الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

انتصار ماكرون... ما الذي أظهرته الأرقام الأولية؟

المصدر: "النهار"
إعلان فوز ماكرون في برج إيفيل (أ ف ب).
إعلان فوز ماكرون في برج إيفيل (أ ف ب).
A+ A-

أعادت فرنسا انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون لولاية ثانية معيدة تأكيد رفض انتخاب اليمين المتطرف أو حتى إعطاءه فرصة جدية لذلك. بحسب النتائج الأولية، حصد ماكرون قرابة 58% من الأصوات مقابل 42% لمنافسته من "التجمع الوطني" مارين لوبن.

حققت لوبن نتيجة أفضل من تلك التي خرجت بها منذ خمسة أعوام (34%). لكن فارق 8% لا يعبّر عن تقدم فعلي بالنسبة إلى اليمين المتطرف.

على الرغم من كل الجهد الذي بذلته لوبن خلال السنوات الماضية، لم تستطع أن تقدم نفسها كبديل جدي عن رئيس خرج منهكاً من ولايته الأولى.

من تظاهرات "السترات الصفر" وصولاً إلى أزمة وباء "كوفيد-19" مروراً بجميع المشاكل السياسية (استقالات وزارية عدة) والشخصية (زلات اللسان)، كان بإمكان أي منافس جدي يحمل طروحات بعيدة من "الغضب" أن يطيح حظوظ ماكرون.

حتى الحرب على أوكرانيا وانعكاساتها السلبية على مستوى المعيشة في فرنسا شكّلت منصّة مثالية لتعزيز حملة لوبن. لكن يبدو أن هنالك حدوداً لقدرة اليمين المتطرف (ومعه الأحزاب التقليدية) في إقناع الفرنسيين بقدرته على تشكيل بديل فعلي عن ماكرون.

إن نسبة الاقتراع المنخفضة (الأدنى منذ سنة 1969) أعطت صورة واضحة عن حجم الإحباط بين الفرنسيين. لكنّ الإحباط لم يتحول إلى رد فعل نحو أقصى اليمين.

أشار مراقبون كثر إلى أنّ فرنسا حذرة عادة من التغيير، وبشكل أعم هي تتفادى السياسات التي تحمل في طياتها مخاطر غير محسوبة. حتى في 2017، السنة التي شهدت ذروة صعود الشعبوية في الغرب، فضّل الفرنسيون الابتعاد عن هذه التجربة.

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وانتخاب الولايات المتحدة دونالد ترامب رئيساً لها ظلّا حدثين غير جذّابين للفرنسيين. من ناحية نظرية، إذا كان الفرنسيون قد رفضوا استنساخ هاتين التجربتين في أوج الظاهرة الشعبوية، فمن البديهي توقع رفضهم لخوضهما اليوم مع أفول هذه الظاهرة وإن بشكل غير كامل. لكن لم يكن بإمكان الأوروبيين إبداء الارتياح قبل الأوان.  

ظلّت احتمالات المفاجأة حاضرة في الحسابات بالنظر إلى أنّ استطلاعات الرأي وضعت تقدم ماكرون ضمن هامش الخطأ في فترة من الفترات. غير أنّ الهامش توسّع مجدداً، خصوصاً بعد المناظرة يوم الأربعاء الماضي.

خلالها، أكد ماكرون مجدداً أنه أكثر إلماماً بملفاته. عاب عليه البعض أسلوبه "التكنوقراطي" وأحياناً "المتعالي" مع لوبن، لكن يبدو أنّ هذا الأسلوب أثمر فوزاً ثميناً في نهاية المطاف.

على الضفة الأخرى، تخوف الأوروبيون حتى من أن يخرج ماكرون منتصراً لكن ضعيفاً من الانتخابات. على الأرجح، تبددت هذه المخاوف بشكل كبير. ثمة استحقاق تشريعي مقبل في حزيران، لكن يبدو أنّ هذا الفوز قادر على إعطاء زخم جديد لحزب "الجمهورية إلى الأمام".

في هذا الوقت، سينتظر المراقبون توزع أصوات اليسار لمعرفة ما إذا كان جان-لوك ميلانشون صانع الملوك كما كان يأمل. وهو دعا منذ أيام الفرنسيين إلى انتخابه رئيساً للوزراء عبر إيصال أكبر عدد ممكن من مرشحي حزبه "فرنسا غير الخاضعة" إلى البرلمان. بطبيعة الحال، يعيّن الرئيس الفرنسي رئيس الحكومة، لكن ما كان ميلانشون يلفت إليه هو دوره المتعاظم في السياسات الفرنسية.  

ينوي ميلانشون جدياً الدخول في حكومة "مساكنة" مع الرئيس. تمكن ميلانشون من حصد 22% من الأصوات في الدورة الأولى بفارق نحو 6% عما كانت تعطيه استطلاعات الرأي. كان بحاجة لأقل من 2% إضافية من الأصوات كي يكون في موقع المنافس الرئاسي لماكرون بدلاً من لوبن.

رد ماكرون على دعوة ميلانشون قائلاً إنه يحترم الناخبين. "لكن كما في الرياضات التنافسية، ليس من الجيد قط التخطيط للمباراة النهائية بينما نحن في ربع النهائي".

اليوم، يقترب ماكرون من المباراة النهائية، وعلى الأرجح بشكل أسهل من المتوقع. لا يزال هنالك وقت أمامه كي يخطط لها. لكن الأكيد أن اللحظة الحالية بالنسبة إليه هي للفرحة والاحتفال.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم