السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

القوات الألمانية والإيطالية... وداعاً أفغانستان

المصدر: النهار
نساء أفغانيات في أحد أسواق كابول أمس.(أ ف ب)
نساء أفغانيات في أحد أسواق كابول أمس.(أ ف ب)
A+ A-
 
استكملت ألمانيا عملية سحب جنودها من أفغانستان التي بدأتها في أيار، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الثلثاء، لتسدل الستار على تواجدها الذي دام نحو عشرين عاما في هذا البلد إلى جانب قوات أميركية ودولية أخرى.
أتى إعلان انسحاب القوات الألمانية التي تعد الثانية في عددها بعد قوات الولايات المتحدة، في وقت تهدف واشنطن إلى إنجاز سحب جنودها بحلول 11 أيلول.
وأفادت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب-كارنباور في بيان أنه "بعد نحو 20 عاما على الانتشار، غادر آخر جنود الجيش الألماني أفغانستان هذا المساء (الثلثاء). هم الآن في طريقهم إلى بلادهم".
ورأت أنها "نهاية فصل تاريخي شهد انتشاراً مكثّفاً شكّل تحدّياً للجيش الألماني"، مشدّدة على أنّ قوات بلادها "أثبتت جدارتها في القتال".
وشكرت على تويتر 150 ألف رجل وامرأة خدموا في أفغانستان منذ 2001، مؤكدة أن عليهم أن يشعروا بالفخر للدور الذي قاموا به.
كما استذكرت العناصر الذين قتلوا وجرحوا أثناء الخدمة في أفغانستان قائلة "لن ننساكم".
وأعلن الجيش مقتل 59 جنديا ألمانيا منذ 2001 أثناء خدمتهم في أفغانستان.
وتم نقل آخر الجنود المغادرين بأربع طائرات عسكرية أقلعت من معسكر مرمل في مزار الشريف، اثنتان منها ألمانيتان من طراز  اي-400-ام" والأخريان أميركيتان من طراز "سي-17".
 
ألمانيا مساهم مهم
قبل بدء الانسحاب الألماني، كان عديد القوات الألمانية في أفغانستان 1100 جندي يعملون في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي التي تضم 9600 جندي للتدريب والدعم.
كما أن لبريطانيا وإيطاليا وتركيا حضورا عسكريا كبيرا هناك، إذ توفر الدول الخمس ستة آلاف عنصر لمهمة "الدعم الحازم".
وسبق أن سحبت دول تساهم بجنود أقل في المهمة مثل الدانمارك وإستونيا وإسبانيا قواتها.
وسرّعت ألمانيا عملية سحب جنودها بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن قراره سحب قوات بلاده بعد انتشارها على مدى 20 عاما في أفغانستان.
وفي نيسان، أعلنت وزارة الدفاع الألمانية أنها تخطط لسحب جنودها بحلول مطلع تموز.
ويهدف بايدن إلى سحب الجنود الأميركيين من أفغانستان بحلول 11 أيلول، تزامنا مع ذكرى مرور 20 عاما على الهجمات الدامية التي نفّذها تنظيم "القاعدة" في الولايات المتحدة.
وأثارت وتيرة سحب الجنود تكهّنات بأنه يهدف إلى إعادة كامل القوات قبل يوم الاستقلال الذي يحتفل فيه الأميركيون في الرابع من تموز.
وفي رده على سؤال ل"وكالة الصحافة الفرنسية" بشأن الجدول الزمني لسحب الجنود، اكتفى ناطق باسم الحلف الأطلسي بالقول إن "سحب القوات يمضي بشكل منظّم ومنسّق".
وأضاف المصدر "فيما نخفض حضورنا العسكري، نواصل دعم أفغانستان عبر ضمان التدريب والدعم المالي للقوات الأمنية والمؤسسات الأفغانية وعبر المحافظة على حضور ديبلوماسي في كابول وتمويل عمل المطار الدولي".
ورفضت وزارة الدفاع الأميركية بدورها التعليق على الإعلان الألماني.
الى ذلك، أعلنت إيطاليا أنها استكملت عملية سحب آخر جنودها في اطار الانسحاب السريع لقوات حلف شمال الأطلسي.
وقال وزير الدفاع لورنزو جويريني في بيان "انتهت مهمة البعثة الإيطالية في أفغانستان مساء أمس (الثلثاء) رسميا". 
وأضاف :"لكن التزام المجتمع الدولي، بدءا بإيطاليا، حيال أفغانستان لا يتوقف عند هذا الحد. سيستمر في أشكال أخرى من تعزيز التعاون إلى التنمية ودعم المؤسسات الجمهورية الافغانية".
وغادرت آخر وحدة إيطالية قوامها بضع عشرات من الجنود هرات (غرب أفغانستان) ووصلت إلى مطار بيزا (غرب إيطاليا).
وجرح 723 جندياً إيطالياً وقتل 53 من أصل 50 ألفا تم نشرهم خلال العقدين الماضيين في أفغانستان، بحسب الوزارة.
 
مخاوف في شأن "طالبان"
ويتدهور الوضع الأمني في أفغانستان منذ أسابيع. وتصاعد القتال منذ مطلع أيار عندما بدأ الجيش الأميركي المرحلة الأخيرة من سحب جنوده، إذ أعلنت حركة "طالبان" بأنها سيطرت مؤخرا على أكثر من مئة من 400 منطقة في أنحاء البلاد.
ولم يستبعد قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر الثلثاء شن ضربات جوية ضد "طالبان" في حال واصلت هجومها.
ويخشى بعض المراقبين من احتمال أن تسيطر "طالبان" مجددا على العاصمة كابول فور مغادرة القوات الغربية وأعربوا عن مخاوف حيال آلاف الأفغان الذين عملوا إلى جانب القوات الدولية.
وسبق أن أعلنت واشنطن أنها تنوي إجلاء الأفغان الذين عملوا كمترجمين لقواتها وسط قلق حيال مصير آلاف المترجمين الفوريين والسائقين والمقاولين الذين قد يواجهون أعمالا انتقامية بسبب مساعدتهم القوات الأميركية.
وينتظر نحو 18 ألف أفغاني لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم الاستقرار في الولايات المتحدة لأن معالجة هذه الملفات تستغرق سنوات عادة.
وينص مشروع قانون أقره مجلس النواب الأميركي الثلثاء بدعم من أعضائه الجمهوريين والديموقراطيين، على إلغاء شرط اجتياز فحص طبي للمرشحين للحصول على وضع خاص للمهاجرين، مما سيسمح بتقليص مدة الإجراءات إلى شهر واحد لكل مرشح.
ويفترض أن يقر مجلس الشيوخ أيضا النص حتى يتمكن بايدن من توقيعه وإصداره.
وبدأ التدخل العسكري الدولي في أفغانستان في السابع من تشرين الأول 2001، بعد أقل من شهر من هجمات 11 أيلول التي أودت بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة.
وكان نظام "طالبان" الأصولي حينها يؤوي أسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة" الذي أسسه ونفّذ الهجمات. وأطاحت القوات التي قادتها واشنطن نظام "طالبان" في غضون أسابيع.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم