السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

التزام المجتمع الدولي غير كافٍ... التغيّر المناخي يُنذر بالأسوأ

المصدر: "النهار"
انبعاثات الكربون من المعامل (أ ف ب).
انبعاثات الكربون من المعامل (أ ف ب).
A+ A-
يواصل المجتمع الدولي مساعيه في سياق مواجهة التغيّر المناخي، إلّا أن بعض تلك المساعي لا يترجم إجراءات فعلية على أرض الواقع، ما يبقيه في إطار المخطّطات بعيداً عن التنفيذ. إذ من المعلوم أن المواجهة تستدعي رصد الأموال للانتقال نحو الطاقات البديلة والتخفيف من استخدام الموارد المضرّة بالمناخ، وهذا ما لم تلتزم به مختلف دول العالم.
 
وفي هذا السياق، أحرز المجتمع الدولي تقدّماً ملحوظاً نحو الهدف المشترك المتمثّل في معالجة تغير المناخ عبر القمّة التي عُقدت مؤخّراً في غلاسكو، لكن COP 26 لم تضع العالم بشكل كافٍ على المسار الصحيح لمعالجة المشكلة بنجاح تام، وفق ما نقلت دراسة نُشرت على موقع "بروكينغس".
 
 على الجانب الإيجابي، أبقت اتفاقية غلاسكو "هدف الحدّ من ارتفاع الحرارة 1،5 درجة مئوية على قيد الحياة"، وقد طُلب من الدول الحضور إلى COP 27، الذي سيعقد في شرم الشيخ، في مصر. كما تمّ التوصّل إلى اتفاقية جديدة بشأن تجارة الكربون العالمية. وتوصّل المفاوضون إلى اتفاقيات مهمّة أخرى في غلاسكو، إذ إن 65 دولة تلتزم بالتخلّص التدريجي من طاقة الفحم الأحفوري، فيما وافقت أكثر من 100 دولة على خفض انبعاثات غاز الميثان، وتعهّدت 130 دولة - تحتوي على أكثر من 90 في المئة من غابات العالم - بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030.
 
كما أحرزت المناقشة حول "الخسائر والأضرار" المتعلّقة بالمناخ، والأطراف التي يجب أن تدفع ثمنها وتتحمل مسؤوليتها، بعض التقدّم المتواضع، ودعت اتفاقية غلاسكو إلى بدء حوار لمناقشة ترتيبات التمويل. ويمثّل هذا الإعلان خطوةً كبيرةً بالنظر إلى أن العديد من القوى الكبرى عارضت في السابق حتى استخدام عبارة "خسارة وأضرار" في المفاوضات المتعلّقة بالمناخ.
 
لكن من ناحية أخرى، فشلت البلدان المتقدّمة في جمع 100 مليار دولار من الأموال السنوية التي وُعدت بها الدول النامية في مؤتمر المناخ في باريس. فالمساهمات الحالية (NDCs) لن تؤدّي إلى الهدف المذكور سابقاً، وهو الحد من ارتفاع الحرارة 1،5 درجة.

وأشارت التوقعات الصادرة عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) لأفريقيا، إلى احتمال ارتفاع درجات الحرارة "التي تهدد الحياة" في القارة فوق الـ40 درجة مئوية بمقدار 10 إلى 140 يوماً في السنة، اعتماداً على السيناريو والمنطقة.

كما ستشهد أفريقيا ظروفاً مناخية صعبة وقاسية، فمن المرتقب أن تواجه القارة موجات جفاف في معظم المناطق، مع المزيد من حالات الفيضانات، إضافةً إلى ارتفاع مستوى سطح البحر (بقدر 0,9 متر في حلول عام 2100 في ظل سيناريوهات ارتفاع الحرارة)، كما ستحدث الفيضانات بشكل أكثر تواتراً.

وحتى لو بقي ارتفاع درجات الحرارة في العالم أقل من 1،5 درجة مئوية، فستحتاج أفريقيا إلى التكيّف مع الواقع الجديد المتمثّل في مناخ سريع التغيّر. وفي هذا الإطار، نتج عن COP 26 بعض الخطوات الإيجابية في ما يتعلّق بالتكيّف مع تغيّر المناخ. إذ تم إقرار زيادة التمويل لدعم التكيّف، فاتفاقية غلاسكو تحث البلدان المتقدمة الأطراف على مضاعفة توفيرها الجماعي للتمويل المناخي للتكيف مع البلدان النامية الأطراف من مستويات عام 2019 بحلول عام 2025. وكانت أفريقيا تتحرّك بالفعل نحو هدف مماثل، فقد أطلق بنك التنمية الأفريقي والمركز العالمي للتكيّف برنامجاً بقيمة 25 مليار دولار لتمويل التكيّف السريع في المنطقة في وقت سابق من العام.

ويُعدّ "COP 27-Africa" فرصة لتسريع التقدّم في العمل لمكافحة التغيّر المناخي، ولكن رغم ذلك، يجب ألا يكون صانعو السياسة في أفريقيا "متلقين سلبيين" لما يمكن أن يفعله "الآخرون" لأفريقيا في COP 27، بل يجب أن يكون الأفارقة مهيّئين ومنظمين بشكل جيد، ويجب أن يكون لديهم صوت موحد ونشط ومتّسق حول العواقب الوخيمة لتغيّر المناخ على القارة والحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات، وفق ما ذكرت الدراسة.

ومع وصول القادة والمفاوضين إلى شرم الشيخ في عام 2022، يجب عليهم التركيز على نقاط مهمّة، منها، وجوب زيادة المساهمات المالية الدولية وزيادة مستويات التمويل الميسّر والخاص للتكيف مع تغيّر المناخ، نسبةً إلى ضعف الالتزامات.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم