الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

قره باغ...تجاهل الدعوات لوقف النار

المصدر: النهار
جندي أرميني من قره باخ يطلق قذيفة مدفع على مواقع أذرية أمس.(أ ف ب)
جندي أرميني من قره باخ يطلق قذيفة مدفع على مواقع أذرية أمس.(أ ف ب)
A+ A-
 
أعلنت كل من القوات الأذرية والأرمينية أمس، تكبيد الجانب الآخر خسائر فادحة فيما تحتدم المعارك لليوم الثالث حول إقليم ناغورنو- قره باغ.
 
وكررت الولايات المتحدة الدعوات التي أيدتها ألمانيا وروسيا، لوقف الاشتباكات العنيفة التي اندلعت الأحد، من دون أن تلقى آذانا صاغية لدى الخصمين اللذين كانا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، ويتنازعان منذ عقود السيطرة على قره باغ.
 
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن لإجراء مناقشات عاجلة حول التصعيد العسكري في الإقليم ذي الغالبية الأرمينية، وحيث أوقعت المعارك في الأيام الأخيرة نحو 100 قتيل وفق تقارير مؤكدة.
 
وأكد الجانبان استمرار المعارك على رغم دعوات دولية لوقف النار.
 
وفي تصريحات عالية النبرة، تعهد الرئيس الأذري إلهام علييف مواصلة القتال. وقال :"إذا كان المجتمع الدولي غير قادر على وقف الديكتاتور المتهور في أرمينيا، فإن أذربيجان ستقوم بذلك".
 
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن المقاتلين في قره باغ تمكنوا من صد هجمات أذرية على طول الجبهة الأمامية، مؤكدة أن "العدو تكبد خسائر بشرية فادحة".
 
وأضافت ان الجيش الأذري تكبد خسائر كبيرة منذ اشتعال المواجهات، مع إسقاط نحو 50 طائرة من دون طيار وأربع مروحيات وتدمير 80 دبابة.
 
واتهمت أرمينيا أذربيجان بتأجيج النزاع، وتوعدت باستخدام أسلحة ذات مدى أبعد وقدرة تدمير أكبر.
 
واتهمت أرمينيا تركيا باسقاط إحدى طائراتها العسكرية. وصرحت الناطقة  باسم وزارة الدفاع الارمينية شوشان ستيبانيان عبر الفايسبوك إن "طائرة سو-25 أرمينية اسقطتها مقاتلة اف-16 تركية... أتت من الاراضي الاذرية"، موضحة أن الطيار الارميني "سقط شهيدا".
 
لكن أنقرة نفت الاتهام الأرميني.


جثث وجنود جرحى 
وفي باكو، نفى مسؤولو الدفاع تقارير المقاتلين التي تحدثت عن  أن قوات مدعومة من أرمينيا استعادت السيطرة على مناطق كانت قد خسرتها في معارك الأحد.
وقالت أذربيجان إن جيشها تصدى لهجوم أرميني مضاد، ودمر قافلة أرمينية مؤللة ووحدة مدفعية، وفي وقت لاحق فوج مشاة تسانده عربات عسكرية بأكمله.
وأكدت وزارة الدفاع أن قواتها "واصلت هجوما على مدينة فيزولي" في منطقة قره باغ، "ودمرت اربع دبابات للعدو وآلية مدرعة وقتلت عشرة جنود". وأضافت أن "العدو ... طلب مساعدة لإجلاء جثث وجرحى الجنود".
كما هددت أذربيجان بتدمير منظومة الصواريخ أرض جو"إس-300" الروسية الصنع، والتي قالت إنه يتم نقلها إلى قره باغ.


مناشدة تركيا
ويخشى إذا ما اندلعت حرب مباشرة بين أذربيجان المسلمة وأرمينيا ذات الغالبية المسيحية أن تُستدرج إلى النزاع قوتان إقليميتان هما روسيا وتركيا اللتان تدعم كل منهما الطرف الآخر في النزاع.
وتنضوي يريفان في تحالف عسكري يضم جمهوريات سوفياتية سابقة بقيادة موسكو. وحض الكرملين تركيا والأطراف المتحاربة على العمل من أجل "التوصل لتسوية سلمية لهذا النزاع بالسبل السياسية والديبلوماسية".
وتدعم أنقرة أذربيجان، وتُتهم بإرسال مرتزقة من شمال سوريا لدعم جيش باكو، وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الإثنين إنه حان الوقت "لإنهاء" الخلاف الذي طال أمده حول قره باغ.
وأمس، أكدت تركيا تصميمها على مساعدة أذربيجان "في استعادة أراضيها المحتلة" في الإقليم. وقال مدير الإعلام في الرئاسة التركية فخر الدين التون إن "تركيا تتعهد بالكامل مساعدة أذربيجان في استعادة أراضيها المحتلة والدفاع عن حقوقها ومصالحها بموجب القانون الدولي".
ولم تعلن أذربيجان عن أي خسائر في صفوفها، لكن الحكومة الانفصالية بثت تسجيلات من ميدان المعارك تظهر ما قالت إنها جثث جنود أذريين.
وأكد مسؤولون أرمينيون وفاة ثلاثة مدنيين آخرين، فيما أعلن علييف إن الخسائر بين المدنيين في الجانب الأذري وصلت إلى عشرة قتلى. ويرتفع بذلك العدد المؤكد للقتلى في المعارك إلى 99، هم 84 مقاتلا من الانفصاليين و15 مدنيا.


العودة إلى المفاوضات
وحض المراقبون المجتمع الدولي على تعزيز جهود التوصل لحل سياسي.
ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "بشكل عاجل إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، وفق ما أعلن الناطق باسمها، بعد محادثة لها مع كل من علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.
ودعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى وقف أعمال العنف والعودة إلى المفاوضات "في أسرع وقت".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم