الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أثيوبيا تتحدى مناورات "حماة النيل-1" بحشود برية وببدء الملء الثاني للسد

المصدر: النهار
قوات مصرية لدى وصولها إلى قاعدة في السودان للمشاركة في تدريبات "حماة النيل-1".
قوات مصرية لدى وصولها إلى قاعدة في السودان للمشاركة في تدريبات "حماة النيل-1".
A+ A-
 
بوتيرة متسارعة، تتطور العلاقات العسكرية بين السودان ومصر فيما يشبه الشراكة بين جارتين تواجهان تحديات إقليمية متشابهة، أبرزها سد النهضة الإثيوبي، على النيل الأزرق، الرافد الرئيس لنهر النيل.
فلم تمض سوى أشهر على تدريبات عسكرية جوية مشتركة، كانت الأولى بين البلدين، حتى بدأ الجيشان مناورات برية وجوية جديدة، تحت اسم "حماة النيل-1" في خطوات عسكرية متناسقة بين البلدين العربيين تثير، بحسب متابعين، تساؤلات في شأن توقيتها، في ظل تطابق موقفهما حيال سد النهضة.
وفي حين اعتبر محلل سياسي سوداني، في حديث ل"وكالة أنباء الأناضول" التركية الرسمية، أن تمرين "حماة النيل-1" يمثل إشارة من الخرطوم والقاهرة، يبدو أن أديس أبابا ردت عليها بالفعل حيث حشدت قوات على حدودها مع السودان، وبدأت ملئا ثانيا لسد النهضة بالمياه، وفق مسؤول سوداني وتقارير صحافية.
 
تمرين بري وجوي
والسبت، أعلن الجيش السوداني، في بيان، عن إقامة تمرين "حماة النيل-1" مع نظيره المصري، بين 26 أيار و31 منه، موضحا أنه يشهد مشاركة كل من القوات البرية والجوية والدفاع الجوي من الجانبين، في مناطق أم سيالة (شمال) والأبيض (جنوب) ومروي (شمال) وهو امتداد لتمارين سابقة.
وفي اليوم نفسه، أعلن الناطق باسم الجيش المصري العقيد تامر الرفاعي، وصول قوات برية وبحرية وجوية (لم يحدد عددها) إلى السودان، للمشاركة في التمرين المشترك، مضيفا أنه يعد استمرارا لسلسلة التدريبات السابقة "نسور النيل-1و2 " في تشرين الثاني 2020، ونيسان 2021.
ونقلت وسائل إعلام عربية السبت عن نائب رئيس أركان الجيش السوداني الفريق عبد الله البشير، إن القوات المشتركة ليست بالقليلة، وهذا التمرين له ما بعده، فهو امتداد لتمرينات عدة مختلطة (مشتركة) مع مصر.
لكن البشير قال إن "التدريبات ليست معنية بشيء بعينه، ولا ترتبط بسد النهضة، لكن السودان يسعى للاستفادة من خبرات الآخرين كي يكون مستعدا للدفاع عن حقوقه لأبعد الحدود".
 
ملء ثان لسد النهضة
وتتزامن المناورات مع تعثر مستمر لمفاوضات سد النهضة، برعاية الاتحاد الأفريقي، منذ أشهر، في حين أعلن كبير المفاوضين السودانيين في ملف السد مصطفى حسين الزبير الثلثاء، أن إثيوبيا بدأت بالفعل الملء الثاني للسد بالمياه.
وتصر إثيوبيا على ملء ثانٍ للسد، يُعتقد أنه سيكون في تموز وآب المقبلين، بعد نحو عام على ملء أول، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، في حين يتمسك السودان ومصر بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، للحفاظ على منشآتهما المائية، وضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.
 
تهديدات محتملة
السبت الماضي، قال المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش السوداني العقيد الطاهر أبو هاجة، إن "حماة النيل-1" هو قناعة السودان ومصر الراسخة بضرورة العمل الإستراتيجي المشترك لمواجهة التهديدات المحتملة وضرورة التنسيق المحكم للدفاع عن المصالح الحيوية الإستراتيجية في البلدين.
وأضاف، في تصريحات صحافية، أن هذا التمرين يأتي ضمن البرامج التدريبية المعد لها بين الجيشين، موضحا أنه عبارة عن مناورات مشتركة بين القوات الجوية والدفاع الجوي والقوات البرية السودانية والمصرية، وتدار بواسطة غرفة قيادة مشتركة من قوات البلدين.
 
التوقيت والتسمية
ووفق المحلل السياسي السوداني عثمان فضل الله، فإن توقيت المناورات العسكرية السودانية- المصرية، وتسميتها حماة النيل، يمكن أن يُقرأ في إطار استعداد البلدين لحماية مصالحهما في مياه النيل.
وفي يوم إعلان التمرين المشترك، أفادت تقارير صحافية، بأن إثيوبيا دفعت بحشود عسكرية وميليشيات من عرقية الأمهرا إلى حدودها مع السودان، وهي مزودة بعتاد حربي ورشاشات قناصة ومدافع ودبابات.
غير أن فضل الله، يستبعد نشوب حرب بين الدول الثلاث، لا سيما أن دولتين منهما (يقصد السودان وإثيوبيا) تعانيان مشاكل داخلية عديدة، خصوصاً السودان فهو في وضع سياسي واقتصادي هش يجعله لا يفضل خيار الحرب.
وزاد بأن الجيش السوداني الآن في وضع جيد، لا سيما أنه لا توجد بؤر توتر كما كان سابقا، لكن جاهزيته للدخول في حرب قد لا تجد مؤيدا، فاقتصاد البلاد يعاني ولا يمكن أن يمول حربا جديدة.
ويعاني السودان أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، بجانب تدهور مستمر في عملته الوطنية وارتفاع مطرد في معدلات التضخم، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع، حيث سجل معدل التضخم خلال نيسان الماضي 363% مقابل 241% في الشهر السابق له.
واستطرد فضل الله: وتعاني إثيوبيا مشاكل وأزمات داخلية، فإدارة رئيس الوزراء آبيي أحمد تواجه إشكاليات عميقة، ولا يمكن لها حاليا الدخول في حرب خارجية، في ظل نزاع داخلي كبير.
وفي 4 تشرين الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات في إقليم تيغراي بين الجيش الفيديرالي و"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" (الحزب الحاكم المحلي سابقا).
وأعلنت أديس أبابا، في 28 من الشهر ذاته، انتهاء عملية إنفاذ للقانون بالسيطرة على الإقليم بالكامل، رغم ورود تقارير عن استمرار انتهاكات لحقوق الإنسان بالإقليم.
وردا على ما قالت إنها فظائع ارتكبتها أديس أبابا في تيغراي، فرضت الولايات المتحدة الاثنين، قيودا واسعة النطاق على المساعدات الاقتصادية والأمنية لإثيوبيا، وحظرت منح تأشيرات لبعض مسؤوليها. وفي اليوم نفسه، ردت وزارة الخارجية الإثيوبية بالقول إن هذه العقوبات لن تردعها، مشددة على رفضها ما اعتبرت أنه تدخل في شؤونها.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم