الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

منتدى دافوس يفتتح أعماله: شي يحذّر من "حرب باردة جديدة"

المصدر: أ ف ب
شي متكلما من بيجينغ في افتتاح منتدى دافوس (25 ك2 2021، أ ف ب).
شي متكلما من بيجينغ في افتتاح منتدى دافوس (25 ك2 2021، أ ف ب).
A+ A-
حذر الرئيس الصيني شي جينبينغ، الإثنين، من "حرب باردة جديدة" لا يمكن أن تؤدي إلا إلى "طريق مسدود"، لدى افتتاحه  منتدى دافوس الاقتصادي الذي يعقد هذه السنة عبر الفضاء الافتراضي.

ومن دون أن يسمي الولايات المتحدة، دافع شي عن التعددية والعولمة، كما فعل في المنتدى نفسه قبل أربع سنوات، قبيل وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة.

وبعد أقل من اسبوع على دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض، يبدو أن الرئيس الصيني وجه تحذيرا إليه من مغبة مواصلة سياسة سلفه حيال بيجينغ خصوصا تجاريا وتكنولوجيا.

ويخشى النظام الشيوعي أن يعمد بايدن إلى التحالف مع الغرب ضد الصين.

وقال شي جينبينغ: "تشكيل تكتلات صغيرة أو بدء حرب باردة جديدة، ونبذ الآخرين أو تهديدهم أو ترهيبهم، وفرض انقسامات أو عقوبات أو تعطيل شبكات التموين بهدف العزل، لن يسهم سوى في دفع العالم إلى الانقسام وحتى المواجهة".

وأضاف أن المواجهة "ستؤدي دائمًا إلى الإضرار بمصالح كل دولة من الدول والتضحية برفاهية الشعب".

كذلك أكد الرئيس الصيني مجددًا على التعهدات المناخية الطموحة لبيجينغ خفض انبعاثات الكربون بنسبة 65% بحلول عام 2030 وتحقيق حياد الكربون بحلول عام 2060، وكلاهما التزامان كبيران من قبل بلد يعتبر مسؤولا عن انبعاثات ربع الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم. 

وقال إن "تحقيق هذه الأهداف يتطلب عملا شاقا هائلا من الصين. لكننا نعتقد أنه عندما تكون مصالح البشرية جمعاء على المحك، يجب على الصين أن تتقدم وتتخذ إجراءات وتنجز المهمة".

كما دعا شي إلى حوكمة عالمية أقوى عبر المنظمات متعددة الأطراف، وإزالة الحواجز أمام التجارة الدولية والاستثمار والتبادلات التقنية، بالإضافة إلى تعزيز تمثيل الدول النامية على الساحة العالمية.

وشدد على أهمية تعزيز سياسات الاقتصاد الكلي لمكافحة التباطؤ الاقتصادي العالمي الناجم عن وباء كوفيد-19. 

وقال: "يجب أن نبني اقتصادًا عالميًا مفتوحًا، وأن نحمي بقوة نظام التجارة متعدد الأطراف ونمتنع عن وضع معايير وقواعد وأنظمة تمييزية وحصرية، بالإضافة إلى جدران عالية تفصل بين التجارة والاستثمار والتكنولوجيا".
 
-دافوس وأزمة كورونا -
وعادة ما يعقد منتدى دافوس الاقتصادي في دافوس الواقعة في جبال الألب السويسرية، إلا أن جائحة كوفيد-19 أجبرت قادة العالم على الاجتماع افتراضيا هذا العام.

وفي وقت لاحق من اليوم، تناقش رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد مع وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير ونظيره الألماني بيتر ألتماير والمدير التنفيذي لشركة غولدمان ساكس، كيفية "إنعاش النمو الاقتصادي".

وخلال نسخة العام 2020 من المنتدى الاقتصادي العالمي، لم يكن ظهور التهاب رئوي غامض في الصين، قبل أن ينتشر في العالم ويعرف بوباء كوفيد-19، يثير قلقا واسع النطاق. وكانت النخب الاقتصادية المجتمعة في جبال الألب مهتمة بالجدل الحاصل بين دونالد ترامب وغريتا تونبرغ أكثر من اهتمامها بالحجر الصحي المفروض في ووهان.

بعد مرور عام، وفيما تخطت الولايات المتحدة عتبة 25 مليون إصابة، ما أجبر الرئيس الجديد جو بايدن على إعادة فرض القيود على دخول البلاد، عادت القارة الآسيوية إلى الواجهة في النسخة الحادية والخمسين من المنتدى التي تعقد بعنوان "عام حاسم لإعادة بناء الثقة". وتستضيف رئيسي الصين وكوريا الجنوبية ورئيسي وزراء الهند واليابان.

وتراجع التفاؤل الذي ساد في تشرين الثاني عندما أصبحت اللقاحات واقعا، مع فرض قيود جديدة  في بداية العام في أنحاء العالم لمكافحة الوباء وظهور نسخ متحورة من فيروس كورونا والتأخيرات المتراكمة في تسليم اللقاحات.

والشخصيات الكبيرة المشاركة فيه هي المستشارة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

وأرسلت إدارة بايدن الجديدة التي وعدت بإحياء سياسة خارجية متعددة الأطراف، خبير الأمراض المعدية الطبيب أنطوني فاوتشي وهو المستشار الرئاسي حول الوباء، بالإضافة إلى جون كيري، المبعوث الخاص للمناخ، بعد قرار الرئيس الديموقراطي الجديد جو بايدن بإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ.

 وسيكون أحد تحديات الإدارة الأميركية الجديدة التعامل مع عالم يتحول مركز ثقله نحو آسيا.

وبعد التجمع الافتراضي الأول سينتقل منتدى دافوس في أيار إلى سنغافورة، بعيدا عن المنتجع الشتوي السويسري الفخم حيث تواصل انعقاده منذ أسسه البروفسور الألماني كلاوس شفاب العام 1971.

السبب المعلن وراء نقله يتعلق بالمخاوف الصحية إذ تعتبر هذه المدينة التي سجلت فيها 29 وفاة فقط، أكثر أمانا من جنيف.

"فيروس انعدام المساواة"
ويعكس هذا التركيز على آسيا من جانب منظمي المنتدى الاقتصادي العالمي، نتائج دراسة حديثة أجرتها شركة "يولر هيرميس" للتأمين تظهر أنه بفضل الوباء، من المفترض أن يعادل الناتج المحلي الإجمالي الصيني الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بحلول العام 2030 ، أي قبل عامين مما كان متوقعا قبل الأزمة.

كذلك، أظهر تقرير للأمم المتحدة نشر الأحد أنه في عام 2020، أصبحت الصين الوجهة الأولى في العالم للاستثمار الأجنبي المباشر متفوقة على الولايات المتحدة.

وأبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقا مثيرا للجدل من حيث المبدأ مع بيجينغ في نهاية كانون الأول بهدف تشجيع الاستثمارات المتبادلة.

والصين هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي حقق نموا في العام 2020 بلغت نسبته 2,3 في المئة، كما أنها زادت حصتها في السوق. فقد ازداد فائضها بنسبة 7 في المئة مقارنة بالولايات المتحدة في العام 2020، وهو دليل على فشل سياسة الحرب التجارية التي شنها دونالد ترامب.

ومن المفترض أيضا التطرق إلى موضوع مهم آخر هذا الأسبوع هو تفاقم انعدام المساواة والمخاطر التي يمثلها ذلك على تماسك المجتمعات.

وفي مقالة نشرت منتصف كانون الثاني، قال شفاب: "مرة أخرى لدينا فرصة لإعادة البناء" داعيا إلى إعادة النظر في الرأسمالية في ضوء جائحة فاقمت انعدام المساواة.

 لكن من دون "التشكيك في هذا النظام الاقتصادي الذي يتم من خلاله تحديد قرارات الشركات الكبرى المدرجة في البورصة من قبل المساهمين الذين يسعون إلى تحقيق أقصى قدر من الربحية في فترة قصيرة" وفق جان كريستوف غراتس أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لوزان.

وأعلنت منظّمة أوكسفام لمكافحة الفقر الإثنين أن أزمة كوفيد-19 تفاقم انعدام المساواة في العالم، مع سرعة تزايد ثروات الأغنياء وأرجحيّة أن يحتاج الأكثر فقرا سنوات للخروج من دائرة الفقر.

ونشر التقرير ليتزامن مع بدء منتدى دافوس الذي سيتم خلاله تخصيص أسبوع كامل لمساعدة القادة على ابتكار حلول لكبح الوباء وإنعاش الاقتصادات بشكل قوي في العام المقبل.

وعالميا، ازدادت ثروات أصحاب المليارات 3900 مليار بين 18 آذار و31 كانون الأول 2020 وفق المنظمة التي جددت دعوتها إلى فرض ضرائب على الثروة لمكافحة "فيروس انعدام المساواة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم