الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

بايدن ينتقي ثنائياً متناغماً لإدارة السياسة الخارجية الأميركية

المصدر: "رويترز"
خلية العمل الجديدة لبايدن (أ ف ب).
خلية العمل الجديدة لبايدن (أ ف ب).
A+ A-
وقع اختيار الرئيس المنتخب جو بايدن، أمس الاثنين، على اثنين من كبار مسؤولي الأمن القومي هما انتوني بلينكن لتولي وزارة الخارجية وجيك سوليفان ليكون مستشاراً للأمن القومي. ومن المعروف أنّهما يقدّران الزمالة ويؤيّدان التحالفات الأميركية وأنّ خيارهما الأول لحل المشاكل هو الديبلوماسية.

يحظى الإثنان بالإشادة لبراعتهما في الاهتمام بالتفاصيل وهي صفة صقلها بلينكن بصفة خاصة خلال خدمته الطويلة في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ولجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. غير أنّ بعض المنتقدين يتساءلون عن الكيفية التي سيحقق بها الاثنان النقلة إلى صدارة المناصب القيادية في الأمن القومي الأميركي.

وفي حين أنّ بعض الرؤساء الأمريكيين، لا سيما أبراهام لينكولن وباراك أوباما، شكلوا حكومات من شخصيات لها ثقلها الكبير وكان بعض أفرادها من أشد معارضيهم السياسيين فقد كان قرار بايدن اختيار اثنين من العاملين السابقين الذين تزاملوا في العمل وعملوا معه لسنوات.

وفيما يلي بعض القضايا السياسية التي سيواجهها بلينكن وسوليفان، الذي عمل في وزارة الخارجية ثم كبير مستشاري السياسة الخارجية لبايدن في إدارة أوباما، وهما يسعيان لطي صفحة السياسة الخارجية التي اتسمت في بعض الأحيان بالفوضى في عهد الرئيس دونالد ترامب:

الصين

من المتوقع أن تكون الصين التحدي الرئيسي أمام فريق السياسة الخارجية في إدارة بايدن في وقت هوت فيه العلاقات بين واشنطن وبيجينغ إلى أدنى مستوياتها منذ عشرات السنين.

ورغم أن ترامب حذّر مراراً خلال الحملة الانتخابية من أنّ انتصار بايدن سيعني أنّ الصين "ستمتلك أمريكا"، فقد قال بلينكن وسوليفان إنّ إدارة بايدن لن تكون أبداً خصماً ضعيفاً أمام بيجينغ.

ووعد الاثنان بأن يطبّق بايدن سياسة أكثر تماسكاً تجاه الصين على النقيض من نهج ترامب الذي اتسم في بعض الأحيان بالتفكك وتباين بين خوض حرب تجارية مريرة وإهالة الثناء على الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ومن المتوقع أيضاً أن يبلور الاثنان دعم الحلفاء للضغط على بيجينغ لاحترام الأعراف الدولية في قضايا مثل التجارة وهونغ كونغ وبحر الصين الجنوبي وفيروس كورونا وحقوق الإنسان.

وفي أيلول، قال بلينكن إنّ بايدن "سينفذ على نحو متناسق وبكل جرأة قوانين التجارة الأميركية في أي وقت يمثل فيه التحايل الأجنبي خطراً على الوظائف الأميركية".

ومع ذلك، فمن المتوقع أن يتعرّض فريق السياسة الخارجية في إدارة بايدن لضغوط لكي يبرهن على أنه لا يلجأ ببساطة إلى نهج إدارة أوباما الذي يعتقد بعض المعارضين أنه كان قائماً على محاولة ساذجة لدفع الصين إلى الالتزام بالقواعد.

وقالت بوني جليزر، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنّه على فريق بايدن أن يحذر الوقوع في فخ الحوارات الرسمية مع بيجينغ.

وأضافت: "الصينيون أساتذة في التشديد على أهمية الإجراءات أكثر من النتائج".

روسيا

من المتوقع أن يرسم بلينكن وسوليفان سياسة أكثر تشدّداً تجاه روسيا. إذ أنّ بايدن لم يترك مجالاً للشكّ في أنه يعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خصوم الولايات المتحدة عندما قال قبل الانتخابات "سأوضح لخصومنا أن أيام التودد مع المستبدين قد ولت".

وخلال أيلول، قال بلينكن، الذي كان يعمل ضمن فريق أوباما عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في نزاع مع أوكرانيا، إنّ بايدن يؤمن بالتصدي لعدوان موسكو بوسائل من بينها العقوبات.

كما اتهم روسيا في مقابلة مع شبكة سي.بي.إس التلفزيونية "بمحاولة استغلال ما نواجهه من صعوبات".

ويريد بايدن تمديد العمل بالمعاهدة الوحيدة الباقية التي تربط بين الولايات المتحدة وروسيا في الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية. وإذا لم يتم تمديد المعاهدة فسينتهي أمد معاهدة ستارت الجديدة بعد 16 يوماً فحسب من توليه مقاليد السلطة في 20 كانون الثاني المقبل لتنتهي بذلك كل القيود السارية على نشر الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية والقاذفات والصواريخ التي تحملها.

إيران

كان سوليفان من الأعضاء الرئيسيين في فريق المفاوضات السرية التى أفضت إلى الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 وقد طالب هو وبلينكن بالعودة إلى الديبلوماسية مع طهران.

وكان الهدف من هذا الاتفاق الذي انسحب منه ترامب عام 2018 هو الحد من قدرات البرنامج النووي الإيراني لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية وذلك مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

ومع الانسحاب من الاتفاق أعاد ترامب فرض العقوبات الأميركية على إيران وفرض عقوبات جديدة عليها أيضاً في محاولة باءت بالفشل حتى الآن لإرغامها على التفاوض.

وقد قال بايدن إنّه سيعاود الانضمام للاتفاق إذا استأنفت إيران أولا الالتزام حرفيا بالاتفاق. وسيعمل بايدن مع الحلفاء "لتقوية الاتفاق وتمديده وفي الوقت نفسه التصدي بفاعلية لأنشطة إيران الأخرى المزعزعة للاستقرار".

غير أنّ العودة إلى الاتفاق الأصلي ليست بالأمر البسيط ومن المؤكد أنّ إيران ستطالب بتنازلات.

كوريا الشمالية

هاجم بلينكن تواصل ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، وقال إنّ لقاءات القمة غير المسبوقة التي عقدها معه أخفقت في تحقيق أي تقدم في نزع السلاح النووي الذي تملكه بيونغيانغ وزجت بالولايات المتحدة في أخطار أكبر من ذي قبل.

وفي إشارة إلى لقاءات القمة بين الزعيمين قال بلينكن لقناة "سي.بي.إس نيوز" في أيلول: "ما الذي نحصل عليه في المقابل؟ أسوأ من لا شيء".

غير أنه ليس من الواضح كيف سيتعامل بلينكن وبقية أعضاء فريق بايدن مع كوريا الشمالية. فقد وعد بلينكن بالتعاون الوثيق مع الحلفاء والضغط على الصين من أجل "فرض ضغوط اقتصادية حقيقية" لدفع بيونغيانغ إلى مائدة التفاوض.

أفغانستان

سيجد فريق الأمن القومي في إدارة بايدن نفسه أمام قرارات صعبة فيما يتعلق بأفغانستان التي قرر ترامب الأسبوع الماضي خفض عدد القوات الأمريكية فيها إلى 2500 جندي من 4500 جندي بحلول منتصف كانون الثاني في خطوة تضعف قدرة كابول وواشنطن على الضغط على حركة طالبان.

وكانت مساعي إدارة ترامب لتحقيق اتفاق سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان قد تعثرت وزاد العنف من جانب طالبان ولم يعد هناك حافز يذكر يدفع الحركة للقبول بتقديم تنازلات مع خفض الوجود العسكري الأميركي.

والسؤال الرئيسي هو ما إذا كانت إدارة بايدن ستنفذ بنود الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وحركة طالبان في آذار وتسحب القوات الأميركية كلها من أفغانستان بحلول 2021 دون إلزام طالبان بتعهداتها بخفض العنف وقطع صلاتها مع تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية الأخرى التي قد تشكل خطرا على المصالح الأميركية.

وقد قال بلينكن إنّ نشر القوات الأميركية لآماد مفتوحة في أماكن مثل افغانستان وسوريا "دون استراتيجية واضحة يجب أن ينتهي وسينتهي" في عهد بايدن.

غير أنّ هذه القرارات ستتوقف على التقييمات العسكرية للأوضاع على الأرض والتشاور مع الحلفاء الأمر الذي يبقي الباب مفتوحاً أمام استمرار الوجود الأميركي هناك.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم