الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إسرائيل تصعد حربها الجوية على مراكز إيرانية تشتبه في إنتاجها الصواريخ والأسلحة في سوريا

المصدر: النهار
صورة من الأرشيف لمقاتلة "إف 35 -" إسرائيلية.
صورة من الأرشيف لمقاتلة "إف 35 -" إسرائيلية.
A+ A-
 
كشفت مصادر استخبارات غربية وإقليمية إن إسرائيل وسّعت بشدة ضرباتها الجوية على ما تشتبه في أنها مراكز إيرانية لإنتاج الصواريخ والأسلحة في سوريا لصد ما ترى أنه تمدد عسكري مستتر من جانب إيران ألد أعدائها على المستوى الإقليمي.
 تقول مصادر في أجهزة استخبارات إسرائيلية وغربية ومنشقون سوريون، إن إيران تعمل على الاستفادة من تحالفها القديم مع سوريا بنقل عناصر من صناعة الصواريخ والأسلحة المتقدمة لديها إلى مجمعات أقيمت سلفا تحت الأرض وذلك لتطوير ترسانة أسلحة متطورة يصل مداها إلى المراكز العمرانية الإسرائيلية.
وكان التدخل الإسرائيلي الوحيد في الصراع السوري في السابق، يتمثل في ضربات جوية متفرقة لتدمير شحنات أسلحة متجهة إلى "حزب الله" في لبنان ومنع الميليشيات من إقامة قواعد في جنوب غرب سوريا قرب الأراضي الإسرائيلية.
إلا أن ثلاثة مسؤولين أمنيين إسرائيليين واثنين من المسؤولين الغربيين المطلعين على التطورات، قالوا إنه بعد أن قضى الأسد تقريبا على الانتفاضة التي بدأت قبل عشر سنوات بمساعدة حاسمة من القوات الإيرانية والروسية، اتجهت إسرائيل إلى استهداف الاختراق الإيراني للبنية التحتية العسكرية في سوريا.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي في كانون الأول، إن أكثر من 500 ضربة صاروخية إسرائيلية في العام 2020 وحده "أبطأت التمدد الإيراني في سوريا ... لكن لا يزال أمامنا شوط طويل كي نصل إلى أهدافنا في هذه الساحة".
وقال 12 مسؤولا من العسكريين في سوريا وأجهزة الاستخبارات الغربية، إن على رأس قائمة الأهداف الإسرائيلية أي بنية تحتية يمكن أن تعزز مساعي إيران لإنتاج المزيد من الصواريخ دقيقة التوجيه، التي يمكن أن تضعف التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، وليس أي إمكانات عسكرية قائمة مرتبطة بإيران.
وأضافوا إن تطوير الصواريخ دقيقة التوجيه سرا في سوريا، يعتبر نشاطا أقل عرضة للهجمات الإسرائيلية من نقلها عن طريق البر أو الجو من إيران.
وقال البريغادير جنرال يوسي كوبرفاسر المدير العام السابق لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية والرئيس السابق لجناح الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية :"لا أعتقد أن إسرائيل مهتمة بضرب كل هدف يخص القوات التي تعمل تحت قيادة إيرانية. فهذه ليست المشكلة. نحن نحاول ضرب الأهداف ذات الأثر الإستراتيجي".
وأضاف في تصريح ل"رويترز": "نحن نريد منع إيران من تحويل سوريا إلى قاعدة إيرانية قريبة من إسرائيل ربما تحدث تغييرا إستراتيجيا جذريا في الوضع ... ولهذا السبب نواصل دك القواعد الإيرانية حتى لا يسيطرون على البلد".
وترى إسرائيل في إيران خطرا على وجودها، وقد سعت للحد من مسعى إيران لتوسيع نفوذها الإقليمي بمزيج من العمليات العسكرية والسرية بما في ذلك ما تقول طهران إنها هجمات تخريبية على برنامجها النووي.
ولم يرد مسؤولون سوريون على طلبات "رويترز" للتعليق على تأكيدات بأن إيران تستخدم قواعد سورية لتأسيس خط متقدم من قوة النيران يهدد إسرائيل.
وسئل مسؤولان إيرانيان كبيران عما إذا كان هذا هو الهدف الرئيسي لإيران في سوريا، فقالا ل"رويترز"، إن طهران تلعب دورا رئيسيا في إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الحرب في سوريا من مشاريع البناء إلى شبكات الكهرباء.
وتحت إلحاح الأسئلة عن الأبعاد العسكرية للوجود الإيراني، قال المسؤول الثاني :"نحن نرسل الأيدي العاملة إلى سوريا. والأمر متروك لدمشق لتقرير أين تخدم".
ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية على طلبات للتعليق. وسبق أن قالت إيران إن لها مستشارين عسكريين في سوريا لمساعدة قوات الأسد وإنها ستواصل سياسة "مقاومة" القوات الأميركية والإسرائيلية في الشرق الأوسط عموما.
 
قنابل لدك الاستحكامات الحصينة
وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين ومسؤول غربي رفيع في المنطقة، إن طائرات حربية وصواريخ وطائرات مسيرة إسرائيلية أصابت خلال العام الأخير مجموعة أكبر كثيرا من الأهداف مما هاجمته إسرائيل في السنوات الخمس السابقة، من مواقع يشتبه في أنها مراكز لأبحاث وإنتاج الصواريخ الإيرانية دقيقة التوجيه إلى مستودعات تخزين السلاح.
وفي أحدث هجوم أمس هاجمت إسرائيل منطقة الضمير على المشارف الشمالية الشرقية للعاصمة دمشق، التي سبق أن هاجمتها مرارا حيث توجد شبهات أن لميليشيات تدعمها إيران وجودا قويا فيها.
وقال محللون في مجلة "جينز" المتخصصة في شؤون الدفاع، إن إسرائيل استخدمت خلال ثلاث سنوات 4239 سلاحا لاستهداف 955 هدفا وشارك في تلك الحملة 70 في المئة من الطيارين الإسرائيليين وتصدرتها مقاتلات "إف-35 آي أدير" بعشرات المهام.
وقال العميد أحمد رحال الذي انشق على الجيش السوري ل"رويترز": "شهور من الضربات المؤلمة ... لم (تعد) تقتصر على هضبة الجولان أو جنوب سوريا (قرب إسرائيل) أو حول مشارف دمشق بل وصلوا شمالا إلى حلب وحماه والبوكمال على الحدود العراقية".
غير أن مصدرا رفيعا في جهاز استخبارات غربي، قال إن بعض المجمعات تحت الأرض تمتد عشرة كيلومترات الأمر الذي يجعل من الصعب اختراقها بالكامل حتى على القنابل الإسرائيلية المخصصة لدك الاستحكامات والموجهة بالأقمار الاصطناعية زنة 500 رطل.
وقال مصدر عسكري سري عمل على حد قوله لسنوات في واحد من هذه المجمعات :"هذه تحصينات تحت الأرض لا يمكن أن تصل إليها إسرائيل ... أنفاق ربما تعرف أين تبدأ لكنها لا تعرف ما تؤدي إليه".
وصرح ل"رويترز": "لديك مخازن محفورة في الجبال ومجهزة لمقاومة حتى قنابل دك الاستحكامات الحصينة".
وأشارت صور الأقمار الاصطناعية التي حصلت عليها "رويترز" إلى أن بعض الأنشطة التي يشتبه في أنها إيرانية للأبحاث والتطوير عانت من اضطراب بسبب هجمات متكررة.
وقال مسؤولان غربيان مطلعان على الضربات إن قنابل إسرائيلية دمرت بالكامل قطاعات تحت الأرض من قاعدة (الإمام علي) العسكرية بالقرب من معبر البوكمال مع العراق في كانون الثاني، في واحدة من هجمات عدة على مدار العام الأخير لدك أنفاق تستخدم في تخزين شاحنات أو نقل أنظمة أسلحة متقدمة.
وقال عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين الغربيين والإسرائيليين ومنشقين عسكريين سوريين، إن خمسة مواقع على الأقل تصوب إسرائيل أنظارها عليها يديرها مركز البحوث والدراسات العلمية التابع لمجمع الصناعات العسكرية السوري.
وأفاد أقارب لاثنين من العاملين وضابط في الجيش السوري يعمل بالمشروع، إن عشرات من العلماء والمهندسين الإيرانيين من شركات عدة منتسبة لوزارة الدفاع الإيرانية يعملون في هذه المواقع الخاصة بالبحث والتطوير.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم