الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

المبنى المنهار في فلوريدا كان "يعاني أضراراً هيكليّة كبيرة": ارتفاع حصيلة القتلى إلى 5 أشخاص

المصدر: أ ف ب
المبنى المنهار جزئيًا في سورفسايد شمال ميامي بيتش بفلوريدا (25 حزيران 2021، أ ف ب).
المبنى المنهار جزئيًا في سورفسايد شمال ميامي بيتش بفلوريدا (25 حزيران 2021، أ ف ب).
A+ A-
ارتفع عدد القتلى، من جراء انهيار المبنى السكني قرب ميامي، إلى خمسة، بينما ما زال المسؤولون يأملون العثور على ناجين تحت أنقاض البرج الذي حذر تقرير هندسي قبل ثلاث سنوات من وجود "أضرار هيكلية كبيرة" فيه.

أبرز ارتفاع الحصيلة بواقع وفاة واحدة بطء عملية البحث وصعوبتها بعد أكثر من يومين من انهيار جزء من المبنى المكون من 12 طبقة والمطل على المحيط في سورفسايد قرب ميامي بيتش، بينما كان سكان نائمين في الداخل.

وقالت رئيسة بلدية  ميامي-ديد دانييلا ليفين كافا للصحافيين مساء السبت: "عثرت فرق البحث والإنقاذ التابعة لنا اليوم على جثة أخرى تحت الأنقاض، وكشف بحثنا عن رفات بشري".

وقالت إنه مع تحديد هوية ثلاث جثث عثر عليها سابقا وإخطار الأقارب "يعني ذلك أن عدد المفقودين انخفض الآن إلى 156، والوفيات المؤكدة وصلت الآن إلى ما مجموعه خمس".

وقد تمكن عناصر الإنقاذ من إطفاء النيران التي أعاقت جهودهم في وقت سابق السبت، وحفروا خندقا عبر الأنقاض للسيطرة على الحريق "العميق جدا".

من جهته، قال رئيس بلدية سورفسايد  تشارلز بوركيت: "ليست لدينا مشكلة في الموارد هنا، لدينا مشكلة حظ".

وأضاف: "لدينا هدف واحد، وهو إخراج هؤلاء الأشخاص من تحت الأنقاض بأمان وإعادتهم إلى عائلاتهم".

أثار مرور الوقت مع عدم العثور على ناجين آخرين مخاوف من ارتفاع حصيلة القتلى، لا سيما مع فحص عناصر الإنقاذ الأنقاض بآلات ثقيلة وبمساعدة كلاب مدربة، وسط تزايد الإحباط بين العائلات التي لا تزال تنتظر.

وقالت جينا برلين (54 عاما) التي تعيش في الحي لوكالة فرانس برس: "لدينا صديقة خرجت مع زوجها من المبنى (...) ما زلت مصدومة". 

في نصب تذكاري مؤقت أقيم في شارع قريب، وضعت زهور وشموع، بينما علّق أقارب المفقودين عشرات الصور لهم على سياج وضعته أجهزة الإنقاذ.

واصلت رافعتان كبيرتان السبت نقل الحطام مع استمرار انتشار الرائحة الكريهة المنبعثة من المطاط المحترق والبلاستيك الذائب في حرارة فلوريدا.

- "تشققات" -
أكدت السلطات وخبراء أن أسباب انهيار برج شامبلين لا تزال مجهولة.

لكن تقريرا عن حالة المبنى أشار في وقت مبكر من عام 2018، إلى وجود "أضرار هيكلية كبيرة"، وكذلك "تشققات" في السرداب، وفق وثائق نشرتها إدارة مدينة سورفسايد مساء الجمعة.

وكتب الخبير فرانك مورابيتو في الوثيقة أن "العزل المائي تحت جوانب حوض السباحة وطريق الوصول للمركبات، (...) يتجاوز عمره التشغيلي، وبالتالي يجب إزالته واستبداله بالكامل".

حذر التقرير من أن "عدم استبدال العزل المائي في المستقبل القريب سيؤدي إلى توسيع مدى تدهور الخرسانة بشكل كبير".

وقال إن معظم الأضرار "ربما نجمت عن سنوات من التعرض للهواء الملحي الذي يسبب التآكل".

لم يشر التقرير إلى أن المبنى المشيّد منذ 40 عاما معرض لخطر الانهيار، لكنه قال إنه يحتاج إلى إصلاحات للحفاظ على "السلامة الهيكلية".

وقال محامي يمثل أصحاب المبنى لصحيفة نيويورك تايمز إن الأشغال كانت "على وشك البدء" لإنجاز إصلاحات بملايين الدولارات.

وأفاد حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس الصحافيين السبت بأن المسؤولين المحليين كانوا "يدرسون احتمال إخلاء" مبنى قريب شيده نفس المقاولين في فترة قريبة من تشييد المبنى المنهار. لكنه قال إنه لم توجد مؤشرات على وجود خطر مباشر.

وأشارت دراسة أجرتها جامعة فلوريدا الدولية إلى وجود علامات على هبوط الأرض في الموقع منتصف التسعينيات، وهي ظاهرة تطال جزءا كبيرا من ساحل المحيط الأطلسي.

وأكدت دانييلا ليفين كافا أن المقاطعة ستجري على الفور تدقيقا للسلامة يمتد شهرا ويشمل كل المباني التي شيدت قبل 40 عاما أو أكثر.

- "72 ساعة" -
في غضون ذلك، أعربت السلطات عن أملها في العثور على ناجين تحت الأنقاض.

وقال عنصر الإطفاء في مقاطعة ميامي-ديد داني كارديسو لشبكة سي بي إس إن "خبرتنا علمتنا أنه خلال أول 72 ساعة هناك فرصة جيدة بأن يظل الناس على قيد الحياة تحت الأنقاض".

وأعلنت إسرائيل أنها سترسل فريقا من المهندسين والمتخصصين في الإنقاذ للمساعدة.

وقال وزير الدفاع بيني غانتس: "سنبذل قصارى جهدنا للمساعدة في إنقاذ الأرواح، وتقديم دعمنا للجالية اليهودية وأصدقائنا الأميركيين".

لكن في ظل بطء عملية البحث وتعقيداتها، أعربت بعض العائلات عن إحباطها.

وقال مايك سالبرغ الذي جاء من نيويورك بعد الحادث "لا تبذل جهود كافية". ولا يزال خمسة من أفراد أسرته، بمن فيهم والديه، في عداد المفقودين.

وأضاف في تصريح لفرانس برس: "أريد أجوبة". 

في الأثناء، جهّز آخرون أنفسهم للأسوأ. 

قال مارك (55 عاما): "نريد أن نتحلى بالأمل ولكن علينا أن نكون واقعيين. الخطوة التالية هي أن نكون هناك من أجل العائلات ومعرفة سبب حدوث ذلك". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم