الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"درس جيّد" وقرار "غير منطقي"... مقاطعة البضائع الفرنسية تثير جدلاً في تركيا

المصدر: "أ ف ب"
متجر للعلامة التجارية الفرنسية "لويس فويتون" في منطقة نيسانتاسي في اسطنبول (أ ف ب).
متجر للعلامة التجارية الفرنسية "لويس فويتون" في منطقة نيسانتاسي في اسطنبول (أ ف ب).
A+ A-
بين من يرى أنها "درس جيد طال انتظاره"، أو إجراء "غير منطقي" و"يستحيل تطبيقه"، عبّر الأتراك، اليوم، عن آراء متباينة، غداة دعوة رئيسهم رجب طيب إردوغان لمقاطعة المنتجات الفرنسية.
 
ويبدو في الوقت الراهن، أنّ دعوة الرئيس التركي إلى الابتعاد عن العلامات التجارية الفرنسية لا تلقى سوى استجابة قليلة نسبيًا: يدخل الناس وهم يضعون أقنعة واقية كالمعتاد إلى متجر "كارفور" الذي يحمل العلامة التجارية الفرنسية، في حي شيشلي الضاج بالحياة في إسطنبول.
يخرج دايم كارا البالغ من العمر 51 سنة ويداه محملتان بالمشتريات. ورغم أنه يؤيد المقاطعة، يدافع عن نفسه قائلاً وهو يشير إلى ما يحمله: "أشتري من (كارفور)، لكن هذه منتجات تركية".
 
ويقول: "أؤيّد الدعوة للمقاطعة لأنهم يهددون تركيا. إنهم يحتقرون المسلمين".
 
توترت العلاقات بين باريس وأنقرة، العضوين في حلف شمال الأطلسي، بشكل كبير منذ العام الماضي، ويرجع ذلك على وجه الخصوص إلى الدعم الفرنسي للفصائل الكردية السورية والخلافات حول ليبيا والتنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط.
 
لكن، نادراً ما شهدت العلاقات الثنائية مثل هذه الأزمة في التاريخ المعاصر. فبعد أن دعا إردوغان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "فحص صحته العقلية"، استدعت فرنسا السبت، سفيرها في أنقرة.
 
وجدّد الرئيس التركي، الاثنين، تهجمه الشخصي، متهماً ماكرون بقيادة "حملة كراهية" ضد المسلمين بسبب دعمه حرية نشر رسوم كاريكاتورية تمثل النبي محمد، الأمر الذي يعد من المحرمات في الإسلام.
 
من جانبه، يرى محمود أتيلا، المتقاعد البالغ 70 عاماً، أنّ دعوة إردوغان لن تغير في الأمر شيئاً. ويقول: "في أي حال، أنا بالفعل أقاطع المنتجات الفرنسية. لكنني أقطاع أيضاً المنتجات الأميركية، فأنا لا أشرب الكولا. لدينا عصير فواكه وعصير برتقال محلي جيد. أفضل أن أشرب ذلك".
 
ويقول مراد البالغ ثلاثين عاماً، وهو يجلس في مقهى غير بعيد، إنه يعتقد أن "الأمر تأخر كثيراً. علينا أن نلقن ماكرون درساً جيداً".
 
على موقع "تويتر"، نشر أنصار إردوغان قوائم بالعلامات التجارية الفرنسية التي يدعون لعدم شرائها، لكنهم نسوا كما أشار مستخدمو إنترنت آخرون، إدراج علامة "هيرمس" التجارية الفاخرة التي تحظى بإعجاب السيدة الأولى في تركيا.
 
ومن الصعب توقّع تأثير دعوة إردوغان على المبادلات التجارية بين تركيا وفرنسا والتي بلغت ما يقرب من 15 مليار يورو العام الماضي. لكن، لا يبدو في أي حال أنها أثارت الحماسة نفسها التي أثارتها دعوته في عام 2018 إلى تجنب شراء الأجهزة الإلكترونية الأميركية أثناء التوتر بين أنقرة وواشنطن.
 
حينها، صوّر عدد من الأتراك أنفسهم وهم يكسرون جهاز "آيفون" الخاص بهم بمطرقة أو تحت عجلات سيارتهم. لم يحدث أي شيء من هذا القبيل هذه المرة.
 
ويجدر القول إن التوترات بين فرنسا وتركيا تأتي في وقت يتعثر الاقتصاد التركي المتضرر بشدة من وباء فيروس كورونا المستجد، وهذا يسبب قلقاً لدى كثير من الأتراك. فقد تراجعت الليرة التركية التي فقدت أكثر من 25 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام، مجدداً في أعقاب تصريحات إردوغان الأخيرة، مسجلة أدنى مستوى لها على الإطلاق الثلاثاء عند 8,15 مقابل الدولار في الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش.
 
في هذا السياق، يُخشى أن يكون للدعوة إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية "تأثيرات سلبية على تركيا"، كما يقول غوزيد كوسيفوغلو الذي يرى أن هذا القرار "غير المنطقي اتُخذ تحت تأثير الانفعال".
 
وقال هذا الموظف في قطاع السياحة الذي يشهد أزمة: "يجب ألا ننسى أن العديد من المنتجات ذات العلامات التجارية الفرنسية تُصنع هنا. وهذا يوفر فرص عمل لعدد كبير من الأتراك".
 
وتُعدّ الشركات الفرنسية مصدراً رئيسياً للوظائف في تركيا، من مصنع إنتاج سيارات "رينو" في بورصة في شمال غرب البلاد إلى المحلات التي لا حصر لها، للعلامات التجارية الفرنسية الفاخرة في اسطنبول، مروراً بشركات التأمين والمنكهات الغذائية.
 
ويقول مراد كايماز البالغ 47 عاماً: "في عالم تتشابك فيه الروابط التجارية، لا تبدو لي (المقاطعة) أمراً منطقياً جداً (...) كما من المستحيل تطبيقها".
 
ويضيف: "إذا كان المنتج ذا جودة ويناسبني فأنا لا أعير اهتماماً كبيراً لمصدره. لا يهم ما إذا كان إيطالياً أو فرنسياً".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم