الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

هل يستفيد المتشدّدون الإيرانيون من اغتيال فخري زاده؟

المصدر: "نيويورك تايمس"
سيارة كبير العلماء النوويين الإيرانيين محسن فخري زاده التي تعرضت لكمين يوم الجمعة، وكالة "فارس" عبر "أ ب"
سيارة كبير العلماء النوويين الإيرانيين محسن فخري زاده التي تعرضت لكمين يوم الجمعة، وكالة "فارس" عبر "أ ب"
A+ A-
"النهار"

ذكر تقرير في صحيفة "نيويورك تايمس" أنّ الاغتيالات كشفت نقاط ضعف إيران في وقت تواجه معاناة لتحديد طريقة الرد. يريد المتشددون انتقاماً سريعاً بينما يسعى الإصلاحيون إلى إطلاق بداية جديدة مع الرئيس المنتخب جو بايدن.

كان اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده العملية الأخيرة في سلسلة طويلة من الاغتيالات التي تمّت عير التسميم أو التفجيرات أو إطلاق النار إضافة إلى أعمال السرقة والتخريب. طالت غالبية الهجمات علماء غير معروفين أو منشآت سرية مرتبطة ببرنامج إيران النووي، بينما تم نسب جميع هذه العمليات تقريباً إلى إسرائيل من قبل مسؤولين أميركيين وإيرانيين.

في حديث إلى الصحيفة نفسها، قال الباحث في "معهد بوكينغز" والمسؤول السابق في "سي آي أي" بروس ريدل إنّه نادراً ما برهنت دولة عن قدراتها في مهاجمة أهداف داخل أرض عدوتها بالحصانة نفسها التي برهنتها إسرائيل واصفاً الأمر بأنّه "غير مسبوق". ولا إشارة "إلى أنّها تُواجَه بفالعية من قبل الإيرانيين"، كما أضاف.

بالنسبة إلى الإيرانيين البراغماتيين، وبوجود رغبة في إطلاق بداية جديدة مع واشنطن بقيادة بايدن، ليس الوقت مناسباً للرد والدخول في حلقة متجددة من الأعمال العدائية. لكن في الوقت نفسه، يعترف بعض الإيرانيين بأنّ الولايات المتحدة وإسرائيل قد تستغلّان مزايا الوضع الحالي لشن المزيد من الهجمات ضد طهران.

في تغريدة على "تويتر"، كتب المسؤول السابق في وزارة الثقافة والتوجيه الإيرانية محمد حسين كوشفاغت: "من اليوم وحتى مغادرة ترامب البيت الأبيض هي أخطر فترة على إيران". وطالب بعض المتشددين بالتخلي عن فتح بداية جديدة مع بايدن لأنّ ضبط النفس عزّز موقع أعداء إيران.

قال المحلل السياسي المحافظ فؤاد إيزادي في مقابلة من إيران: "إذا لم تردّوا على هذا المستوى من الإرهاب، فقد يكرّرونه لأنّهم يعلمون أنّ إيران لن تردّ". وأضاف: "بشكل بديهي ثمّة مشكلة حين ترون هذه الأمور تتكرّر".

تشير الصحيفة إلى أنّ تل أبيب درجت على ممارسة تجنيد أشخاص ناطقين بالفارسية من بين المهاجرين الإيرانيين إلى الأراضي المحتلة من أجل الحصول على تحليل اتصالات معترضة. كذلك، تمكّن الإسرائيليون من تجنيد مجموعة من المتعاونين الإيرانيين. يضيف ريدل الخبير في الشؤون الإيرانية أنّ اغتيال فخري زاده قد يكون مؤشراً إلى وجود توجّه إسرائيلي باستغلال هذه الشبكة مجدداً بعدما حرّكتها بين عامي 2010 و 2012.

وقال مسؤول إسرائيلي بارز منخرط في تعقب فخري زاده طوال سنوات، بشرط عدم الكشف عن اسمه، إنّ تل أبيب ستواصل التحرّك ضد البرنامج النووي الإيراني طالما أنّ هنالك حاجة إلى ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ المتشددين لاموا حكومة حسن روحاني على الإخفاقات الأمنية التي سمحت بوقوع الهجوم. لكنّ روحاني لمّح في خطاب متلفز إلى أنّ إيران ستواصل ما سماه بسياسة "الصبر الاستراتيجي".

من جهتها، قالت الباحثة في معهد "تشاتام هاوس" الملكي سنام وكيل إنّ المتشدّدين سيستفيدون أكثر من غيرهم سياسياً بسبب الاغتيال. فمنذ فوز بايدن، ضغط المتشددون على الرئيس الإيراني كي يؤجّل المفاوضات إلى أبعد حد ممكن، لأنّ النزاع مع واشنطن يعزّز جاذبيّتهم السياسيّة ويضعف المعتدلين الإيرانيين قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2021. وأضافت: "ذلك ما يصوّبون نحوه".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم