الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

قيود على السفر في أوروبا: فريق منظمة الصحة يزور سوق ووهان، وبرلين تهدّد المختبرات

المصدر: أ ف ب
شرطي يتلقى لقاح كورونا في مستشفى في أحمد آباد (31 ك2 2021، أ ف ب).
شرطي يتلقى لقاح كورونا في مستشفى في أحمد آباد (31 ك2 2021، أ ف ب).
A+ A-
تغلق فرنسا، الأحد، مراكزها التجارية الكبيرة وحدودها أمام الوافدين من خارج الاتحاد الأوروبي، مشددةً بذلك قيودها على غرار البرتغال وألمانيا وكندا للجم الموجة الثالثة من الإصابات بفيروس كورونا.

وتحت رقابة مشددة للسلطات الصينية، زار خبراء منظمة الصحة العالمية المكلفون التحقيق في مصدر الوباء، الأحد سوق هوانان في مدينة ووهان في وسط الصين، حيث ظهر فيروس كورونا للمرة الأولى في كانون الأو 2019.

وهذه الزيارة شديدة الحساسية من الناحية السياسيّة بالنسبة لبكين المتهمة بأنها تأخرت في التحرك في مواجهة أولى الإصابات بكوفيد-19 في المدينة الهائلة الواقعة في وسط الصين.

ويلتزم النظام الشيوعي الصيني صمتاً شبه كامل حيال الزيارة بينما تقلل بكين من أهمية مهمة الخبراء الأجانب. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان الجمعة "إنه ليس تحقيقاً"، رافضاً توجيه أصابع الاتهام إلى بلاده.

ولم يرد الخبراء الأحد على أي سؤال لدى وصولهم إلى السوق المترامية الأطراف، وأحدهم رفع زجاج سيارتهم عندما سأله مراسل عما ينتظر من الزيارة.

وطلب عناصر الأمن من الصحافيين الموجودين في محيط السوق المغادرة وهزّ أحدهم سلماً طويلاً كان مصور يجلس عليه لالتقاط صور أفضل.

وتمكنت الصين من الحدّ من عدد الإصابات على أراضيها الذي يبلغ أقل من 90 ألفا بينما بلغ عدد الوفيات 4636، بحسب التعداد الرسمي، فيما تفشى الفيروس في كافة أنحاء العالم مسجلاً أكثر من مليوني وفاة.

وفرضت السلطات الأوسترالية الأحد عزلاً لمدة خمسة أيام على مليوني شخص في بيرث بعد اكتشاف أول إصابة محلية بالمرض منذ عشرة أشهر.

وقال رئيس وزراء الولاية مارك ماكغوان: "سياستنا هي سياسة الاستجابة السريعة والصارمة (...) بهدف استعادة السيطرة على الوضع ولكي لا نشهد تطوّر بؤر إصابات كما شهدنا في الخارج".

- "أثق بكم" -
في فرنسا، أغلق الأحد نحو 400 مركز تجاري لا يبيع أغذية وتفوق مساحته عن ألفي متر مربع. وتعتزم الحكومة تثبيت منحنى الإصابات، مستبعدةً في الوقت الحالي فرض إغلاق ثالث قد تنتج عنه عواقب اقتصادية واجتماعية كبيرة.

وتدفّق الزبائن السبت إلى المراكز التجارية الكبيرة في خضمّ فترة الحسومات.

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية المدنية وكتب في تغريدة "أثق بكم. الفترة التي نعيشها حاسمة. لنفعل كل ما بوسعنا للحدّ من تفشي الوباء معاً".

وتتزايد القيود على التنقلات في الاتحاد الأوروبي: تطلب فرنسا إبراز نتيجة سلبية لفحص الكشف عن الإصابة بكوفيد-19 لكل مسافر آت من دول الاتحاد الأوروبي وتغلق حدودها أمام الوافدين من خارج الاتحاد، إلا لأسباب قاهرة.

واعتباراً من الأحد، تمنع البرتغال الدولة الأكثر تضرراً من الوباء نسبة إلى عدد سكانها، السفر غير الضروري إلى الخارج. وفي اليوم السابق، منعت ألمانيا دخول إلى أراضيها براً وبحراً وجواً الأشخاص الوافدين من خمس دول تشهد تفشياً واسعاً للنسخ المتحوّرة من الفيروس.

وستشدّد كندا أيضا القيود على الوافدين إلى أراضيها والتدابير التي تهدف إلى "عدم تشجيع المسافرين" بهدف الحد من تفشي النسخ المتحورة من الفيروس، وفق ما أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو.

في الولايات المتحدة، ستصبح الكمامات إلزامية اعتباراً من الثلاثاء في وسائل النقل المشترك، الطائرات والحافلات والقطارات وسيارات الأجرة والعبارات  في كافة أنحاء البلاد. وتُتخذ التدابير المرتبطة بالوباء عادةً في البلاد على المستوى المحلي ولم يشجع يوماً الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وضع الكمامات وهو اجراء وعد الرئيس الجديد جو بايدن بفرضه.

وتميل وتيرة الإصابات الجديدة وحالات الاستشفاء في الولايات المتحدة إلى التراجع مع أن العدد الإجمالي للإصابات اليومية لا يزال أعلى بكثير مما سجل خلال الصيف.

ويرى الخبراء أن سبب هذا التحسن يرجع إلى احترام قواعد الوقاية كوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي مع انقضاء مواسم الأعياد التي تزداد خلالها التجمعات. 

وتسجل الولايات المتحدة حاليا أكثر من ثلاثة آلاف وفاة في اليوم، بسبب التأخير في الإدخال إلى المستشفيات، لكن منحنيات الوباء تتجه إلى الانخفاض في البلد الذي تسبب الوباء فيه بوفاة أكثر من 430 ألف شخص.

ويشرح آميش أدالجا من مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي لفرانس برس أن "فترة السفر التي استغلها الفيروس انتهت تقريباً".

في روما، أعلنت متاحف الفاتيكان، من بينها كنيسة سيستينا، أنها ستعيد فتح أبوابها الاثنين بعد إغلاق استمر 88 يوما بسبب قيود فيروس كورونا، في أطول إغلاق منذ الحرب العالمية الثانية. 

أما في البيرو، فستغلق الأحد مجددا قلعة الإنكا في ماتشو بيتشو التي كانت قد فتحت أبوابها جزئياً بعد أشهر من الإغلاق بسبب الوباء، لمدة لا تقلّ عن أسبوعين للحدّ من تفشي موجة ثانية من الإصابات بالوباء تضرب البلاد.

- برلين تهدد المختبرات -
في النروج، أعلنت الحكومة السبت رفع إجراءات عدة في أوسلو ومحيطها كان قد تمّ اتخاذها نهاية الأسبوع الماضي إثر اكتشاف إصابات بالنسخة البريطانية لكورونا في منطقة قرب العاصمة.

وتعتمد دول العالم كله حالياً على التلقيح لوقف تفشي الوباء. وأطلقت الجزائر السبت حملتها للتطعيم عبر اللقاح الروسي "سبوتنيك-في" في وقت تنتظر مصر الأحد وصول أول شحنة من لقاحات أسترازينيكا البريطانية السويدية.

إلا أن تأخير عمليات التسليم يقلق الاتحاد الأوروبي. وواصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ممارسة الضغط على مختبر أسترازينيكا.

فكتبت في تغريدة: "أتوقع أن تسلم الشركة (أسترازينيكا) الـ400 مليون جرعة بحسب الاتفاق".

وهدّدت برلين الأحد بإطلاق اجراءات قانونية في حال كانت المختبرات "لا تحترم التزاماتها" تسليم اللقاحات للاتحاد الأوروبي.

وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير: "في حال تبيّن أن الشركات لم تحترم التزاماتها، سيتعيّن علينا اتخاذ قرار بشأن العواقب القانونية". وأضاف "لا يمكن لأي شركة أن تفضّل دولة أخرى بالنسبة للاتحاد الأوروبي".

وطالب وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية بالتحلي بـ"الوضوح والشفافية" في قضية تأخير أسترازينيكا في التسليم، معتبراً أن في حال تبيّن أنه تم تفضيل بريطانيا على سائر الدول الأوروبية، سيشكل ذلك "مشكلة".

وفعّل الاتحاد الأوروبي الجمعة آلية تتيح تقييد صادرات اللقاحات المصنعة على أراضيه، إلى الخارج والتي تمنع خروج جرعات مخصصة للأوروبيين.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم