الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نقاط تشابه بين العملات المشفرة وأزمة الرهون العقارية؟

المصدر: "النهار"
تقليد مادي لبعض من آلاف العملات المشفرة المتاحة للتداول - "أ ف ب"
تقليد مادي لبعض من آلاف العملات المشفرة المتاحة للتداول - "أ ف ب"
A+ A-

ذكر الكاتب السياسي في صحيفة "نيويورك تايمس" بول كروغمان أنّ قيمة السوق الإجمالية للعملات المشفرة بلغت قرابة 3 تريليون دولار في الخريف الماضي. لكن منذ ذلك الحين، انهارت الأسعار فمحت نحو 1.3 تريليون دولار من القيمة السوقية.

رأى كروغمان أنّ هنالك نقاط تشابه غير مريحة مع أزمة الرهون العقارية في العقد الأول من الألفية الحالية. ليس أنّ العملات المشفّرة تهدد النظام المالي لأنّ الأرقام ليست كبيرة بما يفكي كي تفعل ذلك. لكن هنالك أدلة متزايدة على أن مخاطر العملات المشفرة تقع بشكل غير متناسب على أشخاص لا يعلمون إلى أين هم متجهون إضافة إلى أنهم غير مهيئين بشكل جيد للتعامل مع تلك المخاطر.

يمكن أن تتعافى قيمة العملات المشفرة لتصل إلى ذروة جديدة كما فعلت في الماضي. لكن حالياً، الأسعار في هبوط مستمر. من هم الخاسرون؟

يرجّح الكاتب ألّا تتسبّب العملات المشفرة بأزمة اقتصادية شاملة. حتى خسائر بقيمة 1.3 تريليون دولار لا تشكل سوى 6% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة. وهي ليست إلا ضربة صغيرة جداً بالمقارنة مع تأثيرات انخفاض قيمة السكن عندما انهارت فقاعة الإسكان.

كذلك، إن النشاطات المرتبطة بهذه السوق مثل تعدين البيتكوين، وبينما هي مدمرة بيئياً، تبقى ذات تأثير هامشي بالمقارنة مع بناء المساكن التي أدى انخفاض أسعارها دوراً كبيراً بالتسبب في الركود العظيم.   

يبدو أن المستثمرين في العملات المشفرة مختلفون عن المستثمرين في الأصول المحفوفة بالمخاطر مثل الأسهم والذين يتألفون بشكل غير متناسب من البيض المقتدرين ذوي التعليم الجامعي. وفقاً لمسح أجرته شركة "نورك" للأبحاث، إنّ 44% من المستثمرين في العملات المشفرة هم من غير البيض، و55% منهم غير حاصلين على شهادة جامعية. يتطابق ذلك مع دليل أولي على أنّ الاستثمار في العملات المشفرة أصبح شعبياً بين الأقليات والطبقة العاملة.

تشيد "نورك" بهذا الواقع الذي يسمح بفتح "فرص استثمارية لمستثمرين أكثر تنوعاً". لكن الكاتب يتذكر الأيام التي كان يحتفى فيها بالرهون العقارية على قاعدة أنها طريق تؤمن منافع ملكية المنازل لمجموعات كانت مستثناة في الماضي. لكن تبيّن أنّ العديد من المقترضين لم يكونوا مدركين لما كانوا مقبلين عليه. وحذّر حينها المسؤول في الاحتياطي الفيديرالي نيد غرامليش متسائلاً عن سبب بيع أكثر القروض مخاطرة إلى المقترضين الأقل خبرة. وعاد المسؤول ليقول: "السؤال يجيب عن نفسه".

والعملات المشفرة، مع التذبذب الكبير في قيمتها، تحمل المقدار نفسه من المخاطرة التي تحملها الأصول، بحسب كروغمان.

يعترف الكاتب بأنه ربما ينتمي إلى فئة لا ترى في العملات المشفرة سوى وسيلة لتبييض الأموال أو التهرب الضريبي. ربما يمثل ارتفاع تقييم البيتكوين ومنافساتها ما هو أكثر من مجرد فقاعة، حيث يشتري الناس أصلاً فقط لأن آخرين جنوا أموالاً منه في الماضي. ولا بأس في أن يراهن المستثمرون ضد المشككين.

لكنّ كروغمان يشير إلى أنّ على المستثمرين في هذه العملات أنه يكونوا مجهّزين بما يكفي لإصدار الحكم الصائب وآمنين مالياً لتحمل الخسائر إذا تبين أن المشككين محقون. لكنه لا يعتقد أن هذا ما يجري حالياً.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم