السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"يا الهي"... مبانٍ منهارة ومواطنون مذهولون في تركيا واليونان: الزلزال "فاجعة" ضربت البلدين (صور)

المصدر: أ ف ب
متطوعون يزيلون الأنقاض خلال بحثهم عن ناجين في مبنى منهار في إزمير بتركيا (30 ت1 2020، أ ف ب).
متطوعون يزيلون الأنقاض خلال بحثهم عن ناجين في مبنى منهار في إزمير بتركيا (30 ت1 2020، أ ف ب).
A+ A-
ضرب زلزال قوي مناطق في اليونان وتركيا الجمعة، ما أدى إلى وقوع 14 قتيلا في البلدين، بينما سوى مبان بالأرض، وتسبب بمد بحري أغرق شوارع قرب مدينة إزمير السياحية التركية.
 
وقد قضى 12 شخصا وأصيب 419 بجروح في تركيا الجمعة، بحسب وكالة إدارة الكوارث التركية. وفي اليونان أفادت السلطات عن مقتل شخصين في جزيرة ساموس ببحر إيجه (شرق)، ما يرفع حصيلة القتلى في البلدين إلى 14.
 
وقد اتصل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتقديم التعزية. وكتب على تويتر: "اتصلت للتو بالرئيس إردوغان للتعزية بفاجعة الوفيات في الزلزال الذي ضرب بلدينا. مهما كانت خلافاتنا، شعبنا الآن بحاجة للتكاتف".

وقضى ستة أشخاص في إزمير غربي تركيا، واثنان في جزيرة ساموس اليونانية بشرق بحر إيجه.

وذكر التلفزيون الرسمي اليوناني أن الزلزال تسبب أيضا بتسونامي محدود في ساموس، ما ألحق أضرارا بمنازل.

وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن الزلزال الذي بلغت شدته 7 درجات، تم تسجيله على بعد 14 كلم قبالة بلدة كارلوفاسي بجزيرة ساموس.

وفيما أعلنت الوكالة المتخصصة بإدارة الكوارث التابعة للحكومة التركية أن قوة الزلزال بلغت 6,6 درجات، أفادت وكالة رصد الزلزال اليونانية عن تسجيلها 6,7 درجات. وغالبية الأضرار في تركيا سجلت في مدينة إزمير ومحيطها والبالغ عدد سكانها قرابة 3 ملايين نسمة.

- انتشال امرأة حية -
وأظهرت مشاهد من المدينة التي تعد مقصدا سياحيا، مبان منهارة ومواطنين في حالة ذهول يحاولون المرور بين أكوام عالية من الركام على الطرق.

وهتف أحد المارة قرب مبنى منهار: "يا إلهي". وانتشر التسجيل الذي يظهر فيه على مواقع التواصل في تركيا.

وفي مشهد آخر علت صيحات وتصفيق حشد آخر عندما تم انتشال امرأة حية من بين الركام، وكانت دموعها تنهمر.

 
وصرح رئيس بلدية المدينة تونتش سوير لشبكة سي ان ان تورك، أن 20 مبنى انهار وبأن المسؤولين يركزون جهود الإنقاذ على 12 منها.

وأكد وزير الصحة فخر الدين قوجة مقتل أربعة أشخاص.

لكن مشاهد الدمار ترجح احتمال ارتفاع الحصيلة.

- فرق الانقاذ تستعين بالمناشير -
وأظهرت مشاهد نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المياه تجتاح شوارع إحدى البلدات القريبة من إزمير بسبب ارتفاع مستوى مياه البحر على ما يبدو.

وتصاعدت سحب دخان أبيض من مختلف أنحاء المدينة حيث انهارت المباني.

وأظهرت صور التقطت من الجو وبثها تلفزيون إن تي في التركي، مجمعات بأكملها وقد سويت بالأرض.

 
وبث تلفزيون ان تي في مشاهد لعناصر انقاذ يساعدهم الأهالي ورجال شرطة كانوا يستخدمون المناشير لشق طريقهم بين ركام مبنى من سبع طوابق انهار جراء الزلزال.

وطلب عناصر الانقاذ من الحاضرين التزام الصمت من أجل رصد أي مؤشرات لوجود أحياء، وعمدوا إلى إزالة الحجارة والركام.

وأكد الرئيس التركي في تغريدة أنه جاهز للعمل "بكل السبل المتوفرة لدولتنا".

- فوضى -
في جزيرة ساموس اليونانية قرب مركز الزلزال، هرع الناس إلى الشوارع مذعورين.

ومع مرور الساعات، أكد محافظ المنطقة يافوز كوسغير انتشال 70 شخصا أحياء.

ونقل التلفزيون الرسمي عن نائب رئيس بلدية ساموس ميخاليس ميتسيوس قوله إن "جدران بعض المنازل انهارت، ولحقت أضرار بالعديد من المباني".

وقال نائب آخر لرئيس البلدية هو يورغوس ديونيسيو "عمت حالة من الفوضى" مضيفا "لم نشهد شيئا كهذا".

وطلبت وكالة الحماية المدنية اليونانية من أهالي ساموس في رسالة نصية "البقاء في العراء وبعيدا عن الأبنية".

وتقع اليونان وتركيا في إحدى أكثر المناطق عرضة للزلازل في العالم.

والعلاقات بين الجارين متوترة تاريخيا رغم كونهما عضوين في حلف شمال الأطلسي.

لكن الكارثة أطلقت ما وصفه المراقبون على الفور بـ"دبلوماسية الزلازل" بعد أن وعد وزيرا خارجية البلدين بمساعدة بعضهما البعض، في اتصال هاتفي نادر من نوعه.

وقالت الخارجية التركية إن "وزير الخارجية اليوناني (نيكوس) ديندياس اتصل بوزيرنا مولود تشاوش أوغلو للتعبير له عن الدعم، وأكد الوزيران استعدادهما لمساعدة بعضهما البعض إذا لزم الأمر".

وقال كبير مساعدي إردوغان فخر الدين التون في تغريدة أن الكارثة "تذكرنا مرة أخرى بقربنا من بعض رغم خلافاتنا حول السياسات".

وعرضت الحكومة الفرنسية المساعدة لتركيا ولليونان حليفتها بعد الزلزال.

وجاءت بادرة التضامن بعد أسابيع من التوتر بين فرنسا وتركيا، بلغت ذروتها نهاية الأسبوع الماضي عندما شكك إردوغان بالصحة العقلية للرئيس إيمانويل ماكرون.

وكتب وزير الشؤون الأوروبية كليمان بون في تغريدة "تضامن كامل من فرنسا مع اليونان وتركيا بعد الزلزال. نحن على استعداد لتقديم المساعدة الضرورية.

وأضاف وزير الداخلية جيرالد دارمانان أن "فرنسا تقف إلى جانب الشعب التركي واليوناني في مواجهة هذه المحنة المروعة".

وسّجل بعض من أقوى الزلزال في العالم على خط الصدع الذي يعبر تركيا وصولا إلى اليونان.

وعام 1999 ضرب زلزال بقوة 7,4 درجات مناطق في شمال غرب تركيا موديا بأكثر من 17 ألف شخص بينهم ألف في اسطنبول.

وفي 2011 ضرب زلزال محافظة فان في جنوب الشرق ما أدى إلى مقتل أكثر من 600 شخص.

في اليونان أودى آخر زلزال قوي بشخصين في جزيرة كوس قرب ساموس، في تموز 2017.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم