الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

قادة منطقة تيغراي يردون على إنذار أديس أبابا بإعلان "الاستعداد للموت... ولا يعرفون من نحن"

المصدر: النهار
قوات خاصة من وحدات أمهرية في الجيش الفيديرالي في منطقة هيوميرا بإقليم تيغراي الأحد.   (أ ف ب)
قوات خاصة من وحدات أمهرية في الجيش الفيديرالي في منطقة هيوميرا بإقليم تيغراي الأحد. (أ ف ب)
A+ A-
 
 
أعلن رئيس منطقة تيغراي المنشقة ديبريتسيون جبريمايكل، أن شعبه "مستعد للموت" غداة المهلة التي حددها رئيس الوزراء الاثيوبي أبيي أحمد ومنح بموجبها قادة تيغري 72 ساعة للاستسلام.
 
بعد ثلاثة أسابيع من شن هذه العملية العسكرية الرامية إلى إعادة بسط سلطتها، تعتزم أديس أبابا "ان تحاصر" قريبا ميكيلي عاصمة تيغراي ومقر الحكومة المحلية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
 
وقبل عشرة أيام، وجه أبيي انذارا أول إلى جنود تيغراي، داعيا اياهم الى الانفصال والانضمام إلى صفوف الجيش الفيديرالي. وبعد أيام اعلن ان التدخل دخل "مرحلته النهائية".
 
وصرح  جبريمايكل : "كم مرة قال أبيي أحمد ثلاثة أيام؟ لا يدرك من نحن. اننا شعب له مبادئه ومستعد للموت دفاعا عن حقنا في إدراة منطقتنا". وأضاف: "يحاولون التستر على الهزيمة التي منوا بها على ثلاث جبهات ليتسنى لهم وقت لإعادة التموضع". ولم يوضح عن أي "جبهات" يتحدث.
والتحقق ميدانيا ومن مصدر مستقل من تأكيدات الجانبين صعب للغاية، إذ إن منطقة تيغراي منقطعة تقريبا عن العالم منذ بدء العملية في الرابع من تشرين الثاني. ولم تصدر أيضا معلومات محددة عن المعارك، التي أوقعت ما لا يقل عن مئات القتلى. وفر أكثر من 36 ألفا من سكان المنطقة إلى السودان المجاور. وأمس، قالت حكومة أبيي أحمد إن الكثير من أفراد قوات تيغراي المتمردة والقوات الخاصة في الإقليم بدأوا بالاستسلام قبل انقضاء مهلة ال72 ساعة التي حددتها الحكومة.
 
وأفاد فريق العمل الحكومي المعني بالوضع في تيغراي "يستسلم عدد كبير من ميليشيا تيغراي والقوات الخاصة استفادة من مهلة الاثنين وسبعين ساعة التي حددتها الحكومة. استسلم الكثيرون عبر منطقة عفار والقوات المتبقة تستسلم بهدوء".ولم يصدر أي رد بعد من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي قالت في وقت سابق إنها دمرت فرقة عسكرية مهمة من القوات الفيديرالية.   
   
مخيمات السودان مكتظة 
  ويستضيف الكثير من سكان منطقة حمداييت على رغم من فقرهم، لاجئين إثيوبيين فروا من النزاع. وقدّم بعضهم المأوى فقط، بينما قدّم آخرون الطعام ومياه الشرب.
 
ويقول مدير مركز استقبال حمداييت يعقوب محمد إن المركز استقبل أكثر من 24 ألف لاجىء منذ اندلاع القتال في تيغراي. وبحسب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بلغ عدد الإثيوبيين الذين فروا الى السودان 36 ألفا، ويمكن ان يصل الى مئتي ألف خلال الأشهر الستة المقبلة.
 
وإقليم شرق السودان لديه تاريخ طويل في استضافة اللاجئين الإثيوبيين والاريتريين يعود الى عام 1967 جراء الحرب الإثيوبية- الإريترية ثم الجفاف والمجاعة التي ضربت إثيوبيا في ثمانينات القرن الماضي. ويقول المزارع السوداني عيسى حسن الذي يعيش في حمداييت :"أصبح المكان مزدحما، لكن لا بأس هم ضيوفنا".  إلا انه يشكو من أن تدفق اللاجئين أدى الى ارتفاع الأسعار في أسواق المنطقة قائلاً: "أسعار الخضروات والفاكهة وحتى المياه ارتفعت بشكل كبير بعد وصولهم. مثلا كيلو الموز كان يباع بسبعين جنيها سودانيا (نحو أربع سنتات)، والآن يباع بـ150 جنيها".
 
ويشير بحر الدين يعقوب الذي يعمل في الزراعة والتجارة، الى أن الإمدادات تأتي من الولايات المجاورة بكميات قليلة مقارنة بالأعداد الكبيرة للاجئين. ويقول :"الآن الطلب مرتفع جدا، لذلك ارتفعت الأسعار".
 
وتسعى السلطات السودانية وجمعيات الإغاثة الى تجهيز المخيمات وتقديم الغذاء والخدمات الطبية الأساسية لمواجهة التدفق الكبير للفارين من الحرب. لكن الحكومة السودانية مثقلة بأعباء مشاكلها الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر خصوصا في ولايتي القضارف وكسلا الواقعتين في شرق البلاد وتستضيفان العدد الأكبر من اللاجئين.
 
تضامن 
وفي مركز استقبال "القرية 8" القريبة من معبر اللقدي الحدودي بين السودان وإثيوبيا، يؤكد العديد من الإثيوبيين أن المواطنين السودانيين رحبوا بهم وقدموا لهم احتياجاتهم الأساسية.
 
ويقول اللاجئ آدم يوسف: "كثيرون قدموا لنا طعاما من مزارعهم، وبعض الحصائر لننام عليها، وسمح لنا البعض باستخدام حماماتهم. كانوا كرماء جدا معنا". وقرب مخيم أم راكوبه الواقع على بعد 80 كيلومترا من الحدود السودانية- الإثيوبية، يقوم السكان بجمع تبرعات من الملابس والطعام لتقديمها للاجئين.
ويقول أحمد عبد الله اسماعيل الذي يعيش في قرية دوكه القريبة من مخيم أم راكوبه: "عند وصولهم كان الخوف باديا على وجوههم والكثير منهم حفاة". ويضيف: "نحس بهم ونحاول أن نقدم لهم المساعدة بقدر استطاعتنا".  
لكن الوضع رغم ذلك صعب جدا في المخيمات. فالمياه شحيحة والحمامات لم يكتمل بناؤها بعد، مما يجبر اللاجئين على التبرز والتبول في الأرض العشبية حول الغرف.
 
ويقول المزارع عمر حسين من سكان القرية 8 : "وجود اللاجئين وسط منازل القرية مهدد للبيئة الصحية، فأعدادهم كبيرة دون وجود مرافق صحية".
ويقول جمال آدم، وهو مزارع آخر: "العديد من اللاجئين يعيشون وسط المزارع مما يهدد المحاصيل بالتلف".
 
مجلس الأمن  
ويعقد مجلس الأمن الثلثاء (أمس) بطلب من ثلاث دول هي تونس وجنوب أفريقيا و"سان فنسان وغرينادين" أول اجتماع له حول النزاع الدائر في منطقة تيغراي الانفصالية الأثيوبية، بحسب ما أفادت مصادر ديبلوماسية مساء الإثنين.
 
وقالت المصادر إنّ المجلس سيلتئم في اجتماع مغلق سيعقده عبر الفيديو، من دون أن يتّضح في الحال ما إذا كان سيصدر في ختامه بيان رئاسي أم لا.
وكان أعضاء مجلس الأمن الـ15 تطرّقوا في منتصف تشرين الثاني الجاري إلى النزاع الدائر في تيغراي، لكن تلك المباحثات لم تكن رسمية إذ جرت أثناء غداء شهري افتراضي استضافه الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس.
 
 وكان غوتيريس دعا الجمعة إلى "فتح ممرات إنسانية" في إثيوبيا لتوفير المساعدات للسكان العالقين في النزاع، معرباً عن اسفه لرفض أديس أبابا أي شكل من أشكال الوساطة.                

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم