الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

اغتيال فخري زاده... والآمال بالعودة إلى الاتفاق النووي

المصدر: "النهار"
سميح صعب
سميح صعب
نتنياهو متناولاً في حديثة سيرة فخري زاده (أ ف ب).
نتنياهو متناولاً في حديثة سيرة فخري زاده (أ ف ب).
A+ A-
 
عملية اغتيال محسن فخري زاده الذي يوصف بأنه "رأس البرنامج النووي الإيراني" الجمعة في طهران، خلطت الأوراق في توقيت حرج لكلٍ من إيران وللرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن. إذ أن الطرفين كانا يستعدان لطي سنوات الإضطراب، التي سادت العلاقات الأميركية-الإيرانية في عهد دونالد ترامب. 

الأمور باتت أكثر تعقيداً الآن. لم يعد من السهل على طهران الذهاب إلى المفاوضات والقفز فوق واقع التعقيدات التي طفت على سطح العلاقات الأميركية-الإيرانية، نتيجة سياسة "الضغط الأقصى" التي مارسها ترامب منذ انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018. 

لقد شلت العقوبات الاقتصاد الإيراني، وأبرز دليل على ذلك تهاوي سعر صرف الريال إلى مستويات قياسية، بعد "تصفير" صادرات النفط تقريباً واستهداف القطاع المصرفي وغيره من القطاعات بعقوبات غير مسبوقة. 


وفضلاً عن العقوبات الاقتصادية، تعرضت إيران لعدد من عمليات الاختراق الأمني لمنشآت نووية وصناعية وحتى المرافىء لم تسلم من عمليات تفجير وحرائق، واغتيلت شخصيات عسكرية وأمنية لها وزنها، كان أبرزها قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني في 3 كانون الثاني. 

والآن، اغتيل فخري زاده الذي يعتبر أبرز شخصية في البرنامج النووي الإيراني، والذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ذكره بالاسم قبل عامين عند عرضه ل"مخاطر" هذا البرنامج. 


كانت إيران طوال العامين الماضيين في موقع المتلقي للضربات الإسرائيلية في سوريا وفي الداخل. وهذا ما انعكس تعزيزاً لمعسكر المحافظين في الداخل الإيراني، فاكتسح هؤلاء انتخابات مجلس الشورى وتراجع الإصلاحيون الذين يقودهم الرئيس حسن روحاني. 

ويتهيأ المحافظون الآن لخوض غمار الانتخابات الرئاسية في حزيران المقبل. وكان لافتاً إعلان حسين دهقان المستشار العسكري لمرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أوائل الأسبوع ترشحه للرئاسة، فيما كل الترجيحات تصب في مصلحة المعسكر المحافظ عموماً. 


وقد نزع انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وما تلاه من عقوبات وانهيار اقتصادي، أوراق القوة، من أيدي الإصلاحيين الذين كانوا يراهنون على أن الاتفاق النووي عام 2015، سيحدث نمواً في الاستثمار والرساميل وخلق فرص عمل وتنشيط الدورة الاقتصادية. 


كل ذلك تبخّر، مع إعادة ترامب فرض العقوبات وتشديدها وممارسة سياسة "الضغط الأقصى" لحمل إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات وتعديل الاتفاق النووي معها ليشمل قيوداً على التجارب الصاروخية ونفوذها الإقليمي. 

الضغط الذي مارسه ترامب، صبّ في مصلحة المعسكر المحافظ في إيران، الذي يرفض مبدأ التفاوض من الأساس مع الولايات المتحدة. 

والآن، بعد الاستهدافات الأمنية التي تتعرض لها إيران على نطاق واسع، ستتعزز قبضة المحافظين أكثر، وتضعف حجج الإصلاحيين. 

وعلى الضفة الأميركية، سيجد بايدن عندما يدخل البيت الأبيض أن طريق العودة إلى الاتفاق النووي معبد بالألغام، التي زرعها ترامب، وتالياً لن يكون من السهولة بمكان العودة إلى ما قبل عام 2015.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم