الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تشاد شيّعت رئيسها الراحل بحضور ماكرون باريس ودول الساحل تدعم "العملية الإنتقالية"

المصدر: النهار
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون –الى اليسار- ورئيس الكونغو الديموقراطية فليكس تشيسكيدي أمام نعش الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي في نجامينا أمس.(أ ف ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون –الى اليسار- ورئيس الكونغو الديموقراطية فليكس تشيسكيدي أمام نعش الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي في نجامينا أمس.(أ ف ب)
A+ A-
 
جرت في نجامينا مراسم تشييع الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي اتنو الذي توفي الاثنين بحسب رئاسة الجمهورية، بحضور العديد من رؤساء الدول بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي التقى فور وصوله نجله رئيس المجلس العسكري الحاكم حاليا.
أفاد صحافي من "وكالة الصحافة الفرنسية" أن نعش إدريس ديبي الذي حكم البلاد لثلاثين عاما بقبضة من حديد، وصل إلى ساحة الأمة على منصة شاحنة صغيرة وقد لف بالعلم الوطني ويحوط به جنود من الحرس الرئاسي.
وتوفي ادريس ديبي اتنو بحسب الرئاسة التشادية، الإثنين متأثرا بجروح أصيب بها على الجبهة في مواجهة المتمردين.
وابنه محمد إدريس ديبي جنرال يبلغ من العمر 37 سنة وصارالرجل القوي الجديد للنظام. وهو يتمتع بسلطات كاملة لكنه وعد بمؤسسات جديدة بعد انتخابات "حرة وديموقراطية" خلال عام ونصف العام. 
ويرى العديد من المعارضين الذين تعرضوا للقمع من قبل نظام إدريس ديبي أن تولي الحكم بهذه الطريقة ليس سوى "انقلاب مؤسسي". 
وحضر رؤساء نحو 12 دولة إلى العاصمة التشادية الجمعة بينهم قادة الدول الأربع الأخرى في مجموعة الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا) ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان. كما أكد الكونغولي فيليكس تشيسكيدي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي حضوره.
ووصل ماكرون رئيس الدولة الغربي الوحيد الذي يحضر التشييع، مساء الخميس إلى نجامينا والتقى على الفور ابن الرئيس الراحل.
ورأى الخبراء والمعارضة، أن هذه الخطوة تعني أن فرنسا التي أنقذت نظام الرئيس الراحل عسكريا مرتين على الأقل، بعدما هدده المتمردون في 2008 و2019، ستبقي على دعمها لخليفته على الأرجح.
وتضم نجامينا مقر قيادة قوتها "برخان" لمكافحة الجهاديين في منطقة الساحل. 
وبعد هبوط طائرته على مدرج القاعدة العسكرية التي تضم مقر قيادة القوة الفرنسية، واكبت آليات مدرعة من "برخان" ماكرون إلى السفارة الفرنسية، كما أفاد صحافي من "وكالة الصحافة الفرنسية". 
وقبل بدء الجنازة صباح الجمعة التقى ماكرون ورؤساء مجموعة الساحل الأربع الأخرى محمد ديبي "لمشاورات حول العملية الانتقالية الجارية"، على ما أفادت الرئاسة الفرنسية .
وأمس، أكدت الرئاسة الفرنسية، أن فرنسا ودول الساحل الخمس التي تكافح معا الجهاديين في هذه المنطقة من إفريقيا، أعربت عن "دعمها المشترك للعملية الانتقالية المدنية العسكرية" لنجل الرئيس.
وأوضحت أنه قبل بدء الجنازة الوطنية زار ماكرون ونظراؤه النيجيري والبوركينابي والمالي والموريتاني الجنرال محمد إدريس ديبي وعبروا له عن "وحدة رؤيتهم" كما قال مصدر في الاليزيه ل"وكالة الصحافة الفرنسية"، موضحا ان مجموعة الساحل "تقف إلى جانب تشاد وتعرب عن دعمها المشترك لعملية الانتقال المدني العسكري من اجل استقرار المنطقة". ومنذ وصوله إلى السلطة بالقوة في 1990 بمساعدة باريس، اعتمد إدريس ديبي باستمرار على القوة الاستعمارية السابقة.
 
تهديدات داخلية وخارجية
وبعد وفاته أعربت فرنسا في مناسبات عدة عن قلقها في شأن "استقرار تشاد ووحدة أراضيها". 
وتساءل وزير الخارجية الفرنسي جان- إيف لودريان الخميس "هل سيضمن المجلس العسكري الانتقالي استقرار تشاد ووحدة وسلامة أراضيها؟". كما تساءل عن قدرته على "تطبيق عملية ديموقراطية" مع احترام التزاماته العسكرية في المنطقة. 
وأبدى  الممثل الاعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية جوزيب بوريل الملاحظات نفسها. وقال خلال زيارة لموريتانيا الخميس قبل التوجه إلى جنازة إدريس ديبي "يجب أن نساعد تشاد. يجب أن نتجاهل الاعتبارات السياسية". 
وبعد التكريم العسكري والخطب، والصلاة في المسجد الكبير في نجامينا نقل جثمان إدريس ديبي بالطائرة إلى أمجراس التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر، لدفنه بالقرب من والده في هذه القرية الصغيرة المجاورة لمسقط رأسه بيردوبا عاصمة إقليم إنيدي الشرقي قرب الحدود السودانية.
ويمثل حضور رؤساء الدول تحديا أمنيا كبيرا للنظام الجديد الذي ا يزال يواجه متمردين قادمين من ليبيا وعدوا بالزحف إلى نجامينا ويرفضون الانتقال العسكري. 
كما يمكن أن يأتي التهديد من داخل النظام لأن تولي الشاب محمد إدريس ديبي السلطة مفاجئ ووجود شخصيات كانت تطمح للصعود إلى السلطة من داخل عشيرة رئيس الدولة الراحل. 
وقال المحلل في مركز الأبحاث الدولي التابع لجامعة للعلوم السياسية في باريس رولان مارشال، إن الإدارة العامة للخدمات الأمنية لمؤسسات الدولة، الهيئة التي تتمتع بنفوذ كبير ويقودها الرئيس الجديد "قد تنقسم".
واضاف :"سيحلون مشاكلهم كما فعلوا في الماضي، من طريق محاولات القيام بتصفيات جسدية أي مع عنف مسلح في العاصمة". وحكم ديبي تشاد لأكثر من ثلاثين عاما وكان أحد السياسيين الأكثر حنكة في أفريقيا ونجح في الإمساك بزمام السلطة على الرغم من حركات التمرد التي وصلت حتى بوابات قصره.
وعلى الرغم من انتقاد جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان له بسبب حكمه الاستبدادي، فإنه نجح في ترسيخ مكانته كحليف عسكري مهم للقوى الغربية في الحرب العالمية على المتشددين الإسلاميين.
وقال إيمانويل جابا، وهو شاب من سكان العاصمة :"حرر بلدنا من الديكتاتورية ومنحنا فرصة المشاركة الكاملة في الديموقراطية". 
وأعلن الجيش وفاة ديبي الثلثاء، غداة إعلان مسؤولي الانتخابات فوزه بولاية رئاسية سادسة. وقاطعت معظم أطياف المعارضة الانتخابات.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم