تظاهرة أخيرة لأنصار ترامب في 6 كانون الثاني وموظفوه في البنتاغون لا يتعاونون مع فريق بايدن
30-12-2020 | 00:00
المصدر: النهار
يحض الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤيديه على التجمع في واشنطن في السادس من كانون الثاني، في محاولة أخيرة للضغط على الكونغرس من أجل عدم المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات.
من المتوقع أن ينزل آلاف المؤيدين لترامب ينتمون لمجموعات مختلفة من كل أنحاء البلاد، إلى شوارع العاصمة الأميركية تأييدا لتصريحات عير مدعومة بأدلة لترامب عن تزوير انتخابي واسع النطاق تسبب بحسب رأيه بهزيمته في انتخابات الثالث من تشرين الثاني.
وحض ترامب في تغريدتين نهاية الأسبوع الماضي أنصاره على المشاركة في التجمع، واصفا الانتخابات بأنها "أكبر عملية احتيال في تاريخ أمتنا".
وكتب الأحد "أراكم في واشنطن في السادس من كانون الثاني. لا تفوتوا ذلك".
وتثير الدعوة للتجمع مخاوف من أعمال عنف جديدة بعد التظاهرة السابقة المؤيدة لترامب وشاركت فيها مجموعة "براود بويز" في 12 كانون الأول، عندما تعرض خلالها الكثير من الأشخاص للطعن، وأوقف فيها عشرات الأشخاص.
ويأمل ترامب على ما يبدو في أن يتمكن المتظاهرون من الضغط على الكونغرس، لرفض الفرز الأخير لأصوات الهيئة الناخبة للولايات، وقلب نتيجة خسارته الانتخابية.
وأعلنت جماعة "أوقفوا سرقة" (الأصوات) على الانترنت :"نحن الشعب علينا النزول إلى باحة الكابيتول الأميركي والقول للكونغرس لا تصادقوا" على النتيجة.
وفي السادس من كانون الثاني، يفترض أن يترأس نائب الرئيس مايك بنس الكونغرس في المصادقة على أصوات الهيئات الناخبة لكل ولاية والتي تمثل نتائج التصويت الشعبي.
وفي الجلسة المشتركة لمجلس النواب ومجلس الشيوخ، سيقوم بنس بقراءة الوثائق الرسمية التي تعلن عدد أصوات الهيئات الناخبة من كل ولاية، ومن ثم يعلن الفائز.
ويفترض أن تكون هذه العملية، كما جرت دوماً تقريبا، إجراءا شكليا.
ونال الديموقراطي بايدن 306 من أصوات كبار الناخبين، فيما حصل ترامب على 232 صوتا فقط.
وخسرت حملة ترامب عشرات الطعون القانونية في الكثير من الولايات التي تم التشكيك بنتائجها، وقال قاض تلو الآخر أنها لا تظهر أي دليل على تزوير مهم.
لكن الجلسة يمكن أن تتأخر في حال قدم مشرعون من المجلسين اعتراضات رسمية على أي من تقارير الولايات.
ويضغط ترامب وأنصاره على بنس، كي يرفض بشكل أحادي عددا من وثائق الهيئات الناخبة في ولايات مؤيدة لبايدن، وهي صلاحية يقول خبراء قانون إن بنس لا يحظى بها.
بايدن
في غضون ذلك، أعلن بايدن، أن الموظفين الذين عينهم ترامب في البنتاغون يعرقلون عملية انتقال السلطة، محذرا من ان الولايات المتحدة قد تواجه مخاطر أمنية جراء ذلك.
وبعد تلقيه مع نائبته كامالا هاريس إحاطة حول الأمن القومي من طاقمه المكلف ترتيب الانتقال، قال بايدن إن الموظفين الاداريين في البنتاغون وكذلك مكتب الادارة والموازنة يضعون "عوائق".
وأضاف: "حاليا لا نحصل على كل المعلومات التي نحتاجها من الادارة المنتهية ولايتها حول نقاط رئيسية متعلقة بالأمن القومي".
ووصف الأمر بأنه "من وجهة نظري هذا لا يقل عن انعدام المسؤولية". وقال إنه يسعى للحصول على "صورة كاملة" من قبل الادارة المنتهية ولايتها حول تمركز الجنود الاميركيين حول العالم.
وأضاف :"نحتاج الى رؤية كاملة للتخطيط للموازنة، الذي يجري العمل عليه في وزارة الدفاع والوكالات الأخرى، من أجل تجنب أي ارباك أو استغلال من قبل خصومنا للحاق بنا".
ورفض ترامب حتى الآن الاقرار بالهزيمة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 تشرين الثاني وفاز بها بايدن، مطلقا مزاعم من دون أدلة حول حصول تجاوزات وتزوير.
وأثارت إدارة ترامب القلق من خلال الاعلان عن سلسلة تعيينات في قيادة البنتاغون منذ الانتخابات، بما في ذلك إقالة وزير الدفاع مارك إسبر الذي نأى بنفسه عن استخدام الأمر باستخدام القوة ضد المتظاهرين المناهضين للعنصرية في وقت سابق هذا العام.
وقال وزير دفاع ترامب بالوكالة كريس ميلر، إن الإدارة المنتهية ولايتها اتفقت مع فريق بايدن على إيقاف الإحاطات خلال موسم الأعياد، وهو ما نفاه فريق بايدن.
والإثنين، أصدر ميلر بيانا أكد فيه أن جهود التنسيق من قبل البنتاغون مع الفريق الانتقالي "تتجاوز ما قامت به ادارات أخرى ولا يزال أمامنا أكثر من ثلاثة اسابيع".
وأضاف أن مسؤولي وزارة الدفاع سيواصلون العمل "بطريقة تمتاز بالشفافية والزمالة" لدعم انتقال السلطة.
ويأتي تعيين ترامب لموالين له في البنتاغون في اللحظات الاخيرة من ولايته وسط توترات شديدة مع إيران، التي حملها ترامب مسؤولية هجوم صاروخي على السفارة الأميركية في العراق قبل حلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني في ضربة شنّتها طائرة مسيرة أميركية قرب مطار بغداد.
ابطال فيتو ترامب
وفي سياق آخر، صوت مجلس النواب الأميركي لمصلحة رفض الفيتو الذي استخدمه ترامب ضد مشروع قانون موازنة الدفاع، ممهدا الطريق أمام مجلس الشيوخ لابطال أول فيتو رئاسي خلال ولاية ترامب.
ونال اقتراح إبطال فيتو ترامب ضد موازنة الدفاع 322 صوتا مقابل 87، حيث انضم 109 من نواب الحزب الجمهوري للتصويت الى جانب زملائهم الديموقراطيين الذين يهيمنون على المجلس.
وسيتم تقديم اقتراح مماثل في مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية، حيث يتعين ايضا حصول الاقتراح على دعم ثلثي أعضاء المجلس لإبطال فيتو الرئيس.
وأقر الكونغرس هذا الشهر موازنة الدفاع التي تبلغ قيمتها 740,5 مليار دولار وتتضمن زيادة رواتب الجنود، بغالبية 335 صوتا مقابل 78 في مجلس النواب، و84 صوتا مقابل 13 في مجلس الشيوخ.
لكن الرئيس رفض القانون، لأنه لم يشمل الغاء المادة 230 التي تؤمن الحماية لاصحاب شركات الانترنت من المضمون الذي ينشره المستخدمون.
وعارض ترامب أيضا بندا من شأنه إزالة أسماء جنرالات قاتلوا الى جانب الجنوب الانفصالي المؤيد للعبودية خلال الحرب الأهلية عن قواعد عسكرية أميركية.
والى جانب موازنة الدفاع، استخدم ترامب الفيتو الرئاسي ضد تسعة قوانين خلال ولايته، لكن الكونغرس لم يتمكن من جمع الاصوات اللازمة لالغاء أي منها.