الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

نواب وخبراء أميركيّون: مكافحة "القاعدة" في أفغانستان أصبحت "شبه مستحيلة"

المصدر: أ ف ب
عنصر من طالبان يمشي في مطار كابول (13 أيلول 2021، أ ف ب).
عنصر من طالبان يمشي في مطار كابول (13 أيلول 2021، أ ف ب).
A+ A-
أكدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها ستمنع تجدد ظهور تنظيم القاعدة في أفغانستان عبر ضربات جوية. لكن خبراء ونوابا يرون على أن ذلك سيكون شبه مستحيل بسبب جغرافيا البلد خصوصا.

عند إعلانه في نيسان الماضي الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان حيث تم التخطيط لهجمات 11 أيلول، شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أن الولايات المتحدة لن تسمح بعودة القاعدة.

ويؤكد البنتاغون باستمرار أنه قادر على تنفيذ عمليات ضد الجهاديين عبر ضربات جوية بطائرات تنطلق من قاعدة أميركية أو حاملة طائرات متمركزة في المنطقة.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في الكونغرس الأربعاء إن هذا النوع من العمليات "صعب لكنه ممكن بالتأكيد". 

وأضاف أن "المعلومات الاستخباراتية التي تخولها تأتي من مصادر مختلفة، وليس فقط من القوات الموجودة على الأرض"، في حين تبين أن الضربة الأميركية الأخيرة بطائرة مسيرة في أفغانستان كانت "خطأ مأسويا" أدى إلى مقتل 10 مدنيين، بينهم 7 أطفال في 29 آب في كابول.

رفض لويد أوستن الإفصاح عن المزيد علنا، ووعد أعضاء المجلس بشرح استراتيجيته في جلسات مغلقة، لكن الكثير من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ والخبراء يشككون في فاعلية الضربات الجوية من خارج البلاد بالنظر إلى أن أفغانستان بلد غير ساحلي ويبعد آلاف الأميال عن أقرب قاعدة أميركية.

- "حظا سعيدا" -
قال أستاذ الإستراتيجية البحرية في الكلية الحربية البحرية جيمس هولمز قبل فترة قصيرة: "قتل الإرهابيين في أفغانستان من +ما وراء الأفق+؟ بالتوفيق!". 

وأضاف في مقال على الموقع المتخصص "19 فورتي فايف" أن هذا النوع من "العمليات يكون فعالا عندما تكون ساحة المعركة في نطاق القوات البحرية أو الجوية"، ويمكن أن يساعد قرب القواعد في الدول المجاورة.

لكن لا ينطبق أي من ذلك على أفغانستان.

يشرح الضابط السابق في البحرية أن "على الطائرة المغادرة من قاعدة جوية في الخليج أن تتجنب المجال الجوي الإيراني المعادي إلى الجنوب، وأن تحلق فوق بحر العرب ثم تعبر المجال الجوي الباكستاني باتجاه الشمال لضرب أهداف في أفغانستان".

ويتابع هولمز: "تتمتع حاملة الطائرات بميزة على صعيد المسافة، نظرا لأن مهبطها المتنقل يمكن أن يتنقل في بحر العرب، لكن العاصمة الأفغانية كابول تقع على بعد أكثر من 1100 كيلومتر من أقرب نقطة على الساحل الباكستاني".

ويخلص إلى أن "التزود بالوقود أثناء الطيران سيكون ضروريا".

بدوره، يقول النائب الجمهوري المنتخب مايك والتز إنه خلافا للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بالتعاون مع الحكومة العراقية والمقاتلين الأكراد، فإن الولايات المتحدة ليست لديها قاعدة في أفغانستان أو في دولة مجاورة لها، ولا حلفاء على الأرض.

- "مشاكل قانونية" - 
ويضيف هذا العنصر السابق في القوات الخاصة الذي قاتل في أفغانستان خصوصا، أن الطائرات بدون طيار "ستستهلك 70 إلى 80 بالمئة من وقودها قبل الاقتراب من أي هدف".

الولايات المتحدة التي كان لديها في مطلع القرن الحادي والعشرين قواعد عسكرية في العديد من الدول المجاورة مثل أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان، لم يعد لها وجود في دول آسيا الوسطى التي تعتبرها موسكو منطقة نفوذ لها.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي الأربعاء إنه ناقش هذه المسألة أخيرا مع نظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف. وطمأن أعضاء مجلس النواب قائلا: "نحن لا نطلب الإذن" من روسيا، مفضلا مصطلح "الوصول بالتفاوض".

من جهته، اشار النائب الديموقراطي آندي كيم إلى أن التحليق في الأجواء الأفغانية يطرح أيضا مشاكل قانونية، مشيرا إلى أن أفغانستان دولة ذات سيادة.

لكن وزير الدفاع لويد أوستن أكد أن للولايات المتحدة الحق في إجراء عمليات كهذه، لكنه رفض الإفصاح عن المزيد علنا، وطلب مرة أخرى القيام بذلك خلف أبواب مغلقة.

واتهمت طالبان واشنطن الثلثاء بانتهاك القانون الدولي بتحليق طائرات مسيرة فوق أفغانستان، وحذرت في بيان من أن "هذه الانتهاكات يجب تصحيحها ومنعها".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم