الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

نافالني يُسدِل نقاطاً في حربه المحفوفة بالمخاطر مع الكرملين

المصدر: "أ ف ب"
الكرملين في موسكو (أ ف ب).
الكرملين في موسكو (أ ف ب).
A+ A-
مع تحدّي حشود من المحتجين قمع الشرطة وهراواتها في مئات المدن الروسية، كسب المعارض أليكسي نافالني من خلف قضبان زنزانته رهانه لكن معركته مع الكرملين ستكون طويلة ومحفوفة بالأخطار.

وحقق أليكسي نافالني المسجون منذ 17 كانون الثاني عقب عودته من برلين إلى روسيا بعد خمسة أشهر من النقاهة إثر تعرضه لعملية تسمم مزعومة، ضربة مزدوجة.

فبالإضافة إلى عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين تجمعوا السبت، يمكنه التباهي بجمع 85 مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب" في أقل من أسبوع، في فيديو يتهم فيه بوتين ببناء قصر فخم مطل على البحر.

حتى أنّ الكرملين الذي عادة ما يعتبر أنّ نافالني "مدوّن لا يهم أي شخص" اضطر إلى تناول الموضوع مساء الأحد على شاشة التلفزيون.

وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: "حسناً، هذا القصر موجود بلا شك لكن ما علاقة ذلك بالرئيس؟"، واصفاً المقطع بأنه "كذب متقن".

أما بالنسبة إلى التظاهرات، فقد قلل من أهميتها وقال "قلة من الناس خرجوا والكثير من الناس يصوتون لـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

ومع ذلك، فإن حركة الاحتجاج تحمل أهمية كبرى خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في أيلول والتي يريد أليكسي نافالني أن يخوضها في ظل تراجع شعبية حزب الكرملين الحاكم الذي يعتبر متصلّباً وفاسداً.

لا للابتهاج

وقال ليونيد فولكوف، أحد أعضاء فريق نافالني، إنه "مرتاح جدّاً" لنتائج الاحتجاجات التي جرت السبت ووعد بتحركات جديدة اعتباراً من "نهاية الأسبوع المقبل" رغم عدم توجيه دعوات حتى الآن.

بالنسبة إلى الخبير السياسي في مركز كارنيغي في موسكو أليكسي كوليسنيكوف، يجب توقع "استمرار التظاهرات"، كما حدث خلال حركة الاحتجاج الكبرى في 2011-2012.

ومن الواضح أن حجم التجمعات التي نظمت السبت من حيث العدد والجغرافيا هو "نتيجة عودة نافالني ومقطع الفيديو الذي نشره عن قصر بوتين".

لكن المحلل حذّر من "الابتهاج" المتسرّع، قائلاً: "النظام لديه موارد كبيرة لضمان بقائه بما في ذلك عدم مبالاة غالبية السكان".

وأقرّ فولكوف بأنّ المعركة ستكون "صعبة".

وقد بدأت الآلة القضائية الروسية التحرك. فقد أوقف أكثر من 3500 شخص خلال تظاهرات السبت، وهو عدد قياسي وفقاً لمنظمة "أو في دي-إنفو" المتخصصة.

من فلاديفوستوك إلى سانت بطرسبرغ مرورا بجبال الأورال وموسكو، بدأت تحقيقات جنائية في ارتكاب أعمال عنف طالت الشرطة والإخلال بالنظام العام، وهي من الجنح والجرائم التي قد يعاقب عليها بالسجن.

فاشلون

اعتبارا من 2 شباط، يواجه نافالني عقوبة بالسجن لسنوات بتهمة انتهاك الرقابة القضائية من خلال التماس العلاج في الخارج بعد عملية تسميمه المزعوم. ونقل إلى ألمانيا وهو في غيبوبة بعد الاستحصال على إذن من فلاديمير بوتين شخصياً.

كذلك، نافالني متّهم بالاحتيال، وهي تهمة يعاقب عليها بالسجن لمدة 10 سنوات. ومن المفترض أن يمثل أيضا أمام المحكمة في 5 شباط في قضية تشهير.

وبما أن التعبئة كانت تتم عبر الإنترنت إلى حد كبير، فإن السلطات تزيد الضغط على المنصات الإلكترونية لا سيما "تيك توك" التي تحظى بشعبية كبيرة بين المراهقين.

وهي تحاول تقديم مؤيدي نافالني، بمساعدة شبكات تواصل اجتماعي غير مسؤولة، على أنهم فاشلون يتلاعبون "بأطفال" لأغراض سياسية.

وفتحت لجنة التحقيق النافذة المسؤولة عن القضايا ذات الأولوية تحقيقا في "تحريض قاصرين على المشاركة في نشاطات غير قانونية من المحتمل أن تعرض حياتهم للخطر".

كذلك، تستخدم السلطات التلفزيون الوطني الخاضع لسيطرة الكرملين خصوصا من خلال البرنامج السياسي "فيستي نيديلي" الذي يقدم يوم الأحد.

وقال مقدم البرنامج دميتري كيسيليوف مهندس الماكينة الإعلامية للدولة وهدف العقوبات الغربية "يبني نافالني دعايته بطريقة تجعل من بين مؤيديه العديد من المراهقين والأطفال".

وتابع أنّهم: "معتدون على أطفال بالسياسة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم