الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

لماذا قد لا يعني فوز المحافظين استقراراً لإيران؟

المصدر: "النهار"
ابرهيم رئيسي يصوت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي انتهت بفوزه - "أ ب"
ابرهيم رئيسي يصوت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي انتهت بفوزه - "أ ب"
A+ A-

ثمة افتراض في التحليل السياسي للمشهد الانتخابي الإيراني يقول إن سيطرة المحافظين على جميع السلطات في إيران تجعل العلاقة بينها أكثر تجانساً. بالتالي، سينعكس هذا التجانس حكماً على الاستقرار السياسي الداخلي.

 

يقدّم الكاتب السياسي محمد علي شاباني رؤية مغايرة لتلك النظرية في موقع "أكسيوس". يكتب شاباني أن تلك النظرية فشلت في السابق مضيفاً أن المعسكر المحافظ ليس متحداً بشكل كامل. خلال رئاسة المحافظ محمود أحمدي نجاد (2005-2013)، انزلقت إيران إلى صراع داخلي بين المحافظين.

 

ودخل المرشد والحرس الثوري حالة تصادم بالوكالة كما حدث خلال المفاوضات النووية وتمكن الطرفان من تفادي تلقي اللوم على الإخفاقات. لكن مع مجيء رئيسي، سيتقلص خيار كهذا.

 

وأطلق ترشح الجنرال الإيراني في الحرس الثوري سعيد محمد إلى الرئاسة الإيرانية انشقاقاً علنياً كبيراً غير مسبوق بين القادة البارزين بحسب الكاتب. لكن في نهاية المطاف، سُحبت أهلية الترشح من محمد فأيّد رئيسي.

 

يرى شاباني أن تقدم المحافظين لقي مساعدة من إخفاقات التيار الإصلاحي وسياسات الرئيس السابق دونالد ترامب بما فيها انسحابه من الاتفاق النووي. وشاب هذا التقدم انخفاض صاعق في نسبة الاقتراع.

 

شهدت انتخابات 2013 و 2017 نسبة إقبال تجاوزت 70%. لكن في الانتخابات الأخيرة لم يقترع سوى 48.8% من الناخبين. وينخفض هذا الرقم إلى حدود 42.5% مع الأخذ بالاعتبار أوراق الاقتراع الملغاة. وحلت الأوراق البيضاء أو الملغاة في المرتبة الثانية بعد رئيسي مع نسبة بلغت 12%، وهي قفزة كبيرة عن الانتخابات السابقة.

 

لطالما أعطت السلطات الإيرانية قيمة كبيرة لنسبة الإقبال الكثيفة في الانتخابات الرئاسية كإثبات على شرعية الجمهورية الإسلامية. وبحسب الكاتب، كانت هنالك مناورة بارزة قبل الانتخابات لضمان فوز رئيسي بالرئاسة من ضمن جهد لخلافة خامنئي بعد رحيله. أضرت تسريبات بوزير الخارجية محمد جواد ظريف فوضعته خارج إطار السباق، كما استبعد مجلس صيانة الدستور مرشحين إصلاحيين آخرين من ضمنهم علي لاريجاني.

 

يواجه التيار الإصلاحي خطر الانهيار وهو بحاجة للبحث عن الذات، لكن استيلاء المحافظين على السلطة قد يمثل فرصة جيدة للتيار إذا امتنع المحافظون عن قمعهم بما أنهم لا يرون فيه خطراً كبيراً.

لكن إحياء الاتفاق النووي مع نتائجه الاقتصادية، قد يعطي الحكومة رأسمال كافياً لقمع المعارضين.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم