وتمّ الانسحاب بشكل طارئ لأنّ واشنطن لم تتوقّع انهيار الجيش والحكومة الأفغانيين بهذه السرعة ووصول "طالبان" إلى السّلطة بعد استيلائها على كلّ المدن الكبرى في عشرة أيّام.
 
وأكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ "واشطن ستساعد كلّ الأميركيين، يبقى هناك ما بين مئة ومئتين في البلاد الراغبين في مغادرة أفغانستان".
 
مخاوف من العودة إلى الوراء 
على غرار بقية العالم، ستراقب واشنطن بانتباه في الأيّام المقبلة ما ستقوم به "طالبان" في المطار وخصوصاً ما اذا كانت ستسمح للأفغان بالسفر للخارج كما وعدت.
 
صباح اليوم، أزال الإسلاميون الحواجز المؤدّية إلى المطار كافة باستثناء واحد. على الطريق، كان مقاتلوهم يبتسمون ويصافحون أيدي المارة والسائقين.
 
في هذه الأثناء، تجري حركة "طالبان" محادثات مع تركيا لكي تتولّى الشؤون اللوجستية للمطار لكنها تريد أن تتولّى أمنه، ما قد يثني أنقرة عن القيام بذلك.
 
خلال فترة حكمها السابق بين 1996 و2001، فرضت "طالبان" نموذجاً مشدّداً من الشريعة الإسلامية، حرّم النساء من العمل والدراسة فيما واجه السارقون والقتلة أقسى العقوبات.
 
وتعهّدت "طالبان" مراراً بأنّ تكون أكثر تسامحاً وانفتاحاً ممّا كانت عليه في فترة حكمها السابق لكن العديد من المراقبين يشكّكون في ذلك.
 
وقال ذبيح الله مجاهد "نريد علاقات جيّدة مع الولايات المتحدة والعالم".
 
وأبدت الولايات المتحدة استعدادها للعمل مع "طالبان" لكن الشرعية والدعم يجب أن يُكتسبا، بحسب ما قال أنتوني بلينكن.
 
ويخشى الكثير من الأفغان والغربيين عودة إلى الوراء في مجال مكتسبات حقوق الإنسان التي تحقّقت في السنوات العشرين الماضية لا سيّما بالنسبة للنساء اللواتي تلقين تعليماً ودخلن معترك السياسة أو الإعلام.
 
وعد الإسلاميون بعدم الثأر من الأشخاص الذين عملوا لدى الإدارة السابقة. وأكّدوا أيضاً أنّهم "سيعملون على تشكيل حكومة منفتحة على فصائل أخرى".
 
وقال مجاهد إنّ "الإمارة الإسلامية خاضت جهاداً على مدى السنوات العشرين الماضية. الآن لديها كلّ الحق في إدارة الحكومة المقبلة. لكنّها تبقى ملتزمة بتشكيل حكومة جامعة".
 
التحدّي الأكثر إلحاحاً للسّلطات الجديدة في أفغانستان سيكون إيجاد تمويل لدفع رواتب الموظفين الحكوميين وتشغيل مرافق البنى التحتية الحيوية من مياه وكهرباء واتّصالات.
 
وتنتقد حركة "طالبان" الغربيين لأنّهم قاموا باجلاء بعض الأفغان الأكثر تعليماً، وستكون مهمتها في النهوض بالبلاد والاقتصاد المدمّر من جرّاء الحرب، أكثر صعوبة بدونهم.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم