الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

موسكو تخشى إنزلاق العالم إلى نزاع أخطر من الحرب الباردة

المصدر: النهار
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال توجيهه رسالة إلى مؤتمر موسكو للأمن الدولي أمس. (أ ف ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال توجيهه رسالة إلى مؤتمر موسكو للأمن الدولي أمس. (أ ف ب)
A+ A-
 
إلى ذلك، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية الدور التي تضطلع به الأمم المتحدة كأساس لمنظومة العلاقات الدولية.
أشار بوتين، في كلمة بعث بها إلى المشاركين في الدورة التاسعة من مؤتمر موسكو للأمن الدولي أمس، إلى أن "تآكل القانون الدولي يستمر طالما تتصاعد الاضطرابات في العمليات الجيوسياسية".
ولفت إلى "مواصلة بعض الأطراف محاولات تمرير مصالحها بالقوة وتعزيز أمنها على حساب أمن الآخرين"، معربا عن القلق البالغ أيضا إزاء النزاعات الإقليمية وخطر انتشار أسلحة الدمار الشامل وأنشطة التنظيمات الإجرامية الدولية ومهربي المخدرات ومرتكبي الجرائم السيبرانية، إلى الخطر الخاص الذي لا يزال يشكله الإرهاب الدولي.
ومضى قائلاً: "أكرر مرة أخرى أن النطاق والطابع الدولي الذي تحمله هذه القضايا تتطلب من كافة الدول توحيد جهودها، وبطبيعة الحال ينبغي أداء هذا العمل الجماعي على أساس القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة".
وقال: "أكرر مرة أخرى أن النطاق والطابع الدولي الذي تحمله هذه القضايا تتطلب من كافة الدول توحيد جهودها، وبطبيعة الحال ينبغي أداء هذا العمل الجماعي على أساس القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة".
وشدد على أن الأمم المتحدة منذ قيامها كانت ولا تزال أساسا لمنظومة العلاقات الدولية، ويكمن هدفها الرئيسي في منع اندلاع حرب عالمية جديدة، مضيفا: "ينبغي أن تكون الأمم المتحدة مظلة لتحديد أي "قواعد لعبة" جديدة، وأي طريق أخرى يهدد بالفوضى وتعذر التنبؤ".
 وشدد على أن "روسيا لا تفرض إرادتها على دول أخرى ومستعدة للمشاركة على قدم المساواة في تسوية القضايا الإقليمية والدولية من خلال الأساليب السياسية والدبلوماسية وتوسيع التعاون البناء مع جميع الدول".
وقال أن روسيا تطور قدراتها الدفاعية استنادا إلى مبدأ "الكفاية المعقولة ولا تسعى إلى كسب تفوق عسكري أحادي الجانب وميل كفة الميزان إلى جانبها، لاسيما في مجال الاستقرار الاستراتيجي، لكنها لن تسمح لأحد بميل هذه الكفة لصالحه أيضا".
 
شويغو
إلى ذلك، حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من أن العالم ينزلق إلى صراع أخطر مما كان في عهد الحرب الباردة، مشددا على ضرورة العمل على الحيلولة دون هذه النزعة.
وأشار في كلمته خلال الدورة التاسعة من مؤتمر موسكو للأمن الدولي، إلى أن "نزعة تشكيل تحالفات دولية والتفريق بين الحلفاء والأعداء تستبدل حاليا قضايا محاربة الإرهاب على رأس الأجندة الدولية".
وتطرق في هذا الصدد إلى سياسات حلف شمال الاطلسي، مشددا على أن قمته الأخيرة التي انعقدت في بروكسيل في 14 حزيران، أكدت تحوله من حلف إقليمي إلى حلف عسكري-سياسي عالمي يكمن هدفه الرئيسي في ردع روسيا والصين.
وأشار إلى "تعزز نزعة استخدام الضغط الاقتصادي والقوة، بما يشمل عقوبات وشن حملات تضليل وتدبير حوادث عسكرية، لإجبار دول ذات سيادة على تغيير سياساتها"، مشيرا إلى أن "هذه النزعة تتبلور أكثر مما في أي مكان آخر في جنوب شرق آسيا حيث تواجه دول المنطقة ضغوطا رامية إلى إجبارها على إنشاء هياكل مماثلة للحلف الاطلسي، بالتزامن مع تكثيف الحلف أنشطته في المنطقة ومشاركة قوات تابعة له في مناورات إقليمية".
وحذر من أن "بعض الدول تشكل ضمن قواتها المسلحة قيادات خاصة بوضع خطط وتنفيذ عمليات هجومية في الفضاء والمجال السيبراني، قائلا: "ينزلق العالم بسرعة إلى نزاع جديد أخطر مما كان في عهد الحرب الباردة، ويدرك العسكريون في العالم حاليا أكثر من أي وقت مضى وبشكل أفضل من أي مجموعة مهنية أخرى أن الحرب هي كارثة".
ووصف الوضع الحالي في أوروبا بأنه "قابل للانفجار ويتطلب خطوات محددة لتخفيف التوترات"، محذرا من أن "زيادة دول حلف شمال الاطلسي إنفاقها في المجال العسكري تعزز نزعة تشديد المواجهة العسكرية في القارة العجوز للسنوات القادمة".
وذكّر  بأن "روسيا قد عرضت سلسلة إجراءات لتخفيف التوترات، بما يشمل التخلي عن خطط إجراء أي تدريبات عسكرية قرب نقاط التماس ومبادرة الرئيس بوتين لتنسيق مجموعة إجراءات لزيادة الشفافية بهدف استعادة الثقة وتخفيف مباعث القلق المتبادلة بين الطرفين".
وحذر من أن "بعض الدول الأوروبية مهتمة بتصعيد النزاع مع روسيا، ولفت إلى أن كيفية تطور الوضع الأمني في أوروبا، لا سيما في ما يخص الرقابة على التسلح، تتوقف إلى حد كبير على مواقف الولايات المتحدة."
وأضاف أن لقاء القمة الذي عقد مؤخرا بين بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن أكد أهمية استئناف الحوار الاستراتيجي بين الدولتين لحل المسائل الكثيرة المتراكمة.
وحذر من خطورة الوضع في أفغانستان، مشيرا إلى أن حلف شمال الاطلسي خلال تواجده في هذا البلد على مدى 20 عاما أخفق في تحقيق أي نتيجة ملموسة في تشكيل مؤسسات الدولة الراسخة.
وقال: "من المتوقع مع الدرجة العالية من الاحتمالية أن تستأنف الحرب الأهلية في أفغانستان بعد انسحاب قوات الاطلسي، مع ما يجلبه ذلك من التبعات السلمية، منها استمرار تدهور مستوى معيشة الناس والهجرة الجماعية وامتداد التطرف إلى دول مجاورة".
وشدد على أن "الجانب الروسي خلال فترة تواجد قوات الاطلسي في أفغانستان دعا مرارا إلى تكثيف الجهود وتبني سياسة منسقة في هذا الموضوع"، مضيفا: "غير أن كراهية الروس الخاصة بالحلف تجاوزت برغماتيته، واليوم يتعين اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الوضع في البلاد".
وأكد "ضرورة الاستعانة بإمكانات منظمة شنغهاي للتعاون لإحراز تقدم في هذه المسألة، محذرا من أنه "لا يمكن حل العقدة الأفغانية دون التعاون مع إسلام آباد وطهران".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم