الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

استنكار دوليّ غداة اليوم الأكثر دموية في بورما منذ الانقلاب: "درك جديد" في القمع

المصدر: "أ ف ب"
الشهداء في بورما (أ ف ب).
الشهداء في بورما (أ ف ب).
A+ A-
نزل المتظاهرون مجددا إلى الشوارع الأحد في بورما غداة يوم القمع الأكثر دموية منذ الانقلاب في الأول  شباط مع مقتل 107 أشخاص على الأقل بينهم سبعة أطفال، في أعمال عنف نددت بها المجموعة الدولية بشدة.

وكان الناشطون المطالبون بإعادة الديموقراطية دعوا الى تظاهرات السبت، بالتزامن مع تنظيم الجيش عرضا عسكريا ضخما سنويا أمام قائد الجيش الذي بات يترأس الآن المجموعة العسكرية الجنرال مين اونغ هلاينغ.

وقالت منظمة مساعدة السجناء السياسيين، وهي منظمة غير حكومية تحصي عدد القتلى منذ الانقلاب إن "90 شخصا على الأقل قتلوا" ليل السبت.

وأضافت المنظمة أن عدد القتلى منذ الانقلاب ارتفع الى 423 على الاقل.

في بيان مشترك، قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه والمستشارة الخاصة للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية أليس ويريمو نديريتو، إنه "يجب فورا وقف الأعمال المخزية والجبانة والوحشية لعناصر الجيش والشرطة الذين صوروا وهم يطلقون النار على المتظاهرين أثناء فرارهم ولم يستثنوا حتى الأطفال الصغار". 

وأفادت قناة "مياوادي تي في" التابعة للجيش عن سقوط 45 قنيلا وتوقيف 552 شخصا السبت، مبررة القمع بالقول إن المتظاهرين استخدموا أسلحة وقنابل ضد القوات المسلحة.

وتشهد بورما أزمة خطرة منذ أطاح انقلاب عسكري بالحكومة المدنية بزعامة أونغ سان سو تشي.

ويتظاهر البورميون مرة جديدة الأحد للمطالبة بإعادة الديموقراطية فيما تنظم مراسم دفن في مختلف أنحاء البلاد .

ونزل متظاهرون في وقت مبكر الأحد حاملين الاعلام الى شوارع باغو بشمال شرق رانغون وفي مونيوا (وسط) ومدينة موي كونغ الصغيرة في ولاية كاشين (شمال).

في ماندالاي وجهت عائلة آيي كو وهو أب لأربعة أطفال قتل ليل السبت الاحد تحية له خلال مراسم نظمت الأحد.

وقال أحد أقربائه لوكالة فرانس برس: "كان المعيل الوحيد للعائلة، وخسارته تشكل خسارة كبيرة لنا".

- "درك جديد" -
وندد قادة الجيش في 12 دولة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وألمانيا السبت باستخدام بورما القوة القاتلة ضد المتظاهرين المدنيين العزل.

وجاء في بيان مشترك: "بصفتنا قادة أركان، ندين استخدام القوة القاتلة ضد أشخاص عزل من قبل القوات المسلحة البورمية وأجهزة الأمن" مضيفا أن "جيشا محترفا يتبع المعايير الدولية في سلوكه ولديه مسؤولية حماية الشعب الذي يخدمه وليس إيذاءه".

وأضاف البيان: "نحض القوات المسلحة في بورما على وقف العنف والعمل على استعادة احترام الشعب البورمي وثقته بعدما فقدتهما بسبب تصرفاتها". 

وكانت الأمم المتحدة أشارت الى تقارير تتحدث عن "عشرات القتلى بينهم أطفال ومئات الجرحى" فيما ندد أمينها العام أنطونيو غوتيريش ب"أشد العبارات" بهذه "المجزرة".

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تويتر عن صدمة واشنطن من "سفك الدماء الذي ترتكبه القوات الأمنية البورمية" فيما رأى وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن المجموعة العسكرية بلغت "دركا جديدا" في قمع المتظاهرين السبت.

من جهتها، دعت السفارة الأميركية في رانغون رعاياها إلى الحد من تنقلاتهم الأحد.

وكتبت الهيئة القنصلية في تغريدة: "في حال الاضطرار للتنقل، يجب توخي الحذر والتأكد من أن يكون هناك فرصة للتواصل مع عائلاتكم اثناء ذلك".

وتعرض المركز الثقافي الأميركي في رانغون لطلقات نارية السبت.

وخلال خطابه السبت في اليوم التقليدي للقوات المسلحة، دافع قائد المجلس العسكري الجنرال هلاينغ مجددا عن الانقلاب وتعهد تسليم السلطة بعد انتخابات جديدة.

لكنّه وجه تهديدًا جديدا للحركة المناهضة للانقلاب محذّرا من أن أفعال "الارهاب التي يمكن أن تضر باستقرار وأمن البلاد" غير مقبولة. وقال إنّ "الديموقراطية التي نرغب بها ستكون غير منضبطة إذا لم يحترموا القانون وإذا انتهكوه".

ومساء السبت خلال مسابقة جمال دولية في بانكوك، غصت مرشحة بورما هان لاي بالدموع داعية الى السلام.

وقالت في خطاب مؤثر: "انا آسفة فعلا لكل الاشخاص الذين فقدوا حياتهم في الشارع" مضيفة "ساعدوا بورما من فضلكم، نحن بحاجة لمساعدتكم الدولية".

واندلع العنف في كل انحاء البلاد حيث استخدم الجيش الرصاص الحي في أكثر من 40 منطقة من البلاد، بما يشمل رانغون أكبر مدن بورما بحسب جمعية مساعدة السجناء السياسيين.

- "عمل غير إنساني"-
وأضافت الجمعية أن "قوات المجموعة العسكرية أطلقت النار بالاسلحة الرشاشة على مناطق سكنية ما أدى الى مقتل العديد من المدنيين بينهم ستة أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و 16 عاما". وقالت إن "قيام النظام العسكري غير الشرعي باستهداف الأطفال هو عمل غير إنساني فادح".

وأصيب صحافي من منطقة كايختو في ولاية مون (جنوب شرق) بجروح بالرصاص في الساق.

وبموازاة ذلك، أعلن "الاتحاد الوطني للكارن" وهو مجموعة متمردين من أقلية كارن الاتنية انه تعرض لقصف جوي من المجموعة العسكرية الحاكمة في شرق البلاد السبت، بعد ساعات على استيلاء المجموعة المتمردة على قاعدة عسكرية.

ولم تعلق السلطات على هذه الاتهامات ولم يعرف إن كان الهجوم أسفر عن سقوط قتلى أو جرحى.

وقالت هسا مون، وهي من اتنية الكارن وناشطة في مجال حقوق الإنسان، إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب ثمانية على الاقل بجروح. وأوضحت لوكالة فرانس برس أن "الناس قلقون لمعرفة ما إذا كانت الغارات الجوية ستتكرر اليوم".

ويشكل هذا العمل أول هجوم جوي من نوعه منذ استيلاء الجيش على السلطة ضد اللواء الخامس لاتحاد كارن الوطني، إحدى كبرى الجماعات المسلحة في البلاد والذي يقول إنه يمثل شعب كارن.

وأجبرت ضربات جوية جديدة الأحد ألفي شخص على النزوح من قريتين في ولاية كارن وعبور الحدود نحو تايلاند للاحتماء، وفق هسا مون.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم