الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

محادثات "مهنية وموضوعية" في جنيف لتهدئة التوتر بين واشنطن وموسكو

المصدر: النهار
 نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
A+ A-
 
أعلنت الولايات المتحدة وروسيا أنّهما أجرتا في جنيف الأربعاء محادثات "مهنية وموضوعية وواقعية"، تمحورت حول الحدّ من التسلّح، وذلك في إطار مساع تبذلها القوتان العظميان لإرساء استقرار في العلاقات المتوترة بينهما.
 ويُعد اللقاء المغلق استكمالاً لقمة جمعت الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي في المدينة السويسرية، وقد وصف الرجلان المحادثات حينذاك بأنها صريحة ومباشرة.
وترأست نائبة وزير الخارجيّة الأميركي ويندي شيرمان، وفد بلادها إلى محادثات جنيف، بينما ترأس نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف وفد روسيا.
ونشرت البعثة الأميركية في جنيف صورتين، يظهر في الأولى رئيسا الوفدين وهما يتبادلان التحية عبر المرفق وخلفها علم أميركي وآخر روسي. ويجلسان في الصورة الثانية وجهاً لوجه بينما يضعان الكمامة.
وأعلن ريابكوف أنه "راض جدا" عن مجريات اللقاء، ووصف المحادثات بأنها "واقعية ومهنية ودقيقة"، وقال إن الاجتماع المقبل سيعقد نهاية أيلول، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية.
وفي واشنطن، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن "المحادثات في جنيف كانت مهنية وموضوعية". 
ومضى قائلاً في بيان :"نحن ملتزمون، حتى في أوقات التوتر، ضمان الاستشرافية (في العلاقات) وتقليص مخاطر اندلاع نزاع مسلّح وحرب نووية".
وأعلن أن الجانبين اتّفقا على التواصل بشكل غير رسمي لتحديد المواضيع التي تتطلب متابعة بانتظار عقد الاجتماع المقبل في أيلول.
وقال إن مسؤولين أميركيين سيقدّمون الخميس في بروكسيل للشركاء في حلف شمال الأطلسي إحاطة حول المحادثات.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أن المحادثات تناولت "الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي وآفاق الحد من التسلّح وتقليص المخاطر".
ومضت قائلة أن الجانبين يتطلّعان إلى "تعزيز التعاون".
لكن ريابكوف شدد على أن واشنطن وموسكو لم تتوصلا إلى اتفاق حول كيفية تخطي الأزمة المرتبطة بالحد من التسلح.
ونقلت عنه وسائل إعلام روسية قوله "الأمر معقد للغاية. هذه المشكلة مهملة منذ زمن طويل ولا زلنا في بداية مسار تبادل وجهات النظر".
ووفقاً لمسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، تحدث للصحافيين شريطة عدم نشر اسمه، فإن "هذا الحوار يتعلّق بالمشاكل التي تتّصل، أو يمكن أن تؤدّي إلى، خطر استخدام أسلحة نووية في أزمة أو في حالة نشوب نزاع، أو تهدّد بزعزعة استقرار العلاقات الثنائية".
 
الحدّ من التسلّح 
وتمحورت المحادثات حول الحدّ من التسلّح، القضية الشائكة التي أبدت إدارة بايدن استعداداً للتعاون فيها مع روسيا.
وضمّ الوفد الأميركي بوني جينكينس التي تمّ مؤخرا تعيينها في منصب نائبة وزير الخارجيّة لشؤون الرقابة على الأسلحة.
وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الاسبوع الماضي "نسعى من خلال هذا الحوار إلى إرساء أسس لإجراءات مستقبلية للحدّ من التسلح وخفض المخاطر".
وقال ريابكوف الثلثاء "علينا أن نفهم" إثر المحادثات مدى "جديّة زملائنا الأميركيين في رغبتهم بإقامة حوار ذات مغزى وحيوي بشأن الاستقرار الاستراتيجي. ... لن أضع سقفاً للتوقعات أعلى مما ينبغي". 
جرى التوافق على إطلاق الحوار حول "الاستقرار الاستراتيجي" خلال قمة جمعت في 16 حزيران الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في جنيف. 
 
توتّرات 
ويُعقد الاجتماع وسط توتّر على جبهات عدّة بين البلدين. وتوعّدت الولايات المتحدة موسكو باتّخاذ إجراءات إذا لم تضع حدّاً لموجة الهجمات الإلكترونيّة التي يُشنّ عدد كبير منها من الأراضي الروسيّة، بحسب ما تؤكّد السلطات الأميركيّة.
وعلى رغم أن موسكو تنفي أي مسؤولية لها عن الهجمات، رحّب بوتين بالجهود التي يبذلها بايدن لجعل العلاقات بين البلدين أكثر قابلية للتنبؤ بها.
إلا أن بايدن استبق المحادثات  باتهامه الثلثاء روسيا بالسعي مجدداً إلى عرقلة سير الانتخابات التشريعية المقرّرة في الولايات المتّحدة العام المقبل من خلال نشرها "معلومات مضلّلة" في بلاده.
وقال خلال زيارة لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية قرب واشنطن "إنّه انتهاك صريح لسيادتنا". وأضاف "لدى بوتين مشكلة حقيقية، فهو على رأس اقتصاد يمتلك أسلحة نووية وآبار نفط ولا شيء غير ذلك.... هذا يجعله أكثر خطورة بالنسبة لي".
ولم تتأخر موسكو في الرد على تصريحات بايدن.
وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف لصحافيين خلال إيجاز صحافي إن التصريحات "خاطئة".
وأضاف "نرى هنا سوء فهم ومعرفة خاطئة عن روسيا المعاصرة"، موضحاً إن بلاده "قوة نووية لكنّها قوة نووية مسؤولة للغاية ... نعم لدينا قطاع نفط وغاز لكنّ القول إنه ليس لدى روسيا شيء آخر هو خطأ جوهري". 
وشدد المسؤول الروسي على أنّه ليس لدى بلاده "أي نيّة للتدخّل في العمليات الانتخابية في بلدان أخرى".
ومن شأن تصريحات بايدن والرد الروسي عليها أن تخفّض من سقف التوقعات المنتظرة من الاجتماع الثنائي. 
لكنّ الباحث في معهد موسكو للعلاقات الدولية أندريه باكليتسكي، قال مؤخراً لرابطة الصحافيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في جنيف، متحدّثاً بصفة شخصية، إنّ انبثاق مجموعات عمل عن المحادثات قد يشكل مؤشراً مثيراً للاهتمام حول مضمونها.
واعتبر أن من شان ذلك أن يعكس أولويات الطرفين وكيف سارت المناقشات.
وخلال إعلانهما عن إطلاق الحوار حول "الاستقرار الاستراتيجي"، شدد بوتين وبايدن على أنه حتى في ذروة الحرب الباردة، كانت موسكو وواشنطن على اتصال تجنّباً للأسوأ.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم