الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

ترودو لا يستبعد التحقيق الجنائي بعد العثور على قبور في موقع مدرسة لأطفال السكان الأصليين

المصدر: ا ف ب
تعبيرية (ا ف ب)
تعبيرية (ا ف ب)
A+ A-
اعتذر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الجمعة نيابة عن بلده ودعا البابا إلى أن يفعل الشيء نفسه ولم يستبعد إجراء تحقيق جنائي بعد اكتشاف مئات القبور في موقع مدرسة داخلية أرسل إليها قسرًا أطفال من أبناء السكان الأصليين.

قال ترودو متوجهًا إلى شعب كاويسيس في ساسكاتشوان في غرب البلاد: "نحن آسفون"، وتحدث مطولًا خلال مؤتمر صحافي عن "الأخطاء الرهيبة" التي ارتكبتها كندا باتباعها لفترة طويلة سياسة تتمثل في الاستيعاب القسري للأمم الأولى للسكان الأصليين.

للمرة الثانية في أقل من شهر، أثار اكتشاف المئات من القبور التي يُرجح أنها لأطفال بالقرب من مدرسة داخلية للسكان الأصليين في غرب كندا موجة جديدة من الغضب والاستياء في جميع أنحاء البلاد.

وقال ترودو الذي جعل المصالحة مع السكان الأصليين إحدى أولويات حكومته "لا يمكننا تغيير الماضي، لكن يمكننا الالتزام كل يوم بإصلاحه اليوم وفي المستقبل".

فيوم الخميس، أعلن كادموس ديلورم رئيس شعب كاويسيس أن المسح بواسطة الرادار في موقع مدرسة داخلية سابقة أدارتها الكنيسة الكاثوليكية وكانت تؤوي أطفالًا من أبناء السكان الأصليين في ماريفال في ساسكاتشوان كشف عن 751 قبراً بلا أسماء.

وأضاف ترودو "كانت تلك سياسة حكومية الحقت شديد الضرر وشكلت واقعًا في كندا طيلة عقود، واليوم يشعر الكنديون بالرعب والخجل من الطريقة التي تصرف بها بلدنا حيال سياسة انتزعت الأطفال من منازلهم ومن مجتمعاتهم وثقافتهم ولغتهم وفرضت استيعابهم فرضًا".

ولدى سؤاله عما إذا كان يؤيد فتح تحقيق جنائي بناء على طلب العديد من قادة السكان الأصليين، لم يُجب ترودو بشكل مباشر لكنه قال إنه "منفتح" على ذلك.

- إبادة ثقافية -

وقال رئيس الحكومة: "نحن منفتحون على اتخاذ أي خطوات ضرورية لمعرفة المزيد عن الحقيقة ... وضمان أن تتحمل العواقبَ الأنظمة والمنظمات والمؤسسات، وربما في بعض الحالات الأفراد".

منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى تسعينات القرن الماضي، أودع نحو 150 ألفًا من أطفال الهنود الأميركيين والخلاسيين وشعب الإنويت بعد أن فُصلوا قسرًا عن عائلاتهم ولغتهم وثقافتهم في 139 من هذه المدارس الداخلية في جميع أنحاء البلاد من أجل تشريبهم الثقافة السائدة.

وتعرض العديد منهم لسوء المعاملة أو الاعتداء الجنسي وتوفي أكثر من 4000 شخص في تلك المدارس، وفقًا للجنة التحقيق التي خلصت إلى أن ما حصل كان "إبادة ثقافية" حقيقية.

في الشهر الماضي، أثار التعرف على رفات 215 طفلاً بالقرب من منشأة مماثلة أخرى في كاملوبس في كولومبيا البريطانية الغضب في البلاد.

ومن خلال الإعلان عن اكتشاف القبور في ماريفال، انضم الزعيم ديلورم إلى العدد المتزايد من الأصوات التي تطلب اعتذارًا من البابا والكنيسة الكاثوليكية عن دورها في إدارة هذه المدارس الداخلية.

وأشار ترودو الجمعة إلى أنه هو نفسه طلب من البابا فرنسيس تقديم اعتذار مباشر للسكان الأصليين الكنديين الذين تم إرسال أطفالهم إلى هذه المؤسسات التي أدارتها الكنيسة الكاثوليكية نيابة عن الحكومة.

وقال "تحدثت مباشرة إلى قداسة البابا فرنسيس للتأكيد على أهمية ليس أن يعتذر فحسب، بل أن يقدم اعتذاره للكنديين الأصليين الموجودين على الأراضي الكندية".

كان الحبر الأعظم قد أعرب عن "ألمه" إثر الكشف عن هذه المأساة في بداية حزيران/يونيو، لكنه لم يذهب إلى حد الاعتذار.

والجمعة، قامت الكنيسة الكندية الكاثوليكية ببادرة حسن نية معلنة أن جمعتين من الرهبان كانتا تديران 48 مدرسة داخلية بما في ذلك مدارس كاملوبس وماريفال سيتيحان الاطلاع على الوثائق التاريخية التي بحوزتهما "من أجل إثبات حقيقة ما حدث" في هذه المدارس.

وقالت في بيان "نأسف بشدة لمشاركتنا في هذه المدارس والأضرار التي سببتها للشعوب والمجتمعات الأصلية".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم