الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

السودان يرفض الخطوات الأثيوبية الأحادية ويحذر من آثار كارثية لأي تعبئة جديدة للسد

المصدر: النهار
صورة من الارشيف لسد الروصيرص السوداني على النيل الأزرق.
صورة من الارشيف لسد الروصيرص السوداني على النيل الأزرق.
A+ A-
 
أكدت الحكومة السودانية أنها لا تعارض إقامة سد النهضة، لكنها ترفض قيام إثيوبيا بخطوات أحادية غير مدروسة، كما حذرت من آثار كارثية إذا أقدمت أديس أبابا على خطوة جديدة لتعبئة السد.
قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك -خلال استقباله وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبعثات حفظ السلام روز مارى ديكارلو، إن السودان لا يعارض إقامة سد النهضة من حيث المبدأ، لكنه يتمسك بموقفه بمعارضة قيام إثيوبيا بخطوات أحادية غير مدروسة.
وأضاف أن السودان يتطلع إلى إبرام اتفاق قانوني ملزم قبل القيام بأي خطوة.
وفي سياق متصل، قال حمدوك إن السودان يمكنه أن يلعب دورا لإحلال السلام في إريتريا وجنوب السودان وإثيوبيا، خاصة إقليم تيغراي.
من جانبها، قالت ديكارلو إن برنامج الأمم المتحدة للبيئة سيقدم دعما فنيا في ما يخص سد النهضة. وأعربت عن حرص المنظمة الدولية على دمج المسلحين السودانيين العائدين من ليبيا ونزع سلاحهم.
 
آثار كارثية
بدوره، قال وزير الري السوداني ياسر عباس، في مؤتمر صحافي، إن إقدام أديس أبابا على خطوة جديدة لتعبئة سد النهضة ستكون آثارها كارثية.
وأكد أن بلاده لن تستطيع تشغيل سد الروصيرص، ما لم يكن هناك تبادل للمعلومات مع إثيوبيا واتفاق بشأن سد النهضة.
وشدد على ما سماه إصرار السودان على تغيير منهجية التفاوض التي يقودها الاتحاد الأفريقي، بتحويل دور المراقبين إلى وسطاء، مع إضافة الأمم المتحدة، بهدف ضمان جدية المفاوضات، حسب تعبيره.   
وقال مدير إدارة مياه النيل في وزارة الري السودانية عبد الرحمن صغيرون، في تصريح صحافي، إن مستوى تدفق المياه في النيل الأزرق قد عاد إلى معدلاته الطبيعية بعد انتهاء إثيوبيا من الملء الثاني لسد النهضة.
وأشار إلى أن مستوى الفيضانات حتى الآن ضمن المتوسط، وفي أول تصريح رسمي في شأن حجم الملء الثاني للسد، قال المسؤول السوداني إن إثيوبيا حجزت فقط 4 مليارات متر مكعب من المياه.
وقال مراسل قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية من سد الروصيرص، إن مستوى تدفق النيل الأزرق عاد إلى طبيعته بل وفي زيادة مطردة، خصوصاً أن إدارة سد الروصيرص أعلنت أن وارد المياه اليومي بلغ حوالي 500 مليون متر مكعب مقارنة بإيراد الذي بلغ 450 مليونا في اليوم السابق.
ولفت إلى أن وزارة الري السودانية، قالت إن سد النهضة بعد أن أكمل الملء الثاني لم يعد له تأثير على جريان المياه، والوارد من مياه النيل الأزرق وهو ما يشكل نوعا من الطمأنينة في شأن مخاوف نقص المياه بعد تعبئة سد النهضة.
وارتفعت مناسيب النيل الأزرق في السودان بشكل غير مسبوق، وذلك بعد أيام من إعلان إثيوبيا إتمام التعبئة الثانية لسد النهضة.
من جانب آخر، شدد وزير الري المصري محمد عبد العاطي، على مواصلة رفع حالة الاستنفار ودرجة الاستعداد، لإدارة المنظومة المائية بأعلى درجة من الكفاءة، لتوفير الاحتياجات المائية اللازمة لكل القطاعات.   
وكشف أن منسوب بحيرة السد العالي سيزيد مطلع آب المقبل، بسبب زيادة معدلات سقوط الأمطار في منابع النيل.
وأضاف خلال ترؤسه لجنة إيراد النهر على المتابعة اللحظية لكميات المياه الواردة إلى بحيرة السد العالي، والبحث في السيناريوات المختلفة للفيضان.   
 
الموقف الأثيوبي
 في المقابل، أكد وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي مكونين أن تسييس مفاوضات سد النهضة وتدويلها أمر غير ضروري وسيساهم في إعاقة عملية التفاوض. وفق بيان لوزارة لخارجية الإثيوبية صدر عقب لقاء الوزير مع وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو.
ونقل البيان عن المسؤولة الأممية دعم المنظمة الدولية قيادة الاتحاد الأفريقي لعملية التفاوض من أجل التوصل إلى حلول ودية لجميع الأطراف.
ووسط تعثر المفاوضات منذ أشهر، أخطرت إثيوبيا في الخامس من الشهر الجاري، دولتي مصب نهر النيل مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانية للسد بالمياه، من دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراء أحادي الجانب.
وفي الثامن من الشهر ذاته، خلص مجلس الأمن إلى ضرورة إعادة مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.   
 
كمية المياه المحتجزة   
وتوقّع خبير هندسة السدود محمد حافظ في مقابلة مع "الجزيرة"، أن تعمل إثيوبيا على استكمال بناء الأجزاء المتبقية من سد النهضة خلال عام من الآن حتى تتمكن من حجز من 20 إلى 21 مليار متر مكعب بحلول تموز من العام المقبل.
وأضاف أنه كان من المفترض أن يحجز السد 13.5 مليار متر مكعب هذا العام، ولكن تم حجز 3.5 مليارات فقط، مما يعني أنه يتبقى لهم 10 مليارات إضافة إلى 10.5 مليار أخرى العام المقبل.
وأوضح أنه يحق لإثيوبيا حجز 21 مليار متر مكعب من المياه حتى نهاية فيضان العام المقبل، مما سيمكنهم من الوصول إلى المنسوب المطلوب.
وحول تصريحات المسؤولين الإثيوبيين بأن الملء الثاني قد أنقذ السودان من الفيضان، قال حافظ :"فيضان النيل لم يبدأ بعد ليحدث خسائر في السودان، إذ يكون السودان عرضة له في منتصف آب من كل عام عندما يزيد التدفق اليومي عن مليار متر مكعب".
وأكد أن هذه التصريحات سابقة لأوانها وأنه يجب الانتظار إلى منتصف الشهر المقبل لمعرفة مدى صحتها.   
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم