الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

منفذ هجوم الطعن في باريس أقر باستهداف "شارلي إيبدو" وزير الداخلية: نحن في حرب ضد الإرهاب الإسلامي

المصدر: النهار
جنود فرنسيون في المكان الذي حصل فيه حادث الطعن قرب المقر السابق لصحيفة "شارلي إيبدو" الاسبوعية الساخرة في باريس الجمعة.   (أ ف ب)
جنود فرنسيون في المكان الذي حصل فيه حادث الطعن قرب المقر السابق لصحيفة "شارلي إيبدو" الاسبوعية الساخرة في باريس الجمعة. (أ ف ب)
A+ A-
 
أقر المشتبه فيه  الرئيسي في الهجوم الذي أسفر الجمعة عن إصابة شخصين بجروح قرب مقر صحيفة "شارلي إيبدو" السابق في باريس، بارتكابه الهجوم، مبررا فعلته بإعادة نشرها الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، وقال إنه كان يستهدفها، وفق مصادر قريبة من التحقيق.
 
وقال المصدر إن الفاعل اعتقد أن المبنى المستهدف لا يزال يضم مقر هيئة تحرير الصحيفة الساخرة.
 
وأوقفت الشرطة المشتبه فيه الرئيسي في ساحة باستيل بعيد الهجوم الذي أسفر عن سقوط جريحين، وهو مولود في باكستان ويبلغ الثامنة عشرة ويدعى حسن ا.، وقد وصل إلى فرنسا قبل ثلاث سنوات عندما كان قاصرا.
وأبلغ مصدر قضائي، أنه تم تمديد توقيف المشتبه فيه 24 ساعة. ولا يزال ثمانية أشخاص قيد التوقيف في القضية في إطار التحقيق الذي تجريه النيابة العامة لقضايا مكافحة الإرهاب، وهم شقيقه الأصغر، وأحد معارفه، وخمس رجال كانوا في أحد أماكن إقامته في ضاحية باريس، وشريك سكن سابق له. وقال مصدر قريب من الملف، إن الأمر يتعلّق بفهم "بيئة" المشتبه فيه الرئيسي، لأن "كل المعطيات تدل على أنه تصرّف منفردا". 
 
وتحدّث المصدر عن تسجيل فيديو "لم يتم التأكد تماما من صحته بعد" يظهر رجلا "من المرجّح جدا" أن يكون حسن ا. "يغني، يبكي، يتحدث عن الرسوم الكاريكاتورية للنبي ويعلن الانتقال إلى التنفيذ في ما يشبه البيان".
 
لكن المصدر يؤكد "عدم وجود مبايعة لأي منظمة".
 
ووقع هجوم الجمعة فيما تتواصل المحاكمة في الهجوم الدامي الذي استهدف مقر "شارلي إيبدو" في كانون الثاني 2015.
فقد هاجم شاب بسلاح أبيض شخصين أمام وكالة أنباء "بروميير لينيه"، التي يقع مقرها في المبنى الذي كان يضم مقر "شارلي إيبدو" عام 2015.
وقال بول موريرا وهو أحد مديري "بروميير لينيه" : "وصل رجل وهاجم بساطور موظفَين كانا يدخنان أمام المبنى، وهما رجل وامرأة". وأوضح أنهما أصيبا "في الجزء العلوي من الجسم" أحدهما في الرأس.
لكن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، الذي حضر إلى موقع الحادث الجمعة، أكد أن حياتهما ليست في خطر.
 
وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، رجّح أن يكون الهجوم "عملا إرهابيا إسلاميا"، وأوضح في تصريح لمحطة "فرانس 2" التلفزيونية الفرنسية، أن الهجوم وقع "في الشارع الذي كان يضم مقر "شارلي إيبدو"، وهذا هو النهج المتبع من قبل الإرهابيين الاسلاميين ومما لاشك فيه هو هجوم دام جديد على بلدنا".
 
واستلمت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب التحقيق في القضية التي أحيت ذكرى عام 2015 المؤلمة في فرنسا، إذ شهدت البلاد خلاله هجمات على "شارلي إيبدو" في كانون الثاني وأخرى أكثر دموية في 13 تشرين الثاني.
 
وأتى هذا الهجوم وقت تتعرض هيئة تحرير "شارلي إيبدو" لتهديدات جديدة منذ إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في 2 أيلول تزامنا مع بدء المحاكمة التي تستمر حتى 10 تشرين الثاني.


إطلاق مشتبه فيه 
وقال مصدر مقرب من الملف، إن الرجل الذي أوقف الجمعة لا يوجد لديه ملف حول الإرهاب ويتحدث قليلا الفرنسية.
 
واعترف المنفذ بالوقائع، وفقا لمصدر مطلع على الملف. وبرر عمله بأنه "لم يتمكن من تحمل إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تمثل النبي محمد".
 
وقال وزير الداخلية إنّ المنفذ وصل إلى فرنسا قبل ثلاث سنوات، وأوقف في حزيران لحيازته سلاحا أبيض عبارة عن "مفتاح براغي".
 
وأقر دارمانان أنه جرى "إساءة تقدير" مستوى التهديد في شارع نيكولا أبير حيث جرى الهجوم. وأضاف: "حصل هجوم، عندما يحصل هجوم، فإنه من الواضح أنه كان بمقدورنا القيام بعمل أفضل". وأوضح أن هيئة تحرير "شارلي إيبدو" غادرت المقر قبل "أربعة أعوام"، وأن الشارع المعني لم يكن يتعرض "لأي تهديد" مباشر.
وقد نفذت الشرطة عمليات دهم في أماكن إقامة المنفذ، وهما فندق اجتماعي في سيرجي وآخر في بانتان في الضاحية الشمالية لباريس.
 
وفي بانتان، وصف جيران المنفذ الشاب بأنه "متحفظ" و"مهذب".
 
وفي المقابل، أفرج عن مشتبه فيه ثان تواجد في مكان الهجوم الذي وقع بسلاح أبيض، وهو جزائري في الثالثة والثلاثين "بعد تبرئة ساحته" بحسب المصدر القضائي نفسه.
 
وأكدت محاميته لوسي سيمون : "يجب أن يقدم كبطل، لقد كان تصرفه بطولياً"، موضحةً أنه حاول توقيف المهاجم. 
 
وفي السابع من كانون الثاني 2015، قتل الأخوان شريف وسعيد كواشي 11 شخصا في هجوم استهدف هيئة تحرير الصحيفة الأسبوعية الساخرة قبل أن يلوذا بالفرار ويقتلا شرطيا.
 
وأدت سلسلة اعتداءات شهدتها فرنسا منذ كانون الثاني 2015 إلى مقتل 258 شخصا. ولا يزال  مستوى التهديد الإرهابي "مرتفعا جدا" بعد خمس سنوات على ذلك كما تقول وزارة الداخلية.
 
وأمس، قال دارمانان، خلال زيارة لكنيس يهودي في بولونيه-بيانكور قرب باريس في مناسبة عيد الغفران اليهودي، إنه "هنا لتذكير  الفرنسيين بالواقع. نحن في وضع دقيق جداً، نحن في حرب ضد الإرهاب الإسلامي، وربما قمنا بشكل جماعي بتناسي ذلك إلى حد ما".
 
وذكّر بأنه تم إحباط "32 هجوماً" في فرنسا على مدى السنوات الثلاث الماضية، موضحاً أن ذلك "يساوي تقريباً هجوماً كل شهر". 
 
وقال إن "اليهود خصوصاً هم هدف للهجمات الإسلامية"، متحدثاً عن "774 نقطة" من مدارس ومعابد "خاضعة للحماية" وتعبئة أكثر من 7 آلاف شرطي وعسكري الأحد في عيد الغفران. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم