القوة الإقليمية لشرق أفريقيا تبدأ الانسحاب من شرق الكونغو الديموقراطيّة

دوليات 03-12-2023 | 17:00

القوة الإقليمية لشرق أفريقيا تبدأ الانسحاب من شرق الكونغو الديموقراطيّة

القوة الإقليمية لشرق أفريقيا تبدأ الانسحاب من شرق الكونغو الديموقراطيّة
جنود كينيون من القوة الإقليمية لجماعة شرق أفريقيا في مطار غوما استعدادا لمغادرة جمهورية الكونغو الديموقراطية (3 ك1 2023، أ ف ب).
Smaller Bigger
بدأت القوة الإقليمية التابعة لمجموعة شرق أفريقيا، مغادرة جمهورية الكونغو الديموقراطية الأحد، بعدما قرّرت كينشاسا عدم تجديد تفويضها.

وغادرت مجموعتان تتألّف كلّ منهما من حوالى مئة جندي كيني المنطقة، من مطار غوما عاصمة مقاطعة شمال كيفو متّجهة إلى نيروبي. وأقلعت الطائرة الأولى بعد وقت قصير من الساعة الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي (3,00 بتوقيت غرينتش)، ثمّ أقلعت طائرة ثانية حوالى الساعة 10,30 صباحاً (8,30 بتوقيت غرينتش).

ولم يكن هناك أيّ مسؤول كونغولي على المدرج، كما أنّ سلطات جمهورية الكونغو الديموقراطية لم تكن قد أصدرت أي بيان بشأن عمليات المغادرة هذه، حتى منتصف نهار الأحد.

وقال متحدث باسم القوة الإقليمية التابعة لمجموعة شرق أفريقيا في المكان لوكالة فرانس برس، إنّ الجنود الكينيين كانوا في طريقهم إلى نيروبي، لكنّه لم يقدّم مزيداً من التفاصيل بشأن استمرار انسحاب القوة، التي تضمّ أيضاً جنوداً من أوغندا وبوروندي وجنوب السودان.

وقال إيمانويل أغايي الذي يعمل سائق أجرة على دراجته النارية في غوما لوكالة فرانس برس، "نحن سعداء برحيل مجموعة شرق أفريقيا". وأضاف متأسّفاً "نعلم أنّهم جاؤوا لمساعدتنا في القتال، لكنّهم لم يقاتلوا". 

من جهته، أكد اينوسان نييبيزي وهو أحد سكّان غوما، أنّ "قوة مجموعة شرق أفريقيا ليس لها مكان هنا". وأعرب عن أسفه بالقول "لقد فوجئنا برؤية متمرّدي حركة 23 مارس يتغلّبون على مواقع مجموعة شرق أفريقيا ويستولون على مناطق جديدة".

وبدأ الجنود الكينيون بالوصول إلى غوما في تشرين الثاني 2022، بعد حوالى عام من عودة حركة التمرّد "ام 23" (حركة 23 مارس) إلى كيفو الشمالية، حيث سيطرت بدعم من رواندا على أجزاء كبيرة من المقاطعة، وفقاً للعديد من المصادر.

وفي ذلك الوقت، دعت السلطات الكونغولية مجموعة شرق أفريقيا لنشر قوتها لتحرير المناطق التي احتلّها المتمرّدون.

لكنّ سكّان المنطقة والحكومة الكونغولية سرعان ما وجّهوا انتقاداتهم الحادة لقوات شرق أفريقيا، واتهموها - باستثناء البورنديين - بالتعايش مع المتمرّدين بدلاً من إكراههم على تسليم الأسلحة. 

وفي أعقاب قمة لمجموعة شرق أفريقيا عُقدت في 25 تشرين الثاني، أعلنت المنظمة الإقليمية في بيان أنّ جمهورية الكونغو الديموقراطية "لن تجدّد تفويض القوة الإقليمية بعد الثامن من كانون الأول 2023".

وتأتي مغادرة الجنود الكينيين مع استمرار القتال بين حركة "إم 23" والجيش الكونغولي المدعوم من رجال ميليشيا يقدّمون أنفسهم على أنّهم "وطنيون". 

وقُتل جندي كيني من القوة الإقليمية في 24 تشرين الأول بشظية.

وعلّق رئيس "ام 23" بيرتراند بيسيموا عبر منصة "إكس"، على مغادرة جنود مجموعة شرق أفريقيا، مؤكداً أنّ مجموعته المسلّحة "لا تنوي السماح بغزو المناطق التي تنازلت عنها لجماعة شرق أفريقيا، من قبل تحالف قوات نظام كينشاسا". 

- انتخابات في 20 كانون الأول -
تنتشر العديد من الجماعات المسلّحة والميليشيات الأخرى منذ ثلاثة عقود في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، في ما يعد توارثاً للحروب الإقليمية التي اندلعت في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وإضافة إلى القوة الإقليمية التابعة لمجموعة شرق أفريقيا، توجد بعثة "مونوسكو" التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ العام 1999.

ولكن تُتهم هذه البعثة أيضاً بعدم الكفاءة، فيما تطالب كينشاسا بمغادرتها "بشكل منظّم" ولكن "معجّل" اعتباراً من كانون الثاني 2024.

وتضم بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديموقراطية حوالى 14 ألف جندي من قوات حفظ السلام، منتشرين بشكل شبه حصري في شرق البلاد.

ومن المتوقع إجراء انتخابات عامة في 20 كانون الأول في جمهورية الكونغو الديموقراطية، وهي دولة شاسعة يبلغ عدد سكانها حوالى 100 مليون نسمة. وترشّح الرئيس المنتهية ولايته فيليكس تشيسكيدي، الموجود في السلطة منذ كانون الثاني 2019، لولاية ثانية مدّتها خمس سنوات.

ولكن في ظلّ تمرّد حركة "إم 23"، لا يمكن إجراء الانتخابات في إقليمين في شمال كيفو.

ومن أجل استبدال قوة مجموعة شرق أفريقيا، يعتمد فيليكس تشيسيكيدي بشكل خاص على نشر وحدات من مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية (SADC) التي تنتمي إليها جمهورية الكونغو الديموقراطية أيضاً. لكنّ إنشاء هذه القوة، الذي تمّت مناقشته منذ شهر أيار الماضي، لم يتحقّق حتى الآن.

ويوجد في شمال كيفو أيضاً نحو ألف جندي أوروبي سابق، قدّمتهم كيشاسا على أنّهم "مدرّبون" يعملون لصالح شركتين خاصّتين.

كذلك، تؤكد السلطات الكونغولية أنّ الجيش الوطني يُظهر قوته بهدف الدفاع عن الإقليم بنفسه وحماية البلاد من "اعتداءات" جيرانها وخصوصاً رواندا.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/6/2025 12:01:00 AM
لافتات في ذكرى سقوط نظام الأسد تُلصق على أسوار مقام السيدة رقية بدمشق وتثير جدلاً واسعاً.
المشرق-العربي 12/6/2025 1:17:00 PM
يظهر في أحد التسجيلات حديث للأسد مع الشبل يقول فيه إنّه "لا يشعر بشيء" عند رؤية صوره المنتشرة في شوارع المدن السورية.
منبر 12/5/2025 1:36:00 PM
أخاطب في كتابي هذا سعادة حاكم مصرف لبنان الجديد، السيد كريم سعيد، باحترام وموضوعية، متوخياً شرحاً وتفسيراً موضوعياً وقانونياً حول الأمور الآتية التي بقي فيها القديم على قدمه، ولم يبدل فيها سعادة الحاكم الجديد، بل لا زالت سارية المفعول تصنيفاً، وتعاميم.
اقتصاد وأعمال 12/4/2025 3:38:00 PM
تشير مصادر مصرفية لـ"النهار"  إلى أن "مصرف لبنان أصدر التعميم يوم الجمعة الماضي، تلته عطلة زيارة البابا لاون الرابع عشر الى لبنان، ما أخر إنجاز فتح الحسابات للمستفيدين من التعميمين