هل تدعم "طالبان" ترامب في الانتخابات الرئاسيّة؟

ترجمة فريق "النهار"
 
في 11 تشرين الأول، أعلن أحد مسؤولي حركة "طالبان" خلال حديث إلى شبكة "سي بي أس"، أنّهم "يأملون فوز ترامب بالانتخابات". تعليقاً على هذا الخبر، تذكّر الكاتب تريفور فيلسيث في مجلة "ناشونال إنترست" كيف نشر الزعيم السابق لتنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن في 29 تشرين الأول 2004 شريطاً مصوراً انتقد فيه سياسة واشنطن الخارجية، وطالب الأميركيين حينها بترك الدول المسلمة كي لا يخاطروا بتلقي هجوم إرهابي آخر.

كان للرسالة هدف محدد. أرسلها بن لادن قبل أربعة أيام من انتخابات 2004 حين كان بوش الإبن متعادلاً مع منافسه جون كيري. قارب الأميركيون بشكل واسع ذلك الفيديو على أنه تحذير ضمني لعدم انتخاب بوش. لكن التحذير أصدر مفعولاً معاكساً. ارتفعت شعبية بوش وحافظ على هذا التقدم حتى يوم الانتخابات وفاز بولاية ثانية.

من المحتمل أن يكون الفيديو قد هدف إلى مساعدة بوش على أمل الفوز ثم توريط واشنطن أكثر في مستنقع الشرق الأوسط، وفقاً لحسابات التنظيم، ما يسرّع دمار الولايات المتحدة. ويرى فيلسيث أنّه إذا كان بيان بن لادن مصاغاً بعناية فإنّ بيان "طالبان" كان عشوائياً، وصادراً عن مسؤول لم يفهم دقة حلقة الأخبار الأميركية. في الواقع، وبعد وقت قصير، حاول الناطق باسم الحركة التراجع عن رسالته قائلاً في مقابلة أخرى إنّ "طالبان" لم تدعم ترامب. لكن النفي جاء متأخراً.

حتى ولو كان الخبر مخططاً محسوباً لإيذاء حظوظ ترامب، لا يبدو أنه أنتج أي آثار بحسب الكاتب. استطلاعات الرأي تجاهلت هذا الأمر إلى حد بعيد. يشير فيلسيث إلى واقع أنّ ترامب و"طالبان" عدوان لكنّ لديهما هدفاً متقاطعاً: انسحاب الجنود الأميركيين من أفغانستان. لهذا السبب، قلّص ترامب الوجود العسكري الأميركي منذ 2017 وخاض مفاوضات مع الحركة انتهت إلى الاتفاق على جدول زمني بأربعة عشر شهراً للانسحاب الأميركي.

ومع أنّ الانسحاب مشروط بالتزام "طالبان" بموجباتها وهو أمر مشكوك فيه في الحد الأدنى، حافظت واشنطن على تعهدها حتى الأخير. وحين قال وزير الدفاع مارك إسبر إن الولايات المتحدة ستحتفظ بنحو 5 آلاف جندي حتى تشرين الثاني، سرّع ترامب الانسحاب في 7 تشرين الأول مغرداً أنّه يجب أن يحتفل العدد القليل المتبقي من الجنود الأميركيين بعيد الميلاد في وطنهم.

لم يوافق الجنرالات على كلام ترامب فناقضوه بسرعة، لكن لا يزال ترامب يمثل المسار الأقل مقاومة للحركة. وتفادى رئيس هيئة الأركان مارك ميلي في حديث إلى "الإذاعة الوطنية العامة" دعم الجدول الزمني الذي تحدث عنه ترامب، مشيراً إلى أنّ الجيش يقيّم خياراته بالتشاور مع الرئيس.

في جميع الأحوال، يرى فيلسيث أن غالبية الأميركيين نسيت أمر "الدعم". بالنسبة إليه، هذه ملاحظة هامشية إضافية غريبة في سنة 2020، لكنها بعيدة من أن تكون الأغرب.