الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

خامنئي يتعهد الثأر لاغتيال فخري زاده ومجلس الشورى لـ"رد عاجل" تأهب إسرائيلي وتركيا تندد وبريطانيا وألمانيا تدعوان لـ"ضبط النفس"

المصدر: النهار
رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف –في الوسط- خلال جلسة مجلس الشورى الإيراني في طهران أمس.   (أ ف ب)
رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف –في الوسط- خلال جلسة مجلس الشورى الإيراني في طهران أمس. (أ ف ب)
A+ A-
 
 
دعا مجلس الشورى الإيراني أمس، السلطات الإيرانية إلى رد عاجل على اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، "تجنبا لضربات أكبر في المستقبل". وأقر مشروع قانون لرفع نسبة تخصيب الأورانيوم.   
 
جاء في بيان مجلس الشورى أن "أيادي إسرائيل تقف بوضوح وراء اغتيال فخري زاده، وستدفع الثمن على النحو المطلوب".
وقال: "الاغتيالات والأعمال التخريبية التي نفذتها إسرائيل وأميركا ضد إيران خلال السنوات الماضية، بقيت دون رد متوازن، مما جعل العدو أكثر وقاحة"، مشددا على أن "أفضل رد على الإجراءات العدوانية، يكون عبر إحياء الصناعة النووية الإيرانية، وإيقاف العمل بالبروتوكول الإضافي".
 
وقتل الجمعة فخري زاده رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا لدى وزارة الدفاع الإيرانية، في عملية اغتيال وصفتها طهران بـ"الإرهابية". وصوت مجلس الشورى  بغالبية ساحقة على مشروع قانون "الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات"، والذي يشمل رفع تخصيب الأورانيوم حتى نسبة  20 في المئة. ويشمل القانون إعادة التصميم القديم لمفاعل "أراك" للماء الثقيل. وحضر اجتماع مجلس الشورى 232 نائب من أصل 246، وصوتوا لمصلحة القرار. وأكد رئيس المجلس محمد باقر قاليباف، أن "مشروع قانون الإجراءات الاستراتيجية لرفع العقوبات، سيحد من الأعمال الإرهابية التي يشنها العدو ضد إيران". ودعا إلى الرد الصارم على اغتيال فخري زاده، وقال إن العملية تكشف خوف الأعداء من إنجازات إيران وتقدمها. وأضاف أن من الضروري أن يكون الرد على اغتيال فخري زاده صارما وقويا حتى يشعر العدو بالندم لتنفيذ هذه العملية. وأكد أن الحادث "يجب أن يؤدي إلى تعزيز قوة إيران الأمنية والنووية".
 
وفي السياق ذاته، أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن علماء الصناعة النووية في البلاد سيواصلون "مسار اقتدار البلاد بقوة مضاعفة". وكتبت المنظمة على موقع تويتر :"على المستكبرين في العالم أن يعلموا أن علماء الصناعة النووية سيواصلون مسار اقتدار البلاد بقوة مضاعفة بناء على تدابير وإستراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مشيرة إلى أن "طريق الشهداء الأبرار سيستمر".  وأكدت لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى توصلها إلى معلومات مهمة بشأن اغتيال فخري زاده ستعلنها في الوقت المناسب. وقالت اللجنة إن الجهات الأمنية توصلت إلى أدلة ومعلومات مهمة في شأن الاغتيال، وكشفت أن التحقيقات الأولية تشير إلى وقوف إسرائيل وراء العملية.
 
وصرح الناطق باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، إن المؤشرات تدل على أن إسرائيل تقف وراء عملية الاغتيال، واستهداف منشأة نطنز النووية في تموز الماضي. وقال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الجنرال إسماعيل قاآني، إن بلاده سترد على اغتيال فخري زاده.   
والسبت، تعهد مرشد الجمهورية الاسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي صاحب القول الفصل في البلاد، بالانتقام لمقتل فخرى زاده، وقال إن على المسؤولين مواصلة "الجهود العلمية والتقنية التي بذلها الشهيد فخري زاده في كل المجالات التي كان يعمل فيها".
 
تأهب إسرائيلي   
وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية أفادت أن إسرائيل أعلنت حال التأهب القصوى في سفاراتها في أنحاء العالم بعد التهديدات الإيرانية بالانتقام.     ورجحت أن "الرد الإيراني قد يتراوح بين هجمات على بعثات إسرائيلية وجاليات يهودية في أنحاء العالم وقصف صاروخي مكثف لأراضي إسرائيل واستهداف خطوط الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر واعتداءات تنفذ على أيدي الفصائل المتحالفة مع طهران في سوريا ولبنان وغزة، إلى استهداف مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين". وخلصت إلى القول:"لم ينتقموا بعد من وفاة قاسم سليماني لكن القيادة العسكرية (في إسرائيل) تعتقد أن إيران ستتصرف. لدى الإيرانيين ذاكرة طويلة وقدرات كبيرة والثأر قد يأتي حتى بعد سنوات".
 
ورأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، أعطى كما يبدو مباركته لاغتيال المعروف بأنه أبو المشروع النووي الإيراني.
وأضافت في افتتاحيتها تحت عنوان "استفزاز خطير" أن هذه العملية تحمل بين طياتها احتمالات لتصعيد إقليمي خطير هدفه استغلال اللحظات المتبقية من ولاية الرئيس الأميركي المنصرف، وذلك من أجل تقييد الرئيس المقبل جو بايدن وإحباط عودة أميركية إلى الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى.
وأشارت إلى أن إيران اتهمت إسرائيل مباشرة بالمسؤولية عن عملية اغتيال أكبر علمائها النوويين، في حين يتفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستبعاد وزيري الخارجية والأمن عما يقوم به في المجالين الأمني والسياسي، مما يضع إسرائيل أمام احتمالات متعاظمة لمواجهة مباشرة مع إيران.
وقالت الصحيفة إن "تصرفات نتنياهو من شأنها أن تفجر مواجهة عسكرية خطيرة مع إيران، وأزمة سياسية أولى مع إدارة الرئيس بايدن". وانتهت الصحيفة في افتتاحيتها، إلى أن "ميزان رعب يحكم العلاقة بين إسرائيل وإيران، فكلتاهما تتسلحان من أجل ردع الأخرى من دون حل في الأفق، وهو ما يستدعي حلولا سياسية وليس عسكرية فقط".
 
ردود فعل   
وأعرب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، عن قلق المملكة المتحدة إزاء التصعيد القائم في ظل اغتيال فخري زاده. وقال في حوار مع قناة "سكاي نيوز" البريطانية، إن بلاده قلقة من الوضع الحالي في إيران والمنطقة، مشددا على ضرورة  خفض التصعيد. وأشار راب إلى أنه "لا يزال ينتظر الاطلاع على كافة الحقائق في شأن اغتيال فخري زاده"، مضيفاً:" بودي أن أقول إننا نتمسك بسيادة القانون الإنساني الدولي والمتمثلة بوضوح في عدم استهداف المدنيين". وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية: "ندعو جميع الأطراف إلى تجنّب القيام بأي تحرّك قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في الوضع" وهو أمر "لا نريده إطلاقا في هذا الوقت".  وأضاف أنه "قبل أسابيع على تولي حكومة جديدة السلطة في الولايات المتحدة، يجب المحافظة على الحوار مع إيران لحل النزاع في شأن برنامجها النووي عبر التفاوض". 
 
ونددت تركيا بعملية الاغتيال، معتبرة أنه عمل "إرهابي... يزعزع السلام في المنطقة".
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن "وفاة محسن فخري زاده نتيجة هجوم... أحزنتنا". وأضافت: "ندين هذا الاغتيال الدنيء ونقدم تعازينا للحكومة الإيرانية وأقارب الفقيد". واستطردت أن "تركيا تعارض أي مبادرة تستهدف زعزعة السلام في المنطقة وأي شكل من أشكال الإرهاب أيا كان مرتكبه وهدفه"، داعية "جميع الأطراف إلى استخدام المنطق وضبط النفس".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم