السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بوتين يعلن "تحرير" ماريوبول ودعوة أوكرانيّة لـ"الصمود"... مساعدة أميركية إضافية إلى كييف (صور)

المصدر: "أ ف ب"
خطر الألغام والانفجارات في إحدى المدن الأوكرانية (أ ف ب).
خطر الألغام والانفجارات في إحدى المدن الأوكرانية (أ ف ب).
A+ A-
يرتكز المشهد الدولي في أوكرانيا حول مدينة ماريوبول المرفئيّة الاستراتيجيّة، والتي أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أنّ قوّاته "حرّرتها"، وهو ما شكّك فيه نظيره الأميركي جو بايدن الذي أعلن مساعدة عسكرية إضافية لكييف قيمتها 800 مليون دولار.

يأتي ذلك في وقت يتحصّن جنود أوكرانيون مقاومون في مصنع "آزوفستال" الكبير لصناعة الصلب في هذه المدينة الساحلية الواقعة في أقصى جنوب إقليم الدونباس والتي استحالت كومة ركام بعدما قصفتها القوات الروسية وحاصرتها قرابة شهرين.

ويرفض هؤلاء الاستسلام، وقد طالب معاون قائد كتيبة "آزوف"، سفياتوسلاف بالامار، عبر "تليغرام" بـ"ضمانات" أمنية من "العالم المتحضّر" قبل الخروج.
 


ومن شأن سقوط ماريوبول أن يشكّل انتصاراً كبيراً لموسكو بعد نكسات ميدانية لقواتها، وبعدما كان مراقبون كثر اعتقدوا أنّ كييف ستسقط خلال بضعة أيام.

ورغم توجيه دعوة جديدة إلى المقاتلين الأوكرانيين الذين انكفأوا إلى مجمع "أزوفستال" الصناعي لإلقاء السلاح، رفض هؤلاء الاستسلام.

وأكدت كييف أن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية التي تقول موسكو إنّها "حررتها" ما زالت تقاوم القوات الروسية، مشيرة إلى أن آلاف المقاتلين الأوكرانيين يواصلون القتال بضراوة للدفاع عن مجمع آزوفستال الهائل للصناعات المعدنية.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب أمام البرلمان البرتغالي الخميس "لا يوجد مبنى واحد لم يتضرر في ماريوبول. مدينة محترقة بالفعل".

وأضاف: "لأكثر من شهر، حاصرت القوات الروسية ماريوبول (...) كان مئات الآلاف من المدنيين (عالقين) هناك بدون طعام وبدون ماء وبدون دواء تحت عمليات قصف مستمرة".
 


وسيشكّل السقوط التام لمدينة ماريوبول الصناعية الرئيسية على بحر آزوف التي أصبحت مدينة منكوبة وحقل خراب بعد حوالى شهرين من القصف والحصار الروسي، انتصاراً كبيراً لموسكو التي تسعى إلى إنشاء جسر بري يربط شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014 بالمناطق الانفصالية الموالية لروسيا في منطقة دونباس.

وقال بوتين الخميس إنّ القوات الروسية "حررت" ماريوبول وأمر المقاتلين الأوكرانيين المتبقين بمحاصرة موقع آزوفستال الصناعي حيث تحصّنوا، بدلاً من اقتحامه.

لم يعلن فولوديمير زيلينسكي هزيمته مؤكداً أنّ المعركة ما زالت مستمرة. وقال في خطاب بالفيديو: "لا يمكنهم سوى تأخير ما هو حتمي - اللحظة التي سيضطر فيها الغزاة لمغادرة أراضينا خصوصا ماريوبول المدينة التي ما زالت تقاوم روسيا رغم كل ما يقوله المحتلون".

"اصمدوا"

قال زيلينسكي إنّه بالإضافة إلى حوالى ألفي جندي أوكراني، لجأ "حوالى ألف مدني بينهم نساء وأطفال" و"مئات الجرحى" إلى المجمع الضخم الذي يضم أنفاقاً تحت الأرض على امتداد كيلومترات.

ويرفض المقاتلون الأوكرانيون في ماريوبول الاستسلام، بينما تتواصل جهود إجلاء المدنيين.

وتحدّث صحافي من وكالة "فرانس برس" عن وصول ثلاث حافلات تقل مدنيين من ماريوبول إلى مدينة زابوريجيا الكبيرة في جنوب شرق أوكرانيا الخميس.
 


وقالت تاتيانا دوراش (34 عاماً) التي وصلت مع ابنها مكسيم البالغ ست سنوات: "لا أريد سماع دوي مزيد من القصف"، مؤكدة أنها لا تأمل سوى في ليلة هادئة و"سرير تنام عليه".

ويؤكد المسؤولون الأوكرانيون أنهم يريدون إجلاء المزيد من المدنيين من ماريوبول لكنهم يتهمون القوات الروسية باستهداف طريق يستخدمه فارون من المعارك.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك عبر تطبيق "تليغرام": "نعتذر لسكان ماريوبول الذين انتظروا الإجلاء اليوم من دون نتيجة".

وأضافت أنّ "عمليات القصف بدأت قرب نقطة التجمع ما أدى إلى إغلاق الممر (الإنساني)". وتوجهت إلى "سكان ماريوبول الأعزاء" لتؤكد لهم "اعلموا أنه طالما لدينا إمكانية واحدة على الأقل لن نتوقف عن محاولة إخراجكم من هناك. اصمدوا".

"حاجة إلى أسلحة"

في كييف، قلّل مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش من خطورة الهجوم الروسي. وقال إنّ "التهديد الفوري بخسارة ماريوبول زال".

وأضاف أنّ موسكو لا تملك عدداً كافياً من الجنود لتطويق مصانع الصلب وبالتالي فرض حصار عليها.

من جهة أخرى، كشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية نشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية "وجود موقع لمقابر جماعية في شمال غرب مانهوش" وهي قرية تقع على مسافة 20 كيلومتراً في غرب ماريوبول، حسب الشركة.

وكتبت بلدية ماريوبول عبر "تليغرام" أنّه في هذه القرية وحدها "دفن المحتلون بين ثلاثة من السكان وتسعة آلاف".
 


وقال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويشينكو لصحافيين على يوتيوب "إنهم يعدون حفرا طولها ثلاثين متراً وينقلون جثث سكان ماريوبول في شاحنات". وأضاف أنّه يقدّر عدد الذين قتلوا في القصف الروسي بعشرين ألف شخص على الأقل في ماريوبول منذ بدء الحصار.

من جهته، قال رئيس بلدية ماريوبول السابق والعضو الحالي في البرلمان الأوكراني سيرهي تاروتا الآن إنه لدى زيلينسكي خيارين "لفك الحصار عن ماريوبول (أحدهما) عسكري و(الآخر) ديبلوماسي".

وأضاف الخميس أنّ "أوكرانيا في حاجة إلى أسلحة"، معتبراً أنّه "في الساعات المقبلة سيصبح السياسيون إما حلفاء لنا أو سيستمرون في الخوف من الروس ويصبحون بذلك شركاء لهم".

وكان زيلينسكي قدّر أمام رئيسي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي المساعدات اللازمة للتعويض عن الخسائر الاقتصادية التي سببتها الحرب بسبعة مليارات دولار شهريّاً، متّهماً روسيا "بتدمير كل شيء يمكن أن يشكل قاعدة اقتصادية في أوكرانيا".

وتلبية لهذا النداء أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس الإفراج عن 800 مليون دولار كمساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن هذه الشريحة الجديدة من المساعدات تشمل 72 مدفع هاوتزر مع آلياتها و144 ألف قذيفة و121 طائرة مسيرة من طراز "فينيكس غوست".

ووصف بايدن مساء الخميس "طموحات فلاديمير بوتين الكبرى" بـ"الفشل". وكتب بايدن أن "زيلينسكي وحكومته المنتخبة ديموقراطيا ما زالا في السلطة والقوات المسلحة الأوكرانية مع المدنيين الأوكرانيين البواسل أحبطت الغزو الروسي لبلدهم".

ولم يكفِ هذا التأكيد لتبديد مخاوف الرئيس الأوكراني الذي اتهم روسيا بالسعي لتنظيم استفتاء مزيف على الاستقلال في منطقتي خيرسون وزابوريجيا اللتين تحتلهما في جنوب البلاد.

وفي تسجيل فيديو، طلب زيلينسكي من سكان المناطق المحتلة عدم تقديم أي بيانات شخصية مثل أرقام جوازات السفر، قد تطلبها القوات الروسية.

وحذّر الرئيس الأوكراني من أن "الأمر ليس مجرد تعداد سكاني (...) ليس من أجل منحكم مساعدات إنسانية من أي نوع. إنه في الواقع لتزوير استفتاء مزعوم على أرضكم، إذا صدر الأمر بتنظيم هذه الملهاة من موسكو".

وكانت كييف اتهمت مطلع آذار روسيا بالسعي إلى إجراء "استفتاء" في خيرسون مثل الاقتراع الذي أقر في 2014 ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا ويعتبره الغرب وكييف غير شرعي.

وحول العاصمة، شكلت مقابر موقتة عثر عليها قرب مستشفى في بلدة بوروديانكا المنكوبة، مصدر أدلة للخبراء الذين يحققون في اتهامات بجرائم الحرب ضد القوات الروسية.

وقالت السلطات إنه تم إخراج جثث تسعة مدنيين قتل عدد منهم بالرصاص من هذه القبور.

وصرّح مسؤولون الخميس أن المحققين جمعوا أكثر من ألف جثة لمدنيين من شوارع وساحات ومقابر حفرت على عجل حول العاصمة الأوكراني، وبعضهم كانت أيديهم وأرجلهم مقيدة أو أصيبوا بطلقات نارية في أعناقهم.

ويندرج هذا التحقيق في إطار توثيق ما وصفه أولكسندر بافليوك رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة كييف بـ"فظائع" ارتكبت عقب غزو القوات الروسية التي أجبرت لاحقا على الانسحاب من المنطقة.
 

بوتين

في السياق، اعتبر بوتين "الهجوم المقترح على المنطقة الصناعية غير مناسب"، آمراً بـ"إلغائه"، حسب ما قال خلال اجتماع مع وزير دفاعه سيرغي شويغو.

وشدّد على أنّه "لا بدّ من مراعاة... حياة جنودنا وضبّاطنا وصحّتهم وينبغي عدم خوض هذه الدياميس"، لكنّه أضاف: "حاصِروا كلّ هذه المنطقة بحيث لا تمرّ فيها ذبابة واحدة".

في المقابل، اعتبر بايدن أنّ سيطرة الجيش الروسي على هذه المدينة هي "موضع شكّ". وقال: "ليس هناك بعد أيّ دليل على أنّ ماريوبول سقطت بالكامل"، مشدّداً على أنّ بوتين "لن ينجح أبدا في السيطرة على كل أوكرانيا واحتلالها".

من جهتها، كتبت الخارجية الأوكرانية تغريدة الخميس، استعادت فيها الدعوة التي وجّهها قائد كتيبة "آزوف"، مطالبة بإقامة "ممر إنساني عاجل" مع "ضمانات" أمنية لإجلاء المدنيين الذين "لا يزالون موجودين بأعداد كبيرة" في المصنع.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي أكد الأربعاء أنّ "ألف مدني من نساء وأطفال" لا يزالون في المصنع وكذلك "مئات الجرحى". والخميس تحدث رئيس بلدية ماريوبول "عمّا بين 300 وألف مدني".

وبحسب سيرغي شويغو، ما زال حوالى ألفي مقاتل في مصنع الصلب هذا، ولم يأتِ وزير الدفاع الروسي على ذكر أيّ مدنيين بينهم.
ويتعذّر التحقق من الأرقام المعلنة من مصدر مستقل.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي الخميس أنّ بلاده تحتاج سبعة مليارات دولار شهريّاً للإبقاء على اقتصادها عائماً وسط الخسائر التي تكبّدتها بسبب الغزو الروسي.

وقال بعد لقاء مع قادة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إنّ "الجيش الروسي يهدف إلى تدمير كلّ المقومات في أوكرانيا التي يمكن أن تشكل قاعدة اقتصادية للحياة".

كما شدّدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا على ضرورة منح المساعدات المالية لأوكرانيا على شكل تبرعات "قدر المستطاع"، وليس على شكل قروض، منعاً لتراكم ديون كبيرة على كييف من شأنها تعقيد التعافي بعد الحرب.
 


استئناف عمليات الإجلاء

تخشى السلطات الأوكرانية أن يكون أكثر من 20 ألف شخص قد لقوا حتفهم في ماريوبول التي كانت تضم 450 ألف نسمة قبل الحرب، بسبب المعارك من جهة ونقص القوت والمياه والكهرباء من جهة أخرى. وكان الجيش الروسي سيطر على جزء كبير من المدينة منذ أيّام وواكب صحافيين أجانب في جولة على مواقع استولى عليها.

وخلال الحصار المفروض على المدينة، كانت عمليات إجلاء المدنيين نادرة ومحفوفة بالمخاطر، غير أنّ نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك كشفت أنّ أربع حافلات لإجلاء المدنيين غادرت المدينة إلى زابوريجيا على بعد مئتي كيلومتر.

وعصراً، وصلت ثلاث حافلات إلى زابوريجيا، وفق مراسل لوكالة "فرانس برس".

وتحدّث أشخاص عن قصف وقناصة على أسطح المنازل وعن عملية نُفّذت أمام كاميرات التلفزيون الروسي. وقالت أناستاسيا البالغة 19 عاما "كان هذا الإجلاء استعراضاً".

وقالت فيريشتشوك خلال وجودها في زابوروجيا: "يرغب كثير من الأشخاص الذين يعيشون في أراض يحتلّها الروس بالمغادرة، لكنّهم يمنعونهم من ذلك".

وروت فالنتينا غرينتشوك (73 عاماً) أنّه "منذ اليوم الأول، كنا في طبقة تحت الأرض (...) كان الجو بارداً. صلّينا لله. طلبت منه حمايتنا"، مضيفة رغم ذلك أنّ جنوداً روساً شباباً "غير عدائيين" أمدّوها بالماء والطعام بانتظام.

لكن عمليات الإجلاء تجري ببطء شديد، وفق رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو. وقد تستغرق أياما عدة بسبب نقاط التفتيش المتعدّدة في المنطقة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا حيث تتواصل المعارك.

والخميس، استهدفت ضربتان مدينة زابوريجيا، وفق الإدارة الإقليمية التي أشارت إلى أن القصف طال "بنى تحتية" من دون وقوع إصابات على ما يبدو.
 


قصف متواصل

في المنطقة المتبقية من دونباس وفي جنوب البلد، تواصل القوّات الروسية "قصفها المدفعي على امتداد جبهة القتال".

وتحتدم المعارك في منطقة إيزيوم خصوصا مع "قصف متواصل" في بوباسنا وروبيجني في منطقة لوغانسك وضربات جديدة على ميكولاييف في الجنوب على الطريق المؤدّي إلى أوديسا، ما تسبب بمقتل شخص وإصابة اثنين، بحسب حاكم المنطقة فيتالي كيم.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها شنّت غارات جوية خصوصا على منطقة ميكولاييف، واستهدفت بقصف مدفعي نحو 60 "مركز قيادة" للقوات الأوكرانية في شرق البلاد وجنوبها.

وفي بوروديانكا الواقعة في منطقة كييف والتي احتلّتها القوّات الروسية في آذار، أكّدت السلطات المحلية الخميس أنها عثرت على تسع جثث جديدة لمدنيين قتلوا على أيدي الروس.

وقال قائد الشرطة المحلية أندري نيبيتوف عبر "فايسبوك" إنّ "هؤلاء الأشخاص قُتلوا على أيدي المحتلين (الروس) وبعض الضحايا عليهم آثار تعذيب".

وفي تصريحات لـ"فرانس برس" من مدينة بوروديانكا، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيشينا إنّ "1020 جثّة ليست سوى لمدنيين هي في مشارح منطقة كييف".

منذ انسحاب القوّات الروسية من محيط كييف أواخر آذار، عُثر على مئات من جثث المدنيين الذين تتّهم السلطات الأوكرانية وبلدان الغرب روسيا بارتكاب "جرائم حرب" بحقّهم، وهو ما ترفضه موسكو.

وفي زيارة لكييف رفقة نظيرته الدنماركية ميتي فريديريكسن أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن "صدمته إزاء الفظائع والأعمال الوحشية للحرب التي يشنها بوتين في شوارع بوروديانكا"، وذلك بعد تفقّده المنطقة. وتابع "لن نترك الشعب الأوكراني وحيداً".

في منطقة موشتشون الواقعة شمالي كييف والتي دمّرتها المعارك، يمنع على السكان العودة إلى منازلهم إلّا بعد توقيع تعهّد بأنّهم يعودون على مسؤوليتهم مدركين مخاطر مقتلهم أو إصابتهم جراء ألغام وغيرها من الشحنات الناسفة.

وقال فاديم يردتسكي، وهو مالك مخبز، في تصريح لـ"فرانس": استخدم حبلاً مع خطّاف"، موضحاً أنّه "يتعيّن رميه وجرّه أرضاً. إن لم يحدث انفجار يمكنك أن تتقدم خمسة أمتار. والأمر نفسه ينطبق على الأبواب، يجب استخدام الخطاف لفتحها".
 


حرب طويلة الأمد

وفي حين يبدو أنّ معاناة ماريوبول قد شارفت نهايتها، يُرجّح أن تكون المعارك للسيطرة على منطقة دونباس بكاملها وعلى جزء من الجنوب الأوكراني طويلة.

وقد تشكّل ماريوبول نقطة وصل بين القوّات الروسية في شمال دونباس وتلك الموجودة في القرم وتتيح إيفاد مزيد من الجنود لتعزيز المواقع الروسية على جبهة القتال إلى الشمال، ما قد يطيل أمد الحرب، خصوصا مع تسلمّ الأوكرانيين في الأيّام الأخيرة مساعدات عسكرية أكبر، أكان من الأميركيين أو من الشركاء الآخرين.

وأعلن بايدن الخميس حزمة مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار، مشيراً إلى أنّ من شأنها مساعدة القوات الأوكرانية في دونباس.

وخلال زيارته كييف، أعلن بيدرو سانشيز أن مدريد ستسلم أوكرانيا "200 طن" من التجهزيات العسكرية، أي ضعف ما سلّمته إسبانيا إلى الآن لأوكرانيا.

وبعد تردّد طويل، أشارت إسرائيل الأربعاء إلى أنها وافقت للمرة الأولى على إرسال معدات واقية (خوذ وسترات واقية) إلى الجيش الأوكراني بينما أعلنت النروج أنها زوّدت كييف مئة صاروخ مضادّ للطائرات من تصميم فرنسي.

وفي زيارة لكييف حيث التقى زيلينسكي، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الاتحاد الأوروبي سيفعل "ما بوسعه لدعم أوكرانيا وضمان كسبها الحرب".

واتّهم وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو الذي تحاول بلاده التوسّط لحلّ النزاع، "دولاً من حلف شمال الأطلسي" بالسعي إلى "استمرار الحرب" بحيث "تضعف روسيا".

ويخشى بعض الدبلوماسيين الغربيين من جانبهم أن تزعزع حرب طويلة أسس التحالف العسكري الذي فرضت دوله عقوبات غير مسبوقة بشدّتها على روسيا.

وأعلنت الأمم المتّحدة الخميس أنّ عدد الذين نزحوا عن ديارهم داخل أوكرانيا جرّاء الغزو الروسي لهذا البلد يزيد عن 7,7 ملايين شخص، دون احتساب أعداد الذين فرّوا ولجأوا إلى دول أخرى وتخطى عددهم خمسة ملايين.

ديبلوماسيّاً، منعت روسيا الخميس 29 أميركيًا بينهم نائبة الرئيس كامالا هاريس ورئيس مجموعة "ميتا" العملاقة مارك زوكربيرغ، و61 كنديّاً من دخول أراضيها، ردّاً على عقوبات فرضتها واشنطن على موسكو.

توازياً، علّقت منظمة الدول الأميركية الخميس عضوية روسيا بصفتها مراقبا دائما لدى المنظمة، إلى أن "تنهي أعمالها العدائية" وتسحب قواتها من أوكرانيا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم