الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ألمانيا تطوي صفحة ميركل في انتخابات غير واضحة النتائج

المصدر: "أ ف ب"
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى جانب المرشح أرمين لاشيت في آخن (أ ف ب).
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى جانب المرشح أرمين لاشيت في آخن (أ ف ب).
A+ A-
يصوّت الألمان اليوم في انتخابات تخرج البلاد من عهد أنجيلا ميركل الطويل غير أنّها تبقى الأكثر غموضاً في تاريخ ألمانيا في ظلّ اشتداد المنافسة بين الاشتراكيين الديموقراطيين والمحافظين.

وبعد فتح مكاتب الاقتراع في الساعة 6:00، يبقى الغموض كاملاً في القوّة الاقتصادية الأولى في أوروبا، حيث كانت نسبة الذين لم يحسموا خيارهم بعد بمستوى 40 بالمئة من أصل 60,4 مليون ناخب.

ويسجل الاشتراكيون الديموقراطيون بزعامة وزير المال الحالي أولاف شولتز تقدماً طفيفاً بحصولهم على 25 بالمئة من نوايا الأصوات مقابل 22 إلى 23 بالمئة لمرشح المحافظين أرمين لاشيت، وهي نسبة متدنية تاريخياً، بحسب آخر استطلاعات الرأي.

غير أن الفارق الضئيل للغاية بين وسط اليسار ووسط اليمين، لا يسمح بإطلاق تكهنات.

مفاوضات 
كما أن صدور أولى التوقعات لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع لن يلقي بالضرورة بعض الضوء على منحى النتائج، إذ اختار العديد من الناخبين ومن بينهم ميركل نفسها التصويت عبر البريد، وهو تصويت لا تشمله هذه المؤشرات الأولية.

وبالتالي، فإنّ اسم المستشار المقبل وتشكيلة غالبيته المحتملة قد لا يُعرفان مساء اليوم.

وفي مطلق الأحوال، سيترتب إجراء مفاوضات مطولة خلال الأشهر المقبلة لتشكيل الائتلاف الذي سيحكم البلاد، ولو أن ذلك يهدّد بشل الاتحاد الأوروبي حتّى الفصل الأول من العام 2022.

وقد تضطر ميركل التي تستعد للانسحاب من الحياة السياسية بعد 16 عاماً في السلطة، إلى البقاء في منصبها حتّى نهاية العام لتصريف الأعمال.

وبعدما ظلت المستشارة المنتهية ولايتها التي ستعادل مرشدها المستشار الأسبق هيلموت كول من حيث طول عهدها، بمنأى عن السجالات الانتخابية، بذلت جهوداً مكثفة في الشوط الأخير من الحملة.

وخلال آخر تجمع انتخابي شاركت فيه ميركل (67 عاماً) التي قضت ثلاثين عاماً من حياتها في السياسة، دعت أمس  في آخن للتصويت لصالح لاشيت من أجل "مستقبل" البلاد.

لكن هل أن انخراط المستشارة التي تبقى في أوج شعبيتها سيكون كافياً لقطع الطريق على "الحزب الاشتراكي الديموقراطي"؟ يبقى السؤال مطروحاً بدون إجابة محسومة.

فبعدما راوح "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" لفترة طويلة في المرتبة الثالثة، حقّق صعوداً لم يكن متوقعاً منذ منتصف آب.

فنجح هذا الحزب، أحد أقدم الأحزاب في أوروبا، في مخالفة التكهنات التي كانت تتوقع له موتاً بطيئاً، على ضوء حملة زعيمه الخالية من أيّ خطأ، تقابلها أخطاء خصومه.

طعم مرّ 
فبالرغم من افتقار مرشحه، رئيس بلدية هامبورغ سابقاً، إلى أيّ ميزة قيادية، إلّا أنّه قاد حملة لم تتخلّلها أي هفوة، لم يتردّد خلالها في طرح نفسه في موقع الوريث الحقيقي لميركل.

أمّا "المسيحيين الديموقراطيين"، فقد يتراجعوا لأول مرة منذ 1949 إلى ما دون عتبة 30 بالمئة من الأصوات، بعدما تصدّروا استطلاعات الرأي لفترة طويلة.

فعانى المحافظون من أخطاء زعيمهم الذي لا يتمتع بأيّ شعبية، فضلاً عن تراجع صورة الحزب مع بقائه طويلاً في السلطة.

وإن كان رئيس "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" ورئيس حكومة ولاية شمال الراين فستفاليا، أكبر الولايات الألمانية تعداداً، معروفاً بأنّه ينجح دائماً في قلب الأمور لصالحه وفي التخلّص من ألد أعدائه، إلّا أنّ الأمر يبدو صعباً هذه المرة على لاشيت الذي فرض ترشيحه في ختام صراع شديد مع حليفه زعيم حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" ماركوس سودر، الأكثر شعبية منه.

غير أن المحافظين قد ينجحون في تعبئة الناخبين المتردّدين بتلويحهم بقيام ائتلاف يساري.

أمّا "الخضر"، فمن المتوقع أن يحلّوا في المرتبة الثالثة مع حصولهم على حوالي 17 بالمئة من نوايا الأصوات، ما سيشكّل نتيجة تاريخية لدعاة حماية البيئة الذين لم يسبق أنّ تخطّوا عتبة 10 بالمئة سوى عام 2009، لكن طعمها سيكون مريراً بعدما تصدّوا استطلاعات الرأي في نيسان في ظلّ المخاوف حيال التغيّر المناخي.

وارتكبت زعيمة الحزب أنالينا بيربوك (40 عاماً) سلسلة من الأخطاء قبل الصيف، فاضطرت إلى الدفاع عن نفسها بمواجهة اتهامات بانتحال مقاطع من كتابها وتقاضي علاوات لم تصرّح بها.

ويطمح "الخضر" إلى المشاركة في الحكومة ، وتحديداً مع "الاشتراكيين الديموقراطيين" إذا أمكن. غير أنّه قد يترتب لأول مرة منذ خمسينات القرن الماضي ضمّ حزب ثالث إلى الائتلاف.

ويظهر ليبراليو "الحزب الديموقراطي الحرّ" منذ الآن في موقع "صانعي الملوك".

أمّا حزب "دي لينكه" اليساري الراديكالي، فيبدي استعداداً للمشاركة، لكنه سيتحتمّ عليه قبل ذلك التخلّي عن انتقاداته للحلف الأطلسي.

وتشير التوقعات إلى أنّ حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتطرّف الذي دخل لأول مرة إلى مجلس النواب قبل أربع سنوات، سيرسخ حضوره في البرلمان بحصوله على حوالي 10 بالمئة من الأصوات، لكنه يبقى مستبعداً من أيّ ائتلاف محتمل.
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم