الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الجيش والمعارضة في أرمينيا يدعوان باشينيان إلى الاستقالة

المصدر: النهار
صورة بواسطة الأقمار الإصطناعية لأعمال البناء في ما يشتبه أنه مفاعل نووي إسرائيلي جديد في صحراء النقب.(أ ب)
صورة بواسطة الأقمار الإصطناعية لأعمال البناء في ما يشتبه أنه مفاعل نووي إسرائيلي جديد في صحراء النقب.(أ ب)
A+ A-
 
اتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الجيش بمحاولة انقلاب، عقب إعلانه إقالة مسؤول عسكري رفيع المستوى، ونزل أنصاره إلى الشوارع أمس، فيما وصلت التوترات المتواصلة منذ أشهر بسبب هزيمته في الحرب مع أذربيجان العام الماضي، إلى ذروتها.
وأمام 20 ألفا من مؤيديه في وسط يريفان، دعا باشينيان الجيش إلى أداء واجبه وإطاعة الشعب والمسؤولين المنتخبين بعدما طالبه الجيش بالاستقالة.
ولم تكن هناك مؤشرات على أي تدبير عسكري ضد باشينيان، بعد بيان هيئة الأركان الذي اعتبره محاولة انقلاب.
وقال خلال التجمع الحاشد "بصفتي رئيس وزراء منتخبا، آمر جميع الجنرالات والضباط والجنود: قوموا بواجبكم في حماية حدود البلاد ووحدة أراضيها" مضيفا أنه يجب على الجيش "أن يمتثل لإرادة الشعب والسلطات المنتخبة".
كما أصدرت وزارة الدفاع بيانا أعلنت فيه أنه من غير المقبول إقحام الجيش في السياسة. وقالت إن "الجيش ليس مؤسسة سياسة ومحاولات إقحامه في العملية السياسية غير مقبولة. أي محاولة كتلك هي تهديد لاستقرار وأمن الجمهورية الأرمنية".
وقال باشينيان إنه مستعد لبدء محادثات مع المعارضة، لكنه هدد أيضا بتوقيف أي من معارضيه الذين "يتجاوزون التصريحات السياسية".
وبعيد إعلانه، دعا حزب المعارضة الرئيسي رئيس الوزراء إلى اغتنام "الفرصة الأخيرة" للخروج من السلطة من دون عنف وتجنب "حرب أهلية".
وقال حزب ارمينيا المزدهرة أكبر تشكيلات المعارضة :"ندعو نيكول باشينيان إلى عدم قيادة البلاد إلى حرب أهلية وإراقة دماء". واضاف: "لدى باشينيان فرصة واحدة أخيرة للمغادرة من دون حدوث أي اضطرابات".
وفي موسكو، دعا الكرملين الذي قال إنه "قلق" من الوضع، إلى "الهدوء" في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة. 
وكتب باشينيان على صفحته على الفايسبوك "أعتبر أن بيان هيئة الأركان هو محاولة انقلاب عسكري". وأضاف: "أدعو جميع أنصارنا إلى التجمع في ساحة الجمهورية" في يريفان. وبعد ذلك أعلن باشينيان في كلمة مباشرة على شبكة التواصل الاجتماعي، التي يفضلها إقالة رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أونيك غاسباريان. 
وتوجه باشينيان شخصيا إلى ساحة الجمهورية حيث تقدم مسيرة مع مئات من أنصاره. وقال باشينيان أمام أنصاره مستخدما مكبرا للصوت :"الوضع متوتر، لكن علينا أن نتفق على أنه لا يمكن أن تقع صدامات" مضيفا أن انعدام الاستقرار السياسي المستجد الذي يأتي بعد أشهر من الاحتجاجات المنددة بحكمه "يمكن إدارته".
وكانت المعارضة التي تطالب برحيل رئيس الوزراء منذ الهزيمة العسكرية لارمينيا امام اذربيجان في ناغورنو- كراباخ، دعت أيضا إلى التظاهر الخميس.
وتجمّع أكثر من عشرة آلاف من أنصار المعارضة في جزء آخر من وسط يريفان الخميس، وتعهد البعض بتنظيم تظاهرات مستمرة حتى استقالة باشينيان.
 
"تشويه سمعة الجيش" 
وكان باشينيان أقال الأربعاء تيغران خاتشاتريان نائب الجنرال غاسباريان، مما دفع هيئة الأركان إلى المطالبة باستقالته، معتبرة أنه "لم يعد قادرا على اتخاذ القرارات اللازمة.
واتهمه العسكريون بشن "هجمات تهدف إلى تشويه سمعة القوات المسلحة".
وكان رئيس الوزراء أقال خاتشاتريان لأنه سخر في الصحافة من تصريحاته التي تشكك في صدقية نظام الأسلحة الروسي قاذفات صواريخ "إسكندر" خلال نزاع كراباخ. ورأت هيئة الأركان أن هذا القرار استند فقط إلى "مشاعر وطموحات شخصية" لباشينيان.
ويواجه رئيس الوزراء الأرميني ضغوطا من المعارضة التي تطالب باستقالته منذ الهزيمة العسكرية لأرمينيا أمام أذربيجان في خريف 2020. 
ووقتذاك وفي مواجهة خطر وقوع كارثة، طلب الجيش من رئيس الحكومة قبول شروط وقف النار والتفاوض عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما أفضى إلى خسارة أرمينيا مساحات واسعة من الأراضي.
ولا تزال يريفان تسيطر بحكم الأمر الواقع مع وجود الانفصاليين الأرمن، على معظم منطقة كراباخ. 
لكن أرمينيا خسرت في نزاع 2020 مدينة شوشا الرمزية، فضلا عن منطقة جليدية من المناطق الأذرية المحيطة بكراباخ.
واعتبر الكثير من الأرمن هذه الهزيمة إهانة وطنية.
وباشينيان صحافي سابق ومعارض تاريخي دخل إلى السلطة. وقد وصل إلى السلطة في ربيع 2018 مدفوعا بثورة واعدة بإخراج هذا البلد القوقازي من الفقر واجتثاث النخبة الفاسدة. 
وشهدت أرمينيا منذ استقلالها مع سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991 سلسلة من الأزمات والثورات السياسية سقط في بعضها قتلى.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم