السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ما العبرة التي لم يستخلصها العالم بشكل كامل من كورونا؟

المصدر: "النهار"
عمليات تعقيم في موسكو (أ ف ب).
عمليات تعقيم في موسكو (أ ف ب).
A+ A-

رأت هيئة التحرير في صحيفة "واشنطن بوست" أنّ العالم تعلّم الكثير منذ تفشي فيروس "كورونا": كيفية انتشاره، كيفية تحوره، وقدرة اللقاحات على حماية متلقيها من المرض الشديد. لكنّ الدرس الأكبر الذي لم يتعلمه العالم بشكل كاف هو أنّ خيارات الأشخاص وسلوكهم الفردي والجماعي هي عوامل أساسية في نقاط ضعف البشرية أمام الجائحة.  

 
اليابان... انخفاض في أعداد الإصابات

إنّ تصاعد الإصابات في اليابان آخذ بالانخفاض وفقاً للصحيفة. انخفضت الأرقام من 23 ألف إصابة جديدة خلال ذروة التفشي في آب إلى 400 إصابة يومية في 20 تشرين الأول. تذكر وكالة "أسوشييتد برس" من طوكيو أن الحانات والقطارات مكتظة والمزاج احتفالي. في العاصمة اليابانية، انخفضت نسبة النتائج الإيجابية للفحوصات من 25% في أواخر آب إلى 1% هذا الشهر. والسبب هو أنّ اليابانيين قرروا التحرك.

 

إنّ نسبة من تلقوا جرعتين من اللقاح ارتفعت من 15% في أوائل تموز إلى 65% أوائل تشرين الأول، وهي اليوم تقارب 70%. يعكس النجاح خياراً اتّخذه الشعب بتلقي اللقاح على نطاق واسع بالتزامن مع انتشار موجة جديدة من الإصابات. في إحدى المراحل، تم إعطاء أكثر من 1.5 مليون جرعة اليوم الواحد. كذلك، كان اليابانيون مستعدين لإغلاق أماكن السهر حين بدأت الإصابات ترتفع واستفادوا من الاستخدام الواسع الانتشار للكمامات التي اعتادوا عليها حتى قبل الجائحة.

 
كورونا تبلغ ذروتها في روسيا

لكن روسيا بالمقابل غارقة في المأساة بسبب الجائحة. تخطت الإصابات اليومية 37 ألفاً بينما وصلت الوفيات إلى أكثر من 1000 حالة يومياً، وهي أرقام قياسية. بحسب الصحيفة، طورت روسيا لقاحها الخاص لكن حملة التلقيح كانت فاشلة. 45 مليون شخص، أي حوالي ثلث الشعب، حصلوا على جرعتين من اللقاح. في 20 تشرين الأول، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شعب بلاده إلى أخذ إجازة لأسبوع تبدأ أواخر الشهر الحالي في محاولة لكبح جماح التفشي.

 

إن محنة روسيا المؤسفة هي أيضاً نتيجة مباشرة للخيارات التي اتخذها الروس. خلال معظم فترات السنة الماضية، قال بوتين وحكومته إنه تم التغلب على "كوفيد-19" وإنها ليست بالأمر البالغ الأهمية. تمّ عرض اللقاحات لكن الشعب لم يتلقها. علاوة على ذلك، خلص الكثير من المواطنين الروس إلى أنّ الحكومة كانت "تكذب بشأن الإحصاءات ومدى انتشار المرض". إنّ شريحة كبيرة من الروس لا تثق بحكومتها أو باللقاح. من جهته، قال نائب رئيس مجلس الدوما بيوتر تولستوي: "للأسف، نظمنا حملة إعلامية كاملة غير صحيحة حول فيروس كورونا وخسرنا تماماً. ليس للناس الثقة كي يذهبوا ويتلقوا اللقاح. هذا واقع".

 
رفع قيود الحظر والامتناع عن ارتداء الكمامة في بريطانيا
 في بريطانيا، كان الإقبال على اللقاح قوياً. لكنّ الإصابات تبقى مرتفعة بشكل عنيد، ربما بسبب قرار رفع القيود في تموز مما دفع بعض الناس إلى التوقف عن ارتداء الكمامات والتدفق إلى الشوارع المكتظة. في الولايات المتحدة، لا تزال الغالبية العظمى للوفيات بسبب الفيروس تحدث بين الناس الذين لم يتطعموا. وتشير "واشنطن بوست" في الختام إلى أنّ رفض سترة النجاة وسط بحر عاصف هو خيار – خيار مكلف ومرعب.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم