الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

استئناف المفاوضات لمرحلة ما بعد بريكست... ما هي نقاط الخلاف الأساسية؟

المصدر: "أ ف ب"
المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه في لندن لاستئناف مفاوضات ما بعد بريكست (أ ف ب).
المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه في لندن لاستئناف مفاوضات ما بعد بريكست (أ ف ب).
A+ A-
وصلت المناقشات بين البريطانيين والأوروبيين حول العلاقة التجارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى لحظة حرجة، قبل حوالى شهر من انتهاء الفترة الانتقالية.
 
والتقى المفاوضان الأوروبي ميشال بارنييه والبريطاني ديفيد فروست، اليوم، في لندن، لاستئناف مفاوضات ما بعد بريكست. وفي حال فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق، ستطبق قواعد منظمة التجارة العالمية، ما سيفرض تلقائياً رسوماً جمركية على حركة البضائع بين لندن وأوروبا.

ولا تزال القوانين الأوروبية تحكم المبادلات التجارية مع بريطانيا منذ خروجها رسمياً من التكتل في كانون الثاني، عملاً باتفاق مرحلي تنتهي مدته مع انتهاء العام. وهذا يعني أنّ لندن ستخرج من منطقة التجارة والجمارك الأوروبية بعد خمسة أسابيع، فيما المحادثات لا تزال متعثرة عند مسألة حقوق صيد السمك وقواعد التجارة النزيهة.
 
 
في الآتي، آخر نقاط الخلاف الثلاث التي ما زالت تعرقل إبرام اتفاق وتثير مخاوف من احتمال عدم التوصل إلى تفاهم بحلول نهاية العام.
 
 
صيد السمك
كان الأوروبيون وعدوا باتفاق سريع بشأن صيد السمك  لتهدئة صياديهم الذين يخشون من أن يخسروا إمكانية دخول المياه البريطانية الغنية بالسمك.
 
لكنّ تصلّب المواقف على ضفتي بحر المانش، جعل التوفيق بين الطرفين صعباً. فالجانب الأوروبي يصرّ على إبقاء الوضع على ما هو عليه في ما يتعلق بدخول هذه المياه، ولندن تريد سيطرة كاملة وتحديد حصص يتم التفاوض عليها كل سنة.

هذا النشاط لا يمثل سوى جزء ضئيل من اقتصاد الدول ال27 والمملكة المتحدة، إذ يقوم الأوروبيون بصيد ما قيمته 635 مليون يورو كل عام في المياه البريطانية، والبريطانيون 110 ملايين في مياه الاتحاد الأوروبي. 

مع ذلك تبقى هذه القضية قابلة للانفجار ومسيسة جداً من قبل عدد قليل من الدول الأعضاء (فرنسا واسبانيا وبلجيكا وهولندا والدنمارك وإيرلندا). أما البريطانيون فأدركوا الفائدة التي يمكن أن يجنوها من هذا الملف في المفاوضات.
 
وباتت الدول الـ27 متفقة على أن الوضع لا يمكن أن يبقى على حاله وقد يقوم كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه بصياغة اقتراح لعرضه على لندن في الأيام المقبلة. لكن أي خسارة أوروبية في المياه البريطانية يفترض أن يتم التعويض عنها بخسارة بريطانية في المياه الأوروبية. 


المنافسة
الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم اتفاقية تجارية غير مسبوقة إلى لندن من دون رسوم جمركية أو حصص، لكن من دون أن يسمح بأن يتطور على أبوابه اقتصاد غير منضبط قد ينافسه بشكل غير نزيه.
 
لا يمكن مثلاً السماح للمملكة المتحدة بالتسبب بمزيد من التلوث، بينما يتعين على المنتجين في القارة احترام معايير بيئية صارمة. وللمفوضية الأوروبية طلب واحد بشأن البيئة وكذلك قانون العمل أو الشفافية الضريبية وهو أن يتعهد البريطانيون بعدم تقليصها. 
 
لكنها تدعو أيضاً إلى وضع "بند للتطور" لتحسين هذه المعايير الدنيا على مر الوقت لتبقى "قواعد اللعبة" عادلة. ومن بين الإمكانيات أن يقترح كل طرف عمليات تحديث يمكن الاتفاق عليها بعد ذلك. 
 
يذهب الاتحاد الأوروبي أبعد من ذلك في موضوع يقلقه بشكل خاص، وهو المساعدات الدولة. فهو يخشى أن تدعم المملكة المتحدة بقوة شركاتها واقتصادها بينما القواعد الأوروبية صارمة جدا في هذا المجال. وقد يكون الحل هو وضع آلية للتشاور يبلغ في إطارها كل طرف الطرف الآخر بخططه للدعم المالي وحتى تحديد قواعد مشتركة. 

في حال وجود خلاف حول بعض المعايير، يرغب الاتحاد الأوروبي في أن يكون قادرا على اللجوء إلى تدابير مضادة أحادية الجانب وفورية مثل الرسوم الجمركية.
 
لكن المفوضية الأوروبية تحذر من أنها لن تقبل نهجاً "انتقائياً" من شأنه أن يسمح للمملكة المتحدة بالتخلي عن قواعد معينة، على حساب رسوم جمركية قد تكون لندن مستعدة لقبولها.


الحوكمة
لم تتوصل لندن وبروكسل بعد إلى اتفاق بشأن "حوكمة" الاتفاق المستقبلي، ولا سيما الآليات التي يجب وضعها في حال حدوث نزاع. 
 
وإنجاز النص المقبل قانونياً أساسي للأوروبيين منذ مشروع القانون البريطاني الأخير الذي يشكك في أجزاء معينة من المعاهدة السابقة المبرمة بين الطرفين، وهي اتفاقية الانسحاب التي تحكم مغادرة المملكة المتحدة في 31 كانون الثاني والفترة الانتقالية التي تنتهي في نهاية العام الجاري.

ألحق هذا التغيير ضرراً كبيراً بثقة المفوضية في بريطانيا. ويتفاوض الطرفان على آلية لتسوية المنازعات، أي محكمة للتحكيم في حال خرق الاتفاقية على غرار ما هو موجود في معاهدات تجارية أخرى في العالم.
 
من جهة أخرى، يمكن للمفوضية الأوروبية أن تقدم تنازلاً عن رغبتها في أن تلعب محكمة العدل الأوروبية التي تتخذ من لوكسمبورغ مقرا لها، دوراً في هذه العملية في أي مسألة تتعلق بالقانون الأوروبي. 
 
في مواجهة تحفظات لندن، تدرس المفوضية الآن إمكانية عدم ذكر محكمة العدل الأوروبية في النص المستقبلي وتجنب أي إشارة إلى "قانون المجتمع" ، وفقاً لعدة مصادر أوروبية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم