الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سامانثا باور: هذا ما قاله لي بايدن تلك الليلة عن الإبادة

المصدر: "النهار"
السفيرة الأميركية السابقة إلى الأمم المتحدة سامنثا باور - "أ ب"
السفيرة الأميركية السابقة إلى الأمم المتحدة سامنثا باور - "أ ب"
A+ A-

وصف بعض الإعلام الأميركيّ اعتراف الرئيس جو بايدن بـ"الإبادة الأرمينية" بأنّه "صناعة للتاريخ"، بعدما أصبح أوّل رئيس أميركيّ يخطو هذه الخطوة منذ أربعة عقود. سبقه إلى ذلك الرئيس رونالد ريغان سنة 1981، لكنّ الأخير تراجع عن استخدام هذا التوصيف بعد ضغط من الكونغرس.

 

شكّلت تركيا دوماً حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسيّ الأمر الذي منع الرؤساء من الاعتراف بالإبادة. كان ذلك ما دفع مصادر "رويترز" إلى القول منذ أيّام قليلة إلى التحذير من أنّ بايدن قد يتراجع عن نيّته في اللحظات الأخيرة. فقد درج الرؤساء مؤخراً على إطلاق التعهدات الانتخابية بالاعتراف بالإبادة لكي يتغاضوا عنها بمجرد دخولهم البيت الأبيض. هذا ما حصل مع الرئيسين جورج بوش الابن وباراك أوباما.

 

تراجع الأخير عن وعده الانتخابيّ بعدما اصطدم بالوقائع الجيوسياسيّة التي فرضتها التطوّرات الشرق أوسطيّة والعلاقات مع الحليف الأطلسيّ. على الرغم من ذلك، لم تمنع تلك التبريرات من شعور سفيرته إلى الأمم المتحدة سامانثا باور بالحزن الشديد لتراجعه عن وعوده. اليوم، عبّرت باور، وهي مرشّحة لاستلام إدارة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الإدارة الحالية، عن امتنانها لوفاء بايدن بوعده، عبر سلسلة من التغريدات:

 

عملت باور لفترة طويلة على القضيّة الأرمينيّة حين بدأت منذ ربع قرن دراسة الإبادات الجماعية البارزة في القرن العشرين. ومع نشرها كتاب "مشكلة من الجحيم" سنة 2002، دُهشت باور لرد فعل الأميركيين من أصل أرميني الذين دعوها إلى منازلهم وكنائسهم والذين حضروا المناسبات العامة لدحض "أكاذيب المسؤولين الحكوميين الأتراك الذين حاولوا تشويه سمعة أبحاثي".

 

وتابعت باور تغريداتها كاتبة أنها علمت أكثر بشأن إنجازات الانتشار الأرميني في الولايات المتحدة. وتغيرت الكتب المدرسية الأميركية وعرضت الأفلام والأغاني والقصائد الحقائق، وحرّك بعض أعضاء مجلس الشيوخ القضية.

 

وذكرت باور أنّ صحيفة "نيويورك تايمس" نشرت 145 تقريراً عن "الإبادة العرقية" للأرمن، لكن بمرور الوقت، استخدمت الصحيفة لغة مبهمة قائلة إن الأرمن "طُردوا من أوطان أجدادهم". لكنّ تنامي الوعي كان مهماً، فعاودت الصحيفة بدءاً من سنة 2004 باستخدام عبارة "إبادة".

 

وتشير إلى أنها عملت في مكتب أوباما عندما كان سيناتوراً سنة 2005. حينها كتب رسالة قوية إلى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس يحضها فيها على الاعتراف بالإبادة. وعندما ترشح أوباما إلى الرئاسة، تعهد أن يعترف بها.

 

في فصل "الرابع والعشرين من نيسان" في سيرتها الذاتية، ذكرت باور الأسباب العديدة التي منعت أوباما من الوفاء بتعهده مثل الخوف من تعقيد انسحاب القوات الأميركية من العراق والخشية من عرقلة مسار السلام بين تركيا وأرمينيا وغيرها. حزنت جداً بسبب قراره وبدأت مخاضها قبل أسابيع قليلة، فأبصر طفلها النور في 24 نيسان، بحيث أصبح عمره اليوم 12 عاماً.

 

وفي تغريداتها، أوضحت باور أنها اعتقدت في 2015 بوجود فرصة أخرى لواشنطن كي تعترف بالإبادة مع ذكرى مرور 100 عام عليها وبعدما اعترف البابا فرنسيس بها. لكن مع استمرار الحرب ضد داعش، قلقت وزارة الدفاع من فقدان إمكانية الوصول إلى القواعد الأميركية في تركيا.

 

وتذكّرت أخيراً كيف حضرت القدّاس بمناسبة الذكرى المئة على الإبادة في كاتدرائيّة واشنطن الوطنية (2015). وأضافت: "تلك الليلة، أخبرني بايدن أنّه إذا كان يوماً في موقع فعل ذلك، فسيعترف بالإبادة الأرمينية. اليوم، كرئيس للولايات المتحدة، لقد فعل ذلك وحسب".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم